وقفت العجوز "70 سنة" تودع ابنائها واحفادها بعد قضاء يوم أحست فيه بدفء الأسرة ولم تكن تعلم انه يوم الوادع بالنسبة لها بعد أن تركها الجميع انهارت فوق أقرب مقعد ورأسها مثقلة بالتساؤلات وازدادت ضربات قلبها من الوحدة الموحشة التى تعيشها بمفردها.. حيث لايجتمع ابنائها واحفادها الا فى المناسبات فقط.. امتثلت للأمر للواقع واضجعت على الأريكة حيث غلبها النعاس لفترة قصيرة استقيظت بعد ذلك على طرقات الباب متمنية أن يكون أحد أولادها أو أحفادها قرر المبيت معها لكن بعد أن تبينت الامر وما أن فتحت باب الشقة انقض عليها أحد الأشخاص وقام بكتم أنفاسها وأخرج سكينا وطعنها عدة طعنات وسقطت بجسدها النحيف فوق الأرض ولم تقدر على مقاومته.. حيث قام بقطع أذنها وسرقة قرطها واستولى على مشغولاتها الذهبية ومبلغ من المال وفر هاربا.. ورغم تدفق الدماء من جسدها الا أنها أخذت تزحف الى ان وصلت الى الشرفة وبصرخات مكتومة كادت أن تملأ الدنيا وشاهدها أحد الجيران وهرولوا جميعا وقاموا بكسر باب الشقة وتسارع الجميع فى محاولة لانقاذها ومعرفة الجانى لكنها أخذت تشير بأصبعها تجاه باب الشقة.. ولم يتمكن احد من فهم ماتريد.. وبحضور ابنائها الذين أصابهم الذعر والهلع من هول ماشاهدوا وانهمروا فى البكاء وانذرفت الدموع وكأنها دموع الندم لتركها بمفردها.. وبعد توقيع الكشف الطبى عليها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. وسط صراخ وعويل الاحفاد والزوجات.. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل الى نيابة أمبابة. وأمام اسلام ضيف وكيل أول النيابة الذى باشر التحقيقات باشراف أحمد دبوس رئيس النيابة قرر ابنائها بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم لكشف الجانى خاصة وأن امهم لم يكن لها أية أعداء وبالبحث والتقصى تبين أن الجانى هو عامل اسطوانات الغاز.. حيث أنه آخر من شاهده أحد الجيران.. وبالفعل تم القبض عليه وتبين من التحقيقات أنه قام بسرقة مجنى عليهم آخرين وارتكب جريمة قتل من قبل ولم يتوصل اليه أحد. قرر وكيل النائب العام حبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيق وصرح بدفن جثة الأم بعد العرض على الطب الشرعى وتحريا ت المباحث حول الواقعة.