السيد الرئيس: بسم الله. وباسم الشعب.. يستقبلك نواب الشعب في المجلسين بكل حب وتقدير. يستقبلونك.. زعيما يدرك مطالب شعبه ويعبر عن طموحاته ويسعي مخلصا لتحقيقها عبر برنامج اصلاح وطني يشمل كل مناحي الحياة.. بسم الله. وباسم الشعب.. نرحب بك في برلمان مصر أعرق برلمانات المنطقة.. وأحد أعرق برلمانات العالم قاطبة.. نرحب بك.. رمزا شامخا لمصر الحضارة والتاريخ والتقدم.. اقترنت باسمك الانجازات العظيمة التي تحققت علي أرض الوطن. بسم الله. وباسم الشعب.. نواصل معك مسيرة العطاء والتنمية والبناء.. نواصل معك وبقيادتك مسيرة الديمقراطية والاصلاح. سيادة الرئيس: ان نواب الشعب وهم يشرفون باستقبالكم اليوم تحت قبة البرلمان.. يستلهمون من خطابك لهم.. خطط عملهم لدورة جديدة.. عازمين علي التعبير عن ارادة أمتهم.. وأهدافها.. ومصالحها في التنمية بكافة أبعادها ومجالاتها ومراميها.. متمسكين أن يكون البرلمان. كما كان دائما في عهدكم وتحت رايتكم.. منبرا حرا للديمقراطية.. ومؤسسة دستورية راسخة تؤدي واجبها في التعبير عن ارادة الشعب. ولقد تحمل مجلسا الشعب والشوري مسئولياتهما التشريعية والرقابية بجدارة فائقة علي مدي دورات تشريعية سابقة.. في اطار ما طرحتموه أمامهما من أولويات.. خاصة تلك التي تضمنها برنامجكم الانتخابي. سيادة الرئيس: ان مجلس الشعب بهئيته الجديدة.. هيئته الواحدة والأربعين منذ عرفت مصر النظام النيابي عام ..1886وبينما يتأهب لأداء دوره الوطني بشتي جوانبه ليذكر بكل تقدير.. تلك الجهود التي بذلتها مجالس تشريعية سابقة.. خاصة مجلس الشعب السابق الذي أسهم اسهاما كبيرا مع مجلس الشوري في تحديث بنيتنا الدستورية والتشريعية. ويأتي المجلس الجديد بعد ثلاثة أعوام من التعديلات الدستورية. التي تم اقرارها في 2007. والتي مثلت في مجملها نقلة مهمة علي طريق الديمقراطية. فبمقتضي هذه التعديلات تعززت السلطتان الرقابية والتشريعية لمجلس الشعب وتعزز الاختصاص التشريعي لمجلس الشوري. ولقد توافرت لمجلس الشعب الجديد - وبحق - من عوامل القوة كما وكيفا ما يدعونا إلي التفاؤل.. وقد دفعت الانتخابات التشريعية بدماء جديدة لترتفع نسبة التغيير في هذا المجلس إلي حولي 73% بالاضافة إلي مشاركة قوية وفعالة للمرأة تضفي عليه مزيدا من الثراء والحيوية والنشاط. تمثلت في اضافة 64 نائبة إلي عضوية المجلس.. وهو ما يمثل في ذاته اصلاحا ديمقراطيا يعزز التمكين لممارسة الحقوق السياسية للمرأة. ويعزز الحراك السياسي الذي يعيشه المجتمع المصري تحت قيادتكم. ولا يفوتني في هذا السياق أن أنوه بكل تقدير لدور المهم الذي قامت به اللجنة العليا للانتخابات - كمؤسسة دستورية - بما تتمتع به من استقلال وحياد في الاشراف علي الانتخابات بالتعاون مع رجال القضاء الأجلاء. لتكون قراراتها باعلان نتائج الانتخابات كاشفة عن إرداة الشعب في اختيار ممثليه. السيد الرئيس: ويذكر لكم البرلمان بمجلسيه بكل الاعتزاز.. مسيرتكم الطويلة في العمل الوطني الذي ضربتم فيها أروع المثل للتصدي الشجاع والحاسم للمشكلات.. ورسم السياسات التي تتسم بالواقعية والطموح ففتحتم آفاقا جديدة للتنمية والتقدم. سيواصل مجلس الشعب بهيئته الجديدة المسير معك - سيادة الرئيس - نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية.. وتعزيز حقوق المواطنين ودعم حرياتهم الأساسية.. وبناء مجتمع ديمقراطي يوطد