وكأن المزارعين تنقصهم أزمات!.. بدأت أزمة مياه الري رغم أننا مازلنا في بداية الصيف.. النقص الملحوظ في مقررات المياه بالترع والمسارات النيلية يهدد الزراعات الصيفية ويهدد مساحات شاسعة من الاراضي بالبوار.. ووصلت مهازل الأزمة لدرجة أن المزارعين يتقاتلون علي أولوية الري بمياه المجاري.. يقومون بتعبئتها في «سيارات الكسح» لري الحاصلات بها.. ولما لم تجد استغاثاتهم استجابة من المسئولين كعادتهم قاموا بقطع الطرق وتعطيل حركة المرور في العديد من المناطق! جولات «الأخبار» في المحافظات رصدت معاناة الفلاحيين ورد فعلهم علي صمت المسئولين.. وجدت أسباب الأزمة متمثلة في انخفاض ضخ الكميات اللازمة لاحتياجات الري.. واهمال إجراء الصيانة لمحطات الرفع.. فضلا عن مساهمة ورد النيل في إعاقة حركة المياه. الغريب أن وزارة الري أرجعت الأزمة الي مساحات الأرز المخالفة وكأن هذه المخالفات أخفاها أصحابها في غرف مظلمة!.. والأغراب أن الوزارة تناست أن الزراعات الصيفية تحتاج كميات مياه أكبر بكثير من الزراعات الشتوية.. ربما لأنها تهوي «البيات الشتوي».. واحتمال أنها تريد للناس اصطياد القراميط من وحل الترع عندما تنحسر المياه! علي طريقة السقا ..فناطيس الصرف الملوث لري أراضي كفر الشيخ ! أزمة طاحنة في مياه الري تهدد ببوار أراضي كفر الشيخ التي تقع أقصي شمال الجمهورية.. وتعاني من عدم وصول مياه لري الاراضي الزراعية التي تقع علي نهايات الترع.. وحتي مياه الصرف التي لجأ اليها المزارعون بالمحافظة لانقاذ محاصيلهم اصبحت عملة نادرة.. وكان من الطبيعي ان يتفجر غضب المزارعين.. حيث قام اهالي مركز الحامول باقتحام محطات الري وفتح بوابات مياه الري بالقوة.. لإنقاذ محاصيلهم من الهلاك.. كما قام اهالي مركز سيدي سالم بقطع طريق «سيدي سالم_ كفر الشيخ» بسبب جفاف محاصيلهم نتيجة الجفاف. يقول عبده سليمان «فلاح»: لم ترو ارضي بنقطة مياه منذ 15 يوما وفي ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة فان محصول الارز الذي أزرعه في أرضي قد مات من العطش. ويؤكد اسماعيل عبد الحي «فلاح» انه مستعد للذهاب الي آخر العالم لجلب المياه لمنع موت محصوله بسبب الجفاف.. وتساءل قائلا "كيف تموت المحاصيل من العطش ومصر بلد النيل؟».. إننا نجلب مياه الصرف الملوثة في فناطيس لري أراضينا!.. ويقول سعيد مصباح "فلاح": انا لا أتحمل رؤية أرضي وهي تموت فهي كأحد ابنائي.. مؤكدا انه وأهالي قريته قاموا بقطع الطريق حتي يلفتوا نظر المسئولين الي معاناتهم..وبالفعل زار بعض المسئولين القرية ووعدوهم بوصول مياه الري..ولكن اتضح فيما بعد أنها مجرد تصريحات لتهدئة الفلاحين..واكد ان الخطوة القادمة ستكون الاعتصام امام مبني وزارة الري. من جانبه يؤكد أحمد رمزي وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ ان السبب الرئيسي للنقص الشديد في مياه الري بالمحافظة هو ان كفر الشيخ تقع في اقصي نهايات الترع وبالتالي فان كميات المياه التي تصل اليها لا تكون بالكميات الكافية لزراعة الاراضي..وقد تفاقمت الازمة خلال الفترة الحالية لتزامنها مع موسم زراعة الارز الذي يحتاج لكميات كبيرة من المياه. ويشير إلي أنه قرر تشكيل لجنة لمتابعة مياه الري بالترع الرئيسية والفرعية والعمل علي إنهاء مشكلة نقص المياه.. مؤكدا انه خاطب المسئولين بالري في المحافظة لسرعة صرف كميات اضافية من المياه من بحيرة ناصر لمواجهة الازمة. ويري المهندس شوقي كريم رئيس الادارة المركزية للري بكفر الشيخ ان زراعة مساحات كبيرة من محصول الارز المخالف هي السبب الرئيسي في الازمة حيث يؤكد ان المساحة المقننة التي صرحت بها الدولة لزراعة الارز بكفر الشيخ هي 275 الف فدان..ولكن المساحة الفعلية التي تم زراعتها بالارز بلغت حوالي 400 الف فدان بزيادة قدرها 125 الف فدان مخالف.. ويضيف ان الارز من اكثر المحاصيل التي تستهلك المياه خاصة في الفترة الاولي من زراعته.. وقد ساعد علي تفاقم الازمة قيام الفلاحين بزراعة هذه المساحة من الارز في وقت واحد.. مشيرا الي ان اكثر المراكز تضررا هي قلين والحامول وسيدي سالم. ويؤكد انه تم زيادة حصة المحافظة من مياه الري لمواجهة موسم زراعة الارز وستنتهي الازمة الحالية خلال اسبوع علي الاكثر.