الطيران المدني في محنة صعبة نتيجة ضعف التشغيل والخسائر التي تلاحق معظم أنشطته خاصة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية التي في موقف صعب. فهي لديها أعباء مالية ضخمة سواء الخاصة للعاملين والركب الطائر أو الديون المستحقة عليها لصفقات الطائرات الجديدة.. وبرغم كل هذه الأعباء التي تتحملها وزارة الطيران المدني حالياً ومحاولات المهندس حسين مسعود وزير الطيران وجميع المسئولين في كافة الأنشطة إلا أن الصورة مازالت ضبابية ولا نعرف إلي متي تستمر هذه المحنة؟ في ظل توتر الشارع المصري منذ نجاح ثورة 25 يناير ورغم وجود برلمان الثورة الذي تم انتخابه من قبل المصريين. فالصورة مازالت ضبابية بسبب الانفلات الأمني وإصرار البعض علي هدم الدولة والقيام بالتظاهرات والإضرابات وتنظيم الوقفات الاحتجاجية لتحقيق مطالب فئوية. الطيران المدني يعاني من آثار كل ذلك ولا يملك القدرة علي توعية العاملين لأنهم لا يرغبون في الاستماع إلي صوت العقل لأن البعض أعطي آذانه إلي فئة كل هدفها إحداث فوضي بحجة الحصول علي الحقوق التي تم سلبها منهم عنوة ونسوا أنهم في أزهي عصورهم. حيث تحسنت أحوالهم المعيشية بزيادة دخولهم وأن الإحصائيات تؤكد زيادة أجورهم بنسبة 400% خلال 8 سنوات فقط. ومازالت الزيادات مستمرة والحصول علي المكافآت السنوية التي تصل إلي 12 شهراً وتم صرفها رغم الخسائر المالية التي تصل إلي 2 مليار جنيه خلال الشهور القليلة الماضية. دعوات العصيان المدني التي نادي بها بعض العاملين بالطيران المدني لم تجد قبولاً من الأغلبية خاصة المراقبة الجوية التي أصدرت بياناً رفضت الانضمام أو تأييد دعوة العصيان المدني مستندة إلي أن الطيران المدني يمر بظروف صعبة اقتصادياً وبحاجة إلي دفع عجلة العمل والأداء خلال الفترة الحالية للخروج من عنق الزجاجة واستعادة مكانتها العالمية التي شهدت بها الهيئات والمنظمات الدولية. لقد آن الأوان لكي نفرق بين الغث والسمين وندرك أن مصر بحاجة إلي توحيد الصفوف ومواجهة النفوس الضعيفة التي تتربص بالوطن وتريد أن تقذف به في تيارات الفوضي وعدم استقرار الشارع المصري وواجب كافة أطياف الشعب أن يدركوا خطورة المرحلة الحالية وألا يسمحوا للموتورين أن ينفذوا مخطط هدم الدولة الذي يخدم أجندات أجنبية. علي العموم الطيران المدني هو إحدي المؤسسات الاقتصادية التي يجب أن ندفعها إلي الأمام بدلاً من أن نهدمها بأيادي العاملين من خلال التوقف عن العمل وعدم الإحساس بخطورة نزيف الخسائر الذي يتفاقم يوماً بعد يوم ولم لا ونحن قد حققنا ما عجز الآخرون عن تحقيقه عندما قمنا بتطوير المطارات والشركات الوطنية وكافة الأنشطة وحصلنا علي شهادات دولية تؤكد قدرتنا علي التميز فنحن أصحاب تاريخ في الطيران المدني ولا يمكن تجاهله ونملك القدرة علي التواجد في سوق المنافسة بشرط أن تتوحد الصفوف وتتكاتف الأيادي وتجتمع سوياً علي كلمة واحدة ونرفع شعار نعم للعمل والأداء ولا للخلافات.