بداية أقرر بأنه ليست لي سابقة معرفة في الحاضر أو في الماضي بالسيد وزير الطيران، وليس لي مصلحة مع مصر للطيران أو أية تعاملات غير مسافر عادي علي خطوطها.والتحية والتقدير ارسلهما إلي الوزير بسبب موقفه الوطني الشجاع من الفوضي والانفلات وسوء التصرف الذي أصبح سمة عامة في حياتنا. آن الأوان أن نفيق إلي أنفسنا ونراعي الله في تصرفاتنا، خاصة بعد أن اصبحنا كالغثاء، وطمع فينا الطامعون.. كيف تسول نفس شرذمة من الفوضويين أن يعترضوا ارواح أناس ابرياء بالتظاهر علي مهبط الطائرات، مهما كانت شرعية مطالبهم؟ إن التظاهر والاضرابات لها قواعد قانونية يجب الالتزام بها، ويجب ألا تؤدي إلي التوقف عن العمل علي استمرار التفاوض بين العاملين والمسئولين عن الأعمال سواء كانوا من القطاع العام أو الخاص أو الحكومة، إن ليّ الاذرع سياسة مرفوضة، مع التسليم بأن يطالب كل ذي حق بحقه، للأسف شجع علي هذا السلوك المشين الحكومات المتعاقبة قبل الثورة وبعدها. ولابدمن العودة إلي الاسلوب الصحيح.أذكر أنه في عام 1983 أضرب العاملون في الطيران المدني في بيروت مطالبين بزيادة اجورهم. وأتخذ وزير الطيران اللبناني موقفاً صلباً من هذا الاضراب مطالبا العاملين بالاستمرار في العمل مع التفاوض في نفس الوقت للتوصل إلي الحلول المقبولة من جميع الاطراف. غير أن العاملين رفضوا ذلك ولم يرضخ الوزير لهذا الضغط، وقام بتشغيل مطار البقاع الحربي بدلاً مطار بيروت الدولي، مما اضطر العاملون الي العودة إلي العمل واستئناف التفاوض، واكتسبت لبنان الاحترام من الجميع.فإذا حدث هذا في بيروت، فما اضرنا ان نتبعه الآن في مصر. ويجب ان يتبعه كل مسئول في موقعه، وأن يؤيد الإعلام موقف الوزير لما فيه من مصلحة للجميع. وبمثل هذه المواقف تتم مساندة وزير الطيران، ويقوي سلوكه المشروع، وليس أن يكون جزيرة منعزلة في خضم الفوضي والانفلات الحاليين.وفي الختام التحية والتقدير للوزير علي هذا الموقف الشجاع الذي يجب ان يعم كي تستعيد مصر كرامتها ومكانتها.