كانت دعوة علي العشاء من صديقي مرتضي منصور، لكني لم أتناول فيها حتي قطعة خبز صغيرة. في مطعم الأسماك الشهير بالقاهرة. ذلك أنني فوجئت بصديقي يقدمني لصديقه الضيف العربي الكبير جواد البولاني وزير داخلية العراق. لم أكن قد التقيت من قبل بالوزير العراقي.. لكني كنت أعلم حقيقة الرجل الذي أطلقوا عليه في العالم العربي مؤخرا. لقب »مهندس الأمن في العراق«. ليس لأنه خريج كلية الهندسة بالفعل. لكن لدوره الكبير في القضاء علي الارهاب والفوضي التي اجتاحت العراق لسنوات. وفي العراق يعرف الجميع أن وزير الداخلية جواد البولاني رجل رياضي يعشق الرياضة ويؤيدها. وكشف لي وزير الداخلية العراقي أن علاقته بالرياضة بدأت منذ طفولته. عندما كان يلعب كرة القدم مع أقرانه في حواري وشوارع بغداد. وعندما كبر بدأ يلعب كرة القدم في فرق الشرطة وأندية الشباب العراقية. كلاعب وسط مهاجم أو رأس حربة. سألت جواد البولاني وزير داخلية العراق: كيف واجهت تحديات العراق الأمنية الداخلية بعد أن كنت رئيسا للجنة المياه في البرلمان العراقي.. ثم عينت وزيرا للداخلية؟ قال وزير داخلية العراق: لم يكن ذلك أمرا سهلا علي الاطلاق. في فترة من الفترات كان الوضع الأمني في العراق من وجهة نظر غالبية الناس. امرا ميئوسا منه. كان العراق يواجه مشكلة الارهاب ونحن لنا شريط حدودي مع 6 دول بطول 0063 كيلو متر. ولم يكن لدينا سوي عدد قليل من المخافر الحدودية المتناثرة. اليوم أصبح لدينا 038 مخفرا. وبدأنا بتطوير الجهاز الأمني واستطعنا خلال 5 سنوات أن نقوم بتدريب أكثر من نصف مليون رجل شرطة. كم كان عدد رجال الشرطة العراقيين عندما تسلمت وزارة الداخلية؟ قال جواد البولاني: كان عددهم 0062 شرطي.. اليوم وزارة الداخلية العراقية تضم أكثر من 006 ألف رجل وضابط شرطة. ولدينا 7 أكاديميات لتدريب رجال الشرطة. غير كلية الشرطة الرئيسية التي تأسست عام 6491 والتي تم تطويرها أيضا، وتخرج منها في 4 سنوات 51 ألف ضابط شرطة. قلت لوزير داخلية العراق: أنت حضرت إلي القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الداخلية والعدل العرب في جامعة الدول العربية.. كيف كان الاجتماع؟ قال جواد البولاني: الحكومة العراقية تسعي بكل جدية للاتفاق مع الدول العربية الشقيقة علي مساعدة العراق في حرية علي الارهاب الذي أنهك البلد ودمر بنيته التحتية. وكان اجتماع وزراء الداخلية والعدل العرب ناجحا بكل المقاييس. فقد اتفقنا علي خمس اتفاقيات هامة. لمكافحة جريمة غسيل الاموال وتمويل الارهاب. ومكافحة جرائم الانترنيت. ومكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود. وأيضا مكافحة الفساد. واتفاقية نقل الموقوفين والمحكوم عليهم. وهناك آفاق أخري وجديدة للتعاون. وقال وزير داخلية العراق: ان العراق لن ينسي أبدا دور فخامة الرئيس حسني مبارك الذي يدعم وبكل قوة أمن العراق واستقراره. وكل عراقي يعرف ذلك تماما ويقدره. وقد التقيت علي هامش اجتماع الوزراء العرب بأخي السيد حبيب العادلي وزير الداخلية المصرية في الانتخايات الأخيرة. وشكرته علي حرص وزارة الداخلية المصرية علي تقديم كل المساعدات الممكنة لدعم الأمن الداخلي والاستقرار العراقي. وأخيرا سالت جواد البولاني: كوزير داخلية العراق وفي هذه الظروف كيف نري العلاقة بين الامن والحرية في العراق؟ قال جواد البولاني: الشرطة العراقية تنفذ القانون.. لكنها ليست فوق القانون!