برغم مرور 12 عام علي وفاة السندريلا "سعاد حسنى" الا ان حتى الان تفاصيل حادث وفاتها مجهولة للجميع حيث سقطت من نافذة منزلها فى لندن فى 21 يوينو 2001 ولم يتم الوصول الى الحقيقة هل كان حادث انتحار ام حادث قتل متعمد و برغم التحقيقات التى استمرت لسنوات فمثلما كانت حياة السندريلا تحمل الكثير من الالغاز كانت وفاتها تحمل اللغز الأكبر فى مسيرتها الطويلة . يرجع الفضل فى إكتشاف "سعاد محمد حسنى البابا" إلى الإعلامى و الشاعر "عبد الرحمن الخميسى" الذى ساعدها فى بداية طريقها حتى قدمت أول فيلم سينمائى ظهرت فيه وكان بعنوان "حسن و نعيمة" مع المخرج بركات الذى إقتنع بموهبتها و أسند لها بطولة الفيلم عام 59 وبعدها توالت الاعمال عليها و قدمت فى عام 60 خمسة أفلام اولها كان "البنات و الصيف" مع المخرج فطين عبد الوهاب و "ثلاثة رجال و إمرأة" مع حلمى حليم و "مال ونساء" مع حسن الإمام و "غراميات إمرأة" مع طلبة رضوان و كان أهم أفلامها فى هذا العام فيلم "إشاعة حب" مع عمر الشريف و يوسف وهبى و إخراج فطين عبد الوهاب و هو الفيلم الذى أعطى لها دفعة قوية فى مسارها السينمائى كبطلة شابة صاعدة بقوة . فقد وجدت فيها ثورة يوليو ضالتها حيث الفتاة البسيطة و المنطلقة ذات الملامح الشرقية الخمرية اللون و القريبة من الفتيات المصريات حتى تكون نموذج الفتاة المصرية فى السينما فى ذلك التوقيت بعيدا عن نموذج العائلات الأرستقراطية التى كانت موجودة فى مصر ولم تكن هناك ممثلة تملك هذه الشروط غير سعاد حسنى لهذا دخلت قلوب الجمهور المصرى بسرعة و فى سنوات قليلة أصبحت النجمة الاولى للسينما المصرية . و ظلت سعاد حسنى حتى عام 65 تقدم أدوار الفتاة المرحة الشقية فى أفلامها مثل السبع بنات و السفية عزيزة و الأشقياء الثلاثة و الساحرة الصغيرة و عائلة زيزى وشقاوة بنات و العريس يصل غدا و حكاية جواز و للرجا فقط و الثلاثة يحبونها وغيرها . لكن مع بداية عام66 حدث تطور كبير فى أداءها حيث قدمت فيلم "القاهرة 30" مع المخرج صلاح أبوسيف حيث قدمت دور أظهر موهبتها التمثيلية الحقيقية من خلال دور "إحسان" , و فى نفس العام قدمت فيلم "صغيرة على الحب" مع رشدى أباظة و المخرج نيازى مصطفى و قدمت فيه دور الفتاة الصغيرة بحرفية عالية . وبعد مرور عام تعود للتألق مرة أخرى مع المخرج "صلاح أبو سيف" من خلال دورها فى فيلم "الزوجة الثانية" وهو الدور التى حصلت عليه على إشادة كبيرة من النقاد فى هذا التوقيت . وبعد نكسة 67 قدمت عدد من الأفلام القليلة الغير جيدة بسبب توقف السينما وقتها قليلا مثل "شقة الطلبة" و "حلوة وشقية" و "شباب مجنون جدا" و"بابا عايز كده" . ومع نهاية حقبة الستينيات وبداية السبعينيات بدأت سعاد حسنى تدخل مرحلة جديدة فى حياتها الفنية حيث أصبحت تقدم أدوار مركبة و صعبة و بها أبعاد نفسية و أحيانا سياسية مثل "بئر الحرمان" و