تمام السابعة مساء السبت الماضي كان موعدا حاسما عظيما.. مليئا بالبهجة والفرحة والسعادة، كان موعد افتتاح معرض الطلائع الدورة 35 وهو ثاني الأنشطة الفنية التي لها السبق التاريخي في مصر والعالم العربي بالإضافة إلي صالون القاهرة والتي انتهت دورته ال 65 منذ شهر، والنشاطات تقيمها جمعية محبي الفنون الجميلة، التف الشباب تحت 03 سنة وبصحبة عائلاتهم واصدقائهم لمشاهدة المعرض السنوي وأيضا الاحتفال بالفائزين وتوزيع الجوائز في حفل يتسم بالألفة والمحبة والأمل المشرق علي وجوه براعم الفنانين الشباب، اختار مجلس الإدارة هذه الدورة الفنان »سامح اسماعيل» قوميسيرا عاما لها ، تقدم في هذه الدورة »891 فنانا» في مجالات الابداع التشكيلي المختلفة «التصوير الحفر والرسم النحت والخزف التصوير الضوئي» شكلت لجنة لفحص واختيار الأعمال الفنية التي عرضت واختيار الأعمال الفائزة، برئاسة الفنان/ مصطفي عبدالمعطي وعضوية الفنانين رضا عبدالرحمن، السيد قنديل، فاطمة عبدالرحمن، خالد حافظ، محمد طلعت، سامح اسماعيل، كما ضمت من النقاد أمل نصر، ياسر منجي، هبة الهواري، محمد كمال، ونهر الفن يهنئ الفنانين الفائزين بحصولهم علي الجوائز بجدارة وتميز وهم «عمر عبدالعزيز، آية الفلاح، مصطفي سمير الأزرق، أحمد صبري القط، أحمد صابر عبدالظاهر، محمد عبدالرحيم عبدالباسط، ياسمين عبدالمنعم المليجي، أسماء مجدي خوري، محمد منتصر صادق، دينا مصطفي حجازي، محمد سمير الجندي، أيمن مصطفي أبو خزيم، وائل كارم، أميرة سعد عباس، أحمد محمد الحسيني»، وحول أعمال المشاركين نكتشف بأن فن الحفر «الجرافيك» الأكثر تألقا من حيث التنوع والقيمة الفنية وتعدد التقنيات والاتجاهات وهذا يشير بأن جيلا جديدا يتبوأ مكانه خاصة في الحركة الفنية بالرغم من أن البعض مازال في مراحل الدراسة الجامعية، أما من ناحية معالجة الموضوعات فهي ما بين التبصيرية، والتجريدية، والسيريالية، وتظهر ملامح تحد من قبل الشباب لتوظيف التقنيات الصعبة في عمق الفكرة وهذه المعادلة هي الأصعب في هذا المجال، أما فن النحت وفن الخزف نجد تضاؤل عدد المشاركين وهذا عكس الدورات الماضية وهذا يحتاج إلي دعم إعلامي لدي الشباب وتحفيزهم علي الاشتراك ومعظم الأعمال مجردة من العناصر المألوفة، ويأتي فن الرسم الذي يتسم بالجدية والمرجعية الأكاديمية في سياق أفكار جديدة وجديرة بالتألق، أما التصوير من خامة الأكريليك أو التصوير الزيتي أو الألوان المائية، تتأرجح المستويات بين جدية التجربة التي فازت بالجائزة الكبري للفنان عمر عبدالعزيز وبين المد والجزر للمعالجات الأكاديمية، وتتفرد أعمال الفائز بخصوصية المعالجة للموضوع «وجهة نظر» بحساسية محكمة وقدرة تعبيرية مصحوبة بغموض يتواتر في النسيج اللوني الدافئ. يأتي معرض الطلائع 35 في جو مليء بالكوارث والارتباك سياسيا ودوليا وثقافيا، الإحباط والاكتئاب يسري في الجسد الوطني.. ولكن عندما نتأمل عيون الشباب المبدع الواعي والمثقف نكتشف ومضة ضوء في الأفق.