تعددت فى شخصه المواهب والملكات ومضى يعمل ويبدع فى جميع الجهات وسائر الاتجاهات. فبدا كأنه هيئة من الهيئات، أو وزارة من الوزارات. كتب المقالات واليوميات والتمثيليات والمسرحيات.. وترجم النصوص والأوبريتات، ويحتاج وفق رحلته إلى آلاف الصفحات. عبدالرحمن الخميسى 1920 – 1987م. كاتب وشاعر وأديب ومؤلف ومذيع ومخرج وممثل وموسيقى. من مواليد 13 نوفمبر 1920 ينتسب إلى بلدة منية النصر