"جدو شحاته" هذا اللقب يطلقه الأطفال على الحاج شحاته صقر المقيم بمنطقة النزهة الجديدة والمحبوب من جميع جيرانه ويحظى باحترامهم وتقديرهم لأخلاقه الحميدة واهتمامه بالحديقة العامة التى تتوسط عددا من العمارات بالمنطقة والتابعة لشركتى ميناء القاهرة الجوى ومصر للطيران. كرس الحاج شحاته ( 82سنة ) الموظف السابق بشركة ميناء القاهرة الجوى، حياته للاهتمام بالحديقة المجاورة لمنزله منذ بداية إنشائها وحتى اليوم وحولها الى قطعة خضراء تسر الناظرين وتجعل المنطقة المحيطة بها قطعة من أوروبا فهو فعلا رجل من الزمن الجميل ويستحق لقب أحد عشاق مصر حيث ينفق من معاشه الشهرى المتواضع على الاهتمام بالحديقة سواء فى تقليم الاشجار او شراء شتلات جديدة لزراعتها .. ويتعفف ان يطلب من السكان المقيمين بالعمارات المجاورة والمحيطة بالحديقة اى مبالغ نظير ذلك.. يعمل كل ذلك وهو فى غاية السعادة. يبدأ شحاته يومه من الصباح الباكر ليمر داخل الحديقة لتفقدها وريها بالمياة والشىء الغريب ان رغم طيبتة الا انه صارم تماما فى عدم السماح للاطفال باللعب داخل الحديقة .. و ما يحزنه هو عدم اهتمام الحى بالحدائق العامة ومنها هذه الحديقة وإهمالها. يحكى عم شحاته عن قصته مع الخضرة واهتمامه بهذه الحديقة التى يعتبرها أفضل شىء صنعه فى حياته ويقول إنه يتمنى ان تستمر على هذا الوضع خاصة أنه أصبح غير قادر على متابعتها لكبر سنه وطالب رئيس حى النزهة بالنظر بعين الاعتبار للحدائق المنتشرة فى المنطقة والتى تتسم بها منذ أنشائها والمحافظة عليها حتى لا تتحول الى مقالب للقمامة وتضيع الصورة الجميلة لمنطقة النزهة. وعن البداية يقول عم شحاته إنه فى عام 1982 قامت شركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير بتخصيص قطع أراضى بمنطقة النزهة للبناء لصاح شركتى ميناء القاهرة الجوى ومصر للطيران تتوسطها حدائق عامة كما كان مخططا لها وكانت المواقع المخصصة للخضرة تتحول مع مرور الوقت الى مقالب لمخلفات البناء فقررت على الفور المحافظة على الحديقة المجاورة لمربع العمارات الذى أقيم به حتى لا تضيع وأحضرت سيارات النقل والعمال وتم رفع كميات كبيرة من الردم ومخلفات البناء ثم قمت بادخال المياة من خلال عداد بأسمى وبدأت فى زراعتها على نفقتى من معاشى الخاص وبعض المساهمات من عدد من السكان المجاورين لى. ويشتكى عم شحاته من عدم وجود رقابة على هذه الحدائق من جانب الحى أو من ادارة الحدائق وللاسف فى حالة مرورهم يطلبون أجرا نظير اى خدمة يقدمونها وفى النهاية قال ان الخضرة شىء جميل لنا ولاطفالنا وان ما يفعله من اهتمام بهذه الحديقة نابع من قناعة تامة وبكل حب.