عندما يغيب القانون ينتشر قانون آخر وهو قانون القوة .. ويكون البقاء للاقوي والاكثر اجراما وشراسة وتكون شريعة الغاب صاحبة الكلمة العليا في وطن ظل القانون يحكمه سبعة آلاف سنة قبل ان تطأه الاقدام في عامين فقط ويصبح هو والعدم سواء .. ماحدث فى العمرانية اكبر دليل علي غياب دولة القانون وظهور قانون جديد لبلطجية الشوارع الذين نصبوا انفسهم قضاة يصدرون الاحكام وجلادين ينفذون هذه الاحكام .. مع خالص العزاء للمرحوم سيادة القانون كافة التفاصيل المثيرة والمؤسفة ستجدوها فى التحقيق التالى. احمد شاب فى نهاية العقد الثانى من العمر لم يجد فى حياته الا الفشل والعنف فمن صغره لم يكمل تعليمه بسبب الحالة المادية السيئة لأسرته وذهب ليعمل فى عدد من المهن العنيفة وهو مازال طفلا صغيرا لكنه فشل فى كل مهنة عمل بها بسبب قسوة اصحاب الاعمال ومعاقبته بالشدة فترك العمل وتعرف على اصدقاء السوء الذين اضلوه عن الطريق فبدأ فى شرب المخدرات والذهاب الى البارات السيئة السمعة وفى احدى المرات لم يكن معه اموال ولم يعرف ماذا يفعل فأشار عليه صديقه بتثبيت احد الاشخاص والحصول على مبلغ مالى وبالفعل شاهد احد الطلبة فذهب اليه واشهر فى وجهه سكين واخذ امواله .. منذ هذه اللحظة تحولت حياه احمد وصار بلطجي محترف . كبر احمد وبدأ فى فرض اتاوات على المارة فى العمرانية حتى ذاع صيته بين اهالى الحى بالبلطجة والاجرام خاصة بعد الثورة والاحداث التى استتبعتها من حرق الاقسام والاستيلاء على الاسلحة الشرطية ،حينها تصور احمد ان الوضع اصبح مهيأ له لفرض سيطرته الكاملة على الحى فاراد ان يأخذ اتاوة من سائقى ميكروباصات العمرانية فحدثت بينه وبين بعض البلطجية الذين يسيطرون على الموقف معركة كبيرة لم يستطع احد الطرفين ان ينتصر على الاخر فتكونت عداوة كبيرة بين الطرفين وكثرت الخناقات.. كان من الممكن ان تنتهى المشكلة ولكن احمد ضرب احد هؤلاء الاشخاص بالرصاص مما سبب له عجزا فى يده اليمنى ، من هنا بدا عراك الدم فهذا المصاب لم يترك حقه يضيع فاتفق مع بعض اصدقائه على الانتقام واستدراج احمد فتربصوا له اسفل احد الكبارى بالعمرانية وضربوه ضربا مبرحا ثم قيدوه امام الشخص المصاب الذى امسك مسدسه واطلق منه رصاصة فى يد احمد اليمنى انتقاما لما حدث له فتسببت الطلقة فى بتر يد احمد ليخرج من المستشفى شخصا آخر بعد ان فقد هيبته فى المنطقة وبعد ان كان الآمر الناهى لم يعد يستطع الخروج الى الشارع ومواجهة الناس الذين كانوا يتندرون عليه فى حكاويهم . بدأ فى التفكير فى كيفية الانتقام لما حدث له فعرف اسماء هؤلاء البلطجية وكتبهم فى ورقة لصقها فى يده المقطوعة حتى لاينسى او يغفل عن ثأره ، وجلس مع احد اصدقائه ليخطط ويدبر كيفيه الانتقام من هؤلاء الاشخاص فاتفقوا على استدراج احدهم ويدعى كراوته والانتقام منه ليكون عبره ويستطيع ان ينظر فى عيون الناس وخاصه اهله الذين كانت نظرات الشفقة تجاهه تقتله وبالفعل ذهب صديقه مصطفى الى كراوته واخبره ان احمد يريد انهاء الخصومة وهو يعزمه على جلسة مزاج يقيمها له فى منزله ، لم يتصور كراوته ان احمد بعد قطع يده يستطيع ان يفعل له شيئا فلم يمانع خاصة انها جلسة كيف ومزاج فذهب اليه فى منزله استقبله احمد بالاحضان معلنا انتهاء الخصومة بينهم على مشهد من صديق احمد جلس الثلاثة يتعاطون المخدرات وزجاجات الخمر كان كراوته هو اكثرهم شربا حتى غامت الدنيا امام عينيه مع نظرات احمد وصديقه وبعد سقوط كراوته امامهم مغمى عليه من تأثير المخدرات احضر احمد سيف كان يخفيه اسفل الكرسى الذى كان يجلس عليه وبدأ فى ضرب كراوته وتشريح وجهه وصدره به ثم سحبوه الى حمام المنزل وهناك ثبت الصديق يد كراوته حتى يضربه احمد بالسيف فحمل احمد يد كراوته المقطوعه والدموع تتساقط من عينيه لانه اخذ بثأره ووضع اليد داخل الثلاجة حتى يريها للناس ،وهو فى نشوة انتصاره اخبره صديقه ان كراوته مات.. لم يعرفوا ماذا يفعلوا وجلسوا يفكروا فى كيفية التخلص من الجثة فاحضروا كيس كبير ووضعوا الجثة داخله ونزل مصطفى بعد ان اخبر احمد انه سيحضر سيارة ليحملوا فيها الجثة لكنه ذهب ولم يعد ، جلس احمد وهو مازال فى نشوة انتقامه واتصل بوالدته واخبرها انه سيخبرها بخبرين احدهما جيد والاخر سيئ الجيد انه انتقم من كراوته وقطع يده اليمنى انتقاما لما حدث له اما الاخر فهو ان المجنى عليه لم يحتمل وتوفى فاخبرته الام انها ستتصل بوالده والذى حضر على الفور الى سكن ابنه وشاهد الجثة متكومة فى احدى حجرات المنزل فاخبر ابنه ان يظل فى مكانه حتى يعود ، فتوجه الاب الى قسم شرطة العمرانية وامام العميد محمود خليل مفتش مباحث غرب الجيزة ابلغ عن جريمه القتل فتوجهت قوة من مباحث العمرانية الى محل الجريمة بقيادة المقدم هشام حجازى رئيس المباحث ومعاونه الرائد محمد الجوهرى ليتم القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه الجريمة بدافع الانتقام وبالعرض على النيابة امرت بحبس المتهم اربعة ايام على ذمة التحقيق وسرعة ضبط المتهم الهارب .