كنا نعيب علي السينما الهندية وقوعها أسيرة للميلودراما الفجة، فأغلب أفلامها كانت تعتمد على توليفة واحدة! (تنافس توليفة السبكية).. من الفواجع التى تتفنن فيها بدءاً من حوادث القتل والسرقة ومشاهد الحب والأغانى والرقصات والموسيقى.. وعالم صاخب من الفقر والأحلام المجهضة. الآن تجاوزت السينما الهندية ذلك وتخلصت بنسبة كبيرة من مبالغاتها الدرامية وحققت تقدماً فنياً كماً وكيفاً وصارت لديها صناعة سينما حقيقية تنافس فيها «بوليوود» مدينة هوليوود أكبر مصنع للأفلام والأحلام فى العالم. و»بوليوود« ليست مدينة للسينما لكنها مصطلح أطلقه الهنود على صناعة السينما وجمعوا فيه بين اسم مدينتهم »بومباى« وهوليوود الأمريكية. هاهى السينما الهندية تتجاوز كل ذلك وتحتفى بمئويتها (أول فيلم هندى صامت »راجا هاريشندا« أنتج عام 1913) وهاهو أكبر مهرجان سينمائى فى العالم »مهرجان كان« يحتفى فى دورته الحالية بها وبنجومها الذين صاروا ينافسون نجوم هوليوود من اميتاب باتشان إلى ايشوا رياراى. لقد استطاعت صناعة السينما الهندية أن تحقق قفزة كبيرة وأذكر أننى فى زيارة للهند قبل ثلاث سنوات تعرفت على جانب من أسرار هذه الصناعة حيث تقوم البنوك هناك بتمويل الأفلام وتعطى قرضاً لجهة الإنتاج وتقوم بتحصيله مع نهاية العرض. مجرد سؤال أسأل نفسى كثيراً هذه الأيام: هل نعيش وقائع فيلم هندى؟! فكل يوم يحمل معه أحداثاً مفجعة وحوادث مثيرة تجعلنا نضرب كفاً بكف عجباً ودهشة وصدمة مما جرى ويجرى.. كيف اختلت منظومة القيم فى مجتمعنا إلى هذه الدرجة. .. كيف يقوم عمال الشحن فى مطار القاهرة بوقف سير حقائب الركاب الذين ظلوا لسبع ساعات ينتظرون حقائبهم ثم يحدث الاشتباك بين الركاب والعمال ورجال الأمن وتحدث معركة على مرأى ومسمع من رواد المطار من كل جنسيات العالم. وكيف يقطع أهالى بعض المناطق الأثرية الطريق على السائحين ويمنعونهم من دخول معبدى رمسيس ونفرتارى.. وكيف يستقبل مطار أبوسمبل عشرات الرحلات الخاصة »شارتر« التى تتجه مباشرة لزيارة معبد أبوسمبل.. ألم يفكر الذى قطعوا الطريق أنهم قد يفقدوا السياح بهذا التصرف، وماذا سيحمل هؤلاء من ذكريات تدفعهم ليعودوا مرة ثانية.. وكيف.. وكيف؟! كيف تحولت المطالبة بالحقوق إلى كل هذا التجاوز.. أليست هناك قنوات شرعية للتظلم؟! المشكلة أن البعض يطالب بحقوقه وينسى أن أى حقوق يسبقها واجبات، المشكلة أن الكثيرين اعتقدوا أن الحرية قرينة للفوضى، وأصبحوا يريدون أن يحصلوا على كل شىء دون أن يبذلوا أدنى جهد فى عملهم.. مفضلين »الأنتخة« و»الرحرحة«.. ثم يقفون يقطعون الطرق فى مجتمع على الحافة بعد ثورة ستظل عظيمة بكل المقاييس.. والمشكلة أننا سندفع جميعاً الثمن. أشجع نجمات هوليوود لم تتردد هذه الجميلة الفاتنة.. فى أن تنقل تجربتها إلى كل نساء العالم.. كان بإمكانها أن تجرى الجراحة فى إطار من السرية تكفلها لها القوانين الأمريكية. لكن انجلينا جولى نجمة السينما الأمريكية أعلنت صراحة أنها أجرت جراحة لاستئصال ثدييها بعد أن اكتشف الأطباء أنها تحمل نفس الجين الوراثى من والدتها التى فارقت الحياة وعمرها 56 عاماً. وعبرت انجلينا فى حديثها لصحيفة نيويورك تايمز: آمل أن تنجح نساء العالم باستخلاص العبر من نتائج تجربتى. لقد أرادت أن تساند نساء العالم اللاتى يعشن هذه التجربة الصعبة، وامتلكت الشجاعة لتعلن ذلك على الملأ.. تُرى كم فنانة عندنا تمتلك جرأة هذه النجمة الرائعة.. وقالت: لم يكن القرار سهلاً لكن يجب أن يجد الإنسان الشجاعة الكاملة ويسير حتى النهاية. وأضافت: لم تنعم أمى برؤية أحفادها، وأتمنى ألا يحدث ذلك معى.. لم تبك الجميلة ذات ال37 عاماً ولم تنتحب حظها، بل اتخذت قرارها بشجاعة تبدو لنا نادرة. المثير أن صديقها وزوجها المقبل النجم برادبيت شجعها على هذه الخطوة وساندها فى هذا القرار الصعب. انجلينا التى تبنت أطفالاً من كمبوديا وافريقيا والتى تعمل كسفيرة لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة، والتى زارت كثير من المناطق المنكوبة في العالم تساند الضحايا وتمسح دموعهم، وقد امتلكت الشجاعة لتعلن تجربتها على الملأ.. ولم تضع حسابات كونها ممثلة رأس مالها فى جمالها.. تُرى كم فنانة عندنا تملك جرأة هذه النجمة الرائعة؟!