غروب و شروق" مع المخرج كمال الشيخ و "نادية" مه أحمد بدرخان و "شئ من العذاب" صلاح أبوسيف ثم "الإختيار" و "الناس و النيل" مع يوسف شاهين و "زوجتى و الكلب" و "الخوف" مع سعيد مرزوق . ولكن لا يمكن أن نذكر حقبة السبعينيات عند سعاد حسنى و لانتذكر فيلمى "خلى بالك من زوزو" مع حسن الإمام و "أميرة حبى أنا" مع مها المشرى فالأول أكثر الأفلام التى حققت إيرادات فى هذا التوقيت برغم انه كان يميل إلى الإستعراض . وفى عام 75 قدمت فيلم "الكرنك" مع زوجها فى هذا التوقيت المخرج على بدرخان الفيلم الذى أثار ضجة وقت عرضه و اعترضت عليه أنصار الرئيس جمال عبد الناصر و اعتبروه تشويه لزعيم مصر , و قدمت فى هذا الفيلم مشهد من أجرأ مشاهد السينما المصرية وهو المشهد الذى حاولوا اغتصابها فى المعتقل . و توالت اعمالها الفنية التى بها التماس مع السياسة حيث قدمت "على من نطلق الرصاص" مع كمال الشيخ و "شفيقة ومتولى" و "أهل القمة" مع على بدرخان و "المتوحشة" مع سمير سيف . وفى فترة الثمنينيات بدأت سعاد بالعمل مع مجموعة من الفنانين الذين نجحوا فى تثبيت أقدامهم كأبطال جدد للسينما المصرية ومع جيل جديد من المخرجين الصاعدين كان اهم أفلامها مع عادل إمام فيلمى "المشبوه" إخراج سمير سيف و "حب فى الزنزانة" إخراج محمد فاضل و فيلم "غريب فى بيتى" مع نور الشريف و إخراج عمر عبد العزيز و "موعد على العشاء" إخراج محمد خان . عام 85 إتجهت سعاد حسنى للعمل فى التليفزيون للمرة الأولى كبطولة و كلحلقات كثيرة فقد كان لها تجربة تليفزيونية قبلها بعشر سنوات من خلال سهرة تليفزيونية بعنوان "ليلة و ذكريات" مع المخرج احمد يحيى , ولكن فى الثمنينيات دخلت تجربة أكبر و أعمق من خلال مسلسل "هو وهى" الماخوذ عن مجموعة قصصية تحمل نفس الإسم للكاتبة سناء البيسى و أخرج المسلسل يحيى العلمى و شارك فى بطولته أحمد زكى وكان عبارة عن حلقات منفصلة متصلة تدور حول العلاقة بين الرجل و المرأة فى البيت المصرى بشكل كوميدى ساخر و حقق هذا المسلسل نجاحا ساحقا وقت عرضه . وبعد هذا المسلسل قدمت السندريلا أربعة أفلام فقط هى "الجوع" عام 86 مع المخرج على بدرخان ثم توقفت عامان و عادت عام 88 مع فيلم "عصفور الشرق" مع يوسف فرنسيس و فى نفس العام قدمت فيلم "الدرجة الثالثة" مع المخرج الصاعد شريف عرفة و هو أحد أهم أفلامها الذى لم يأخذ حقه من العرض السينمائى و العرض التليفزيونى بعدها . و اختتمت سعاد حسنى مسيرتها السينمائية الطويلة علم 91 بفيلم "الراعى و النساء" مع المخرج على بدرخان . سعاد حسنى ولدت فى 26 يناير عام 1943 لأب سورى و أم مصرية و كان لها 16 اخا و من اشهرهم المطربة نجاة و الإعلامى الرياضى الراحل أحمد عفت , تزوجت 4 مرات الأولى من المخرج و مدير التصوير صلاح كريم و المخرج على بدرخان و الفنان زكى فطين عبد الوهاب و السيناريست ماهر عواد