قد يكون من السابق لأوانه ان نسجل لوزير التربية والتعليم الذي تولي منصبه منذ فترة وجيزه انه قد وضع اقدامه علي الطريق الصحيح لكن ما نراه ونقرأه حتي الآن يشجعنا علي القول ان الدكتور أحمد زكي بدر أصبح علي وعي كامل ورؤية واضحة لنقاط الضعف التي عليه هو وفريق عمله معالجتها وفقا لنوعيتها وتأثيرها الضار علي مسار التربية والتعليم! كانت الاتفاقية التي وقعها كل من وزيري التعليم والثقافة والتي تهدف الي نشر ثقافة التنسيق الحضاري ودعم الانشطة الفنية في مراحل التعليم والحفاظ علي الآثار وتشجيع المواهب الواعدة وزرع الذوق العام والسلوك القويم وتهذيب التعامل مع المجتمع والتعريف بالحقوق والواجبات كانت تلك الاتفاقية بمثابة خطوة مهمة كنا في اشد الحاجة اليها بعد ان تدهور السلوك العام لتلاميد المدارس وافتقد ابجديات الاخلاق الحميدة والذوق العام. فأصبحنا نسمع من تلاميذ المدارس الفاظا خشنة ونشاهد غوغائية في التعامل مع بعضهم الآخر وتقليدا أعمي لما يشاهدونه من افلام ومسلسلات تحتوي علي مشاهد وحوار متدن! نصت الاتفاقية علي أن تقوم وزارة الثقافة ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بصياغة دروس عن القيم الجمالية تدخل ضمن مناهج الدراسة وتتناسب مع مستوي ادراك التلاميذ في المراحل الدراسية المختلفة علي أن يقوم خبراء التربية والتعليم بمراجعتها قبل اقرارها! تري هل ستحقق هذه الاتفاقية اهدافها؟ قد يكون هذا السؤال في غير محله، فنحن مع اية محاولة من هذا النوع الذي يعالج الحالة المرضية التي يعيشها المجتمع كباره قبل صغاره وقد تأتي الثمار فيما بعد فالتعليم في الصغر كالنقش علي الحجر. كما كنا نعرف حتي الماضي القريب لكن ماذا عن الشاشة الصغيرة التي تحولت الي مصدر يتلقي منه تلاميذنا كل الموبقات التي اصبحت تحاصرنا جميعا ولا مفر منها؟ فهل يحتاج وزير التربية والتعليم الي توقيع اتفاقية أخري مع المسئولين من الشاشة الصغيرة واذا حدث ذلك فماذا عن الشاشات الصغيرة الأخري التي تأتينا عبر الفضاء؟! لا نريد أن نضيف عقدة جديدة فيكفينا ما لدينا لكن يبقي الأمل فالتلاميذ في الدول الغربية لديهم نفس الفضائيات لكنهم علي وعي كامل بواجباتهم تجاه المجتمع وهذا هو ما نريده!