دعائم اللامركزية. سنعمل معك سيادة الرئيس علي اقامة اقتصاد قوي يعتمد علي قواه الذاتية في مواجهة متطلبات المجتمع ومشكلاته.. اقتصاد ينمو عاما بعد عام.. وبنية أساسية أكثر تطورا واتساعا وجذبا للاستثمار. سنعمل معك سيادة الرئيس علي ايجاد مجتمع يوفر المزيد من فرص العمل لشبابه.. والمزيد من الدخول لمواطنيه.. ويتيح لهم مستوي أفضل من الخدمات ومستوي أفضل للمعيشة.. ويرعي الفقراء من أبنائه.. ويواصل الاستهداف الجغرافي للقري الأكثر احتياجا.. ويمضي في تطوير العشوائيات. سنعمل معك سيادة الرئيس علي تطوير جذري للتعليم بكافة مراحله يربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل. ويولي الأولوية الواجبة للبحث العلمي. سنعمل معك سيادة الرئيس علي تحقيق رؤي وأحلام شعب عريق وعظيم.. خاض حروبا دامية دفاعا عن أرضه وسيادته وقضايا أمته.. شعب وقف صفا واحدا في مواجهة الارهاب والتطرف.. شعب تصدي - ولايزال - لمحاولات الوقيعة بين مسلميه وأقباطه مدافعا عن وحدته الوطنية ضد قوي التطرف الأعمي. ولا يفوتني - يا سيادة الرئيس - بهذه المناسبة أن أحيي قواتنا المسلحة الياسلة درع مصر الواقية اجلالا لمهمتها في حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها. وأحيي رجال الشرطة الأوفياء الذين يقفون في يقظة حراسا أوفياء لأمن مصر الداخلي وضمانا لاستقرارها. ونحيي بكل تقدير قضاء مصر الشامخ المستقل اعلاء لسيادة القانون ودوره في حماية الحقوق والحريات وارساء قيم العدالة. سيادة الرئيس: ان مصر بفضل قيادتكم رائدة في محيطها الاقليمي والدولي.. تتعامل برؤية واضحة مع تحديات منطقتنا والعالم من حولنا. خاصة في صلتها بأمن مصر القومي. والمصالح العليا للوطن.. فتقيم علاقاتها الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.. وتمارس دورا فاعلا بدوائر تحركنا العربي والافريقي والمتوسطي والدولي.. وسوف تظل للقضية الفلسطينية أولوياتها الكبري في سياستنا الخارجية. وقد بذلتم - سيادة الرئيس - جهودا مضنية.. وسوف تواصلون من أجل القضية الفلسطينية باعتبارها تحتل أولوية كبيرة في سياسة مصر الخارجية.. بوصفها مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط.. وضرورة مواجهة إسرائيل بمخططاتها التي تقوض فرص السلام.. وتسعي لتهويد القدس.. وتواصل حفرياتها في محيط المسجد الأقصي.. وتواصل بناء مستوطنات تغتال الأرض الفلسطينية.. وتضرب حصارا غير انساني علي قطاع غزة. هذا فضلا عن جهودكم الجبارة في التعامل مع مختلف الملفات الاقليمية الأخري في العراق ولبنان والسودان.. بما يحافظ علي الأمن القومي المصري.. الذي يمثل همكم الأكبر في كل ما تتخذونه من قرارات. وما تنتهجونه من سياسات. سيادة الرئيس: اننا إذ نشرف باستقبالكم اليوم لافتتاح دورة برلمانية جديدة لفصل تشريعي جديد.. نجدد العهد لكم.. بأننا عاقدون العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج صفا واحدا.. بروح أبية.. وعزم لا يلين. واثقون بأننا معك.. علي الطريق الصحيح. واثقون بأننا معك.. قادرون علي التغلب علي كل التحديات. واثقون بأننا معك.. ماضون نحو الغد بخطي ثابتة.. نشيد أركان وطن قوي ومستقر. والآن. يا سيادة الرئيس كلنا في انتظار.. الاستماع لخطابكم في مستهل دور برلماني جديد.. لفصل تشريعي جديد. كلنا آذان صاغية.. وقلوب واعية.. فلتتفضلوا سيادة الرئيس.