يعرض الآن علي شاشات القنوات الفضائية إعلانات عن فيلم في دور السينما ومعظم المشاهد تحتوي علي إيحاءات جنسية وألفاظ خارجة تدخل البيوت دون استئذان تدمر قيم المجتمع وتلهي الشباب وتفسد الذوق العام كما تفتح عيون الأطفال والأجيال القادمة مبكراً علي ما لا يريده الآباء ولا يمكن منعه لذلك يطالب البعض بتدخل فوري من الرقابة علي المصنفات الفنية والتي يعتبرونها غائبة تماماً عما يحدث.. اتصل بنا العديد من المشاهدين لتوصيل صوتهم الي المسئولين عن الرقابة عسي ان يتحركوا للحفاظ علي البقية الباقية وحماية أولادهم مما يعرض من أفلام ومسلسلات هابطة. "إحنا" استمعنا اليهم فماذا قالوا؟ أدهم غبريال "موظف" يقول كثير من الاعلانات عن الافلام التي تعرض في القنوات الفضائية خاصة المصرية بدون رقابة ومعظمها خادشة للحياء والسؤال: أين دور الرقابة علي المصنفات الفنية فيما يعرض وخاصة ان معظم الأسر تشاهدها طوال اليوم. وكيف يتم السماح بمشاهد جنسية وألفاظ خارجة هي ابعد ما تكون عن عاداتنا وقيمنا؟ رضوي منصور "باحثة بالمركز القومي للبحوث" تقول: بعد عودتي من العمل فوجئت بابنتي الصغيرة "6 سنوات" تردد كلمة "انا حصل لي تحرش" فدهشت من الكلمة التي قالتها وسألتها ماذا تقولين فلم ترد وكررت عليها السؤال فقالت: يا ماما أنا سمعتها من التليفزيون من الممثلة الفلانية.. وسألتني عن معني الكلمة فتسمرت قدماي في مكاني وعجز لساني عن النطق بكلمة واحدة.. من شدة المفاجأة. واتصلت بإحدي صديقاتي واخبرتني ان هذه الكلمة تردد كثيراً هذه الأيام علي شاشات التليفزيون أثناء الإعلان عن فيلم سوف يعرض في السينما.. وحاولت ان اسمعها بنفسي وفوجئت بما هو أسوأ منها من مشاهد وكلمات محرجة.. لذلك نطالب بوقف هذه الاعلانات فوراً لأنها تدخل بيوتنا وأولادنا يشاهدونها ويسمعونها خاصة ونحن خارج منازلنا أثناء أوقات العمل. أما منير صالح "محاسب" فيري ان هناك قصداً من تدمير عاداتنا وقيمنا وثقافتنا التي تربينا عليها وشهد العالم علي انها من أفضل ما تكون لذلك نجد الاعداء يصرون علي افسادها بعرض افلام ومسلسلات مبتذلة ومعظم ما تحتويه مشاهد جنس وكلمات خارجة وللأسف لفنانين وفنانات بعينهم.. والغريب ان أولادنا دائما ما يرددون هذه الكلمات دون ان يعرفوا معناها. علي عبدالمقصود "محاسب" يقول: اترقب منذ أكثر من 10 سنوات عرض فيلم أو مسلسل مصري ذي قيمة فنية وهادف وأكون مطمئناً وانا اشاهده مع أولادي ولم أجد حتي الآن.. وكل ما يعرض عبارة عن مشاهد جنس وعنف وكلمات هابطة وغريبة عن قاموسنا العربي.. وكأن الغرض منها افساد وإلهاء الناس.. ويساعدهم علي ذلك غياب الدور الرقابي كما كان يحدث في الماضي.. حنان مصطفي "وكيلة مدرسة ابتدائية" تقول: يعرض الآن علي القنوات الفضائية المصرية اعلانات لفيلمين يعرضان في السينما ويحتويان علي اسوأ مشاهد الفيلمين ويعف لساني عن ذكر اسماء الابطال خاصة الفنانات لأننا تعودنا منهن علي تلك المشاهد والألفاظ الخارجة لذلك كرهنا مشاهدتهن في اي عمل.. ونطالب المسئولين كما اغلقوا العديد من القنوات الفضائية أن ينظروا للقنوات التي تبث اعلانات فيها خطورة علي أولادنا ويكون هناك موقف ضدهم ولو حتي انذارهم. يضيف محمد ابوالسعود "طبيب": في الماضي كنا نستمتع بمشاهدة الافلام والمسلسلات ونحرص علي رؤيتها عند إعادة عرضها.. كانت الأسرة عندها اطمئنان للفنان والفنانة لأن ما يقدم ممتع ومفيد وهادف دون إيذاء لعين ومشاعر المشاهد. لذلك كانت الاسر تعتبر الفنان واحداً منهم.. وننتظر بفارغ الصبر العمل الفني القادم.. أما أفلام هذه الأيام ماهي إلا مشاهد عارية ونشعر بأن المنتجين لا هدف لهم سوي الربح بأي شكل حتي لو عن طريق تدمير أولادنا وقيم المجتمع. هلال حسانين "المحامي" يقول: انا مندهش ان القنوات المصرية تصر علي عرض تلك الافلام الهابطة لإفساد الذوق العام.. وتعيد وتزيد في العرض طوال اليوم.. دون رقابة أو محاسبة المسئولين. يضيف هيثم عبدالسلام "تاجر": في ثوان معدودة تم غلق أكثر من 15 قناة دينية سواء اتفقنا معها او اختلفنا.. دون ان يقدم المسئولون البديل لتلك القنوات التي اثرت في الملايين من المشاهدين.. وتركنا عرض وإنتاج افلام بعينها كل هدفها تدمير شبابنا وتشجيع العنف والفسق.. ويستمر عرض الفيلم في اليوم الواحد أكثر من 8 مرات واغلب هذه الأفلام سقطت من ثاني أسبوع من عرضها في دور السينما وعزف عنها الجمهور. دلال عبدالمعطي "مهندسة ديكور" تقول: العنف الذي نشاهده هذه الأيام في الشوارع وجرائم قتل متنوعة وكلمات هابطة ومبتذلة سببها اننا تركنا الحبل علي الغارب لانتاج وعرض الافلام "الهايفة" ويتعلق بها شبابنا لأن الدولة لم تقدم لهم البديل والصالح كي يقدروا ان يفرقوا بين هذا وذاك. أما ابتسام خليل "ممرضة" فتقول: نشاهد هذه الأيام الاعمال الفنية السورية الإيرانية لأننا اصبحنا نطمئن عند عرضها ومعظمها خال من المشاهد الجنسية والألفاظ الخارجة التي زادت عن الحد في افلامنا ومسلسلاتنا المصرية ونلاحظ ايضا اثناء عرض تلك الاعمال ان لها قصة ومضموناً وتصل الينا رغم انها من بلاد أخري. ماهر وهدان "مخرج تليفزيوني" يقول: لي أكثر من 15 سنة اعمل بالإخراج وكل أملي ان اقوم بإخراج عمل فني يتذكره الناس ويؤثر فيهم كالاعمال الفنية لكبار المخرجين في الزمن الجميل والتي نحفظها عن ظهر قلب.. وحزين علي الأموال التي تصرف علي تلك الافلام المعروضة حالياً بلا هدف ولا مضمون ولها مآرب أخري ولابد من نوبة صحيان للرقابة لأننا تخلفنا كثيراً وسبقنا من علمناهم.. واصبحوا ينافسوننا. الدكتور شريف عبدالباسط "استاذ الفلسفة في إحدي الجامعات المصرية" يقول: كنت في زيارة لإحدي الدول العربية لإلقاء بعض المحاضرات وبعد ان انهيت دعاني صديق في المساء لمشاهدة فيلم يعرض لأول مرة ولبيت الدعوة علي اعتقاد ان الفيلم مصري وسوف يكون هذا البلد أول من يعرضه.. وكانت المفاجئة انه فيلم سوري والحقيقة كان جيداً فعلاً.. من كل شيء عمل فني بكل المقاييس.. سألت صديقي عن الأفلام المصرية.. الحالية قال: معظمها بلا قصة ولا هدف وكلها مشاهد نخجل ان نراها مع أولادنا.. أما أفلام زمان فتعلمنا واستفدنا منها جميعاً ونحفظ بعضها والفضائيات تعرض بعضها ولا نحرص علي مشاهدته لأن الفن المصري في هذه الأيام اختلف كثيراً عن الفن زمان ذوي القيمة العالية والهدف المحدد... تعجبت كثيراً مما سمعته من صديقي وحزنت لما يحدث لنا من تدهور في كل شيء.