لا تزال البيروقراطية تعطل مسيرة التنمية علي أرض المحروسة والروتين يقتل الامل في النفوس.. ويقتل النهوض والتقدم وتحسين الظروف الاقتصادية.. وعلي سبيل المثال لا الحصر.. بحيرة عرب العليقات التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية.. تلك البحيرة التي تكونت نتيجة تحطم الصخور بعرب العليقات حيث كانت تستخدمها شركة الثروة المعدنية في اعمالها منذ سنوات طويلة لاستخراج البازلت المستخدم في صناعة الاشعات والاحجار.. وكان يتم تكسير الصخور بالديناميت لدرجة ان الاهالي كانوا يهرعون خارج منازلهم من شدة اصوات الانفجارات.. وكما يقول المهندس سمير الصياد رئيس مركز ومدينة الخانكة ان عيون المياه تفجرت في تلك المنطقة علي عمق اكثر من 03 مترا في الجبل الصخري. وبدأت المياه ترتفع.. وكانت الشركة تقوم بتصريف المياه عن طريق ماكينات رفع الي مصرف بلبيس المجاور للبحيرة وبعد ان انتهت الشركة من اعمالها تركت المكان واخذت بطبيعة الحال المعدات بما فيها ماكينات الرفع وبالتالي تسببت في عدم تصريف المياه.. مما ادي الي ارتفاع منسوب المياه الي البحيرة.،. في الوقت الذي ارتفع منسوب المياه الجوفية تحت منازل قري عرب الصوالحة وعرب العليقات وعرب جهينة وبدأت مشاكل البحيرة تهدد حياة المواطنين بدلا من ان تكون مصدر خير لهم. منسوب المياه وكما يقول محمد السيد بركات »عضو مجلس محلي سابق» ان البحيرة اصبحت تمثل كارثة علي حياة المواطنين وانه بعد انهاء اعمال شركة الثروة المعدنية لاعمالها بدأ منسوب المياه يرتفع وتقدمنا بمذكرة للمحافظ السابق المستشار عدلي حسين للاستفادة من هذه البحيرة وتفادي الخطر الناجم عنها.. واستجاب المحافظ السابق واصدر قرارا بتشكيل لجنة لعمل دراسة لامكانية تحويلها الي منطقة سياحية وبالفعل تم انشاء مبني اداري وكافتيريا علي شاطيء البحيرة وتم الاعلان عن طرح المشروع مرتين ولم يتقدم احد نظرا لأن المنطقة صخرية وبناء علي ذلك تم تحويل المبني الي وحدة محلية تخدم قرية عرب العليقات البحرية والقبلية وعادت البحيرة للاهمال مرة أخري وبدأت المياه الجوفية ترتفع تحت المنازل. مما الي الي امتلاء خزانات الصرف التي يستخدمها الاهالي بسرعة وزادت معدلات كسح المجاري التي شكلت عبئا ماليا علي الاهالي واضاف بركات ان البحيرة كانت صالحة للزراعة وتربية الاسماك الي وقت قريب حيث تم الغاء زريعة اسماك بها الا ان معظمها نفقت لان المياه تلوثت بفعل القاء مخلفات الشركات بها.. وحاليا يتم ردمها من قبل المدفن الصحي واصبحت البحيرة بؤرة للتلوث. ويؤكد الحاج صلاح بسيوني رجل اعمال علي ان البحيرة اصبحت بالفعل بؤرة للتلوث بعد المدفن الصحي وتقوم بعض الشركات بالقاء مخلفاتها بالبحيرة.. وهناك قطار السكة الحديد يمر بجوار البحيرة والذي اصبح تردده خطرا لان البحيرة عمقها اكثر من 03 مترا. مخلفات الشبهة ويوضح خالد سيف من أهالي العرب ان شركة الشبه تلقي بمخلفاتها في البحيرة وهذه المخلفات سامة وخطيرة وهي التي قتلت الاسماك وتغير لون المياه ولا احد يستطيع الاستحمام بها وقد استخدمها المسئولون في المدفن الصحي في تغطية القمامة وتزيد من الخطر وتم استخدامها في ردم البحيرة حيث يوجد تعاقد بين الشركة والمدفن الصحي. ويشير الحاج محمد دعموس من أهالي القرية ان مياه البحيرة كانت نظيفة قبل ذلك ولكن بعد ان تلوثت بمخلفات الشركات والمدفن الصحي اصبحت تشكل خطرا علي المنازل والطيور والحيوانات. ويؤكد مصلح محمد عودة رئيس المجلس المحلي بعرف العليقات سابقا ان البحيرة اصبحت تشكل خطرا يهدد المنازل لانها ساهمت في ارتفاع منسوب المياه الجوفية وهذا يؤدي الي انهيارها لان معظمها مباني قديمة ومقامة علي املاك ارض دولة ولا يمكن ازالتها وبنائها مرة اخري الا بعد تقنين واضعي اليد عليها والمشكلة يعاني منها عرب العليقات وعرب الصوالحة منذ سنوات ولقد ناشدنا المسئولين مرات عديدة لحل المشكلة ولكن دون جدوي واصبحت المنازل مهددة بالانهيار. صالحة للاستزراع السمكي ومن جانبها.. اكدت عفاف عبدالعظيم رئيس الوحدة المحلية بعرب العليقات بأن البحيرة علي مساحة 05 فدانا تقريبا وهي مياه غير صالحة للشرب أو الزراعة وهي علي عمق حوالي 03-04 مترا تقريبا وهي تصلح للاستزراع السمكي.. وقد سبق ان قام المحافظ السابق بوضع زريعة سمك مختلف الانواع حوالي 01 الاف ذريعة عام 2002 بمعرفة الوحدة المحلية بأبو زعبل واضافت بإنه تقدم عدد من المستثمرين بطلبات لاستئجار البحيرة ولم يتم الاستثمار. وبمخاطبة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية قطاع الادارة المركزية للانتاج والتشغيل من كيفية الاستئجار والاستثمار افادت الهيئة بأن البحيرة ولاية الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بالقرار رقم 564 لسنة 3891 وقانون الصيد 431 لسنة 3891 وسبق ان افادت الهيئة العامة لتربية الاسماك العزبة مثل البلطي والبوري نظرا لقلة الاملاح بها ويمكن اقامة المشروع واستغلال المساحة المائية بنظام «الخف» وكذلك اقامة الاحواض السمكية عليها بناء علي خطاب الثروة السمكية بتاريخ 4 يوليو 1102 وان الهيئة سوف تقوم من جانبها بطرح البحيرة للاستئجار لراغبي الاستثمار في هذا المجال طبقا لقانون المزايدات والمناقصات. وتم عرض الموضوع علي الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية بوضع انواع السمك التي تصلح بالبحيرة من جديد كأنواع البلطي والبوري بنظام «الخف» واقامة الاقفاص السمكية عليها تحت اشراف المهندسين المتخصصين وذلك لاستثمار هذه البحيرة وبذلك يمكن ان يفتح مجالا لتشغيل الشباب للعمل مع المشرفين. ومن جانبه اكد الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية انه قرر تشكيل لجنة برئاسة المهندس محمد طنطاوي السكرتير العام للمحافظة و8 اعضاء علي ان تكون مهمة هذه اللجنة دراسة امكانية الاستفادة من بحيرة المياه الموجودة خلف الوحدة المحلية لعرب العليقات بالخانكة وتقدم تقديرا في هذا الشأن وعرضه علي المحافظ. وفي النهاية.. تري متي تستفيد المحافظة من ثروة طبيعية وسمكية حياها الله بها لاحداث انفراجة في مشاكل البطالة والغذاء والسياحة الترفيهية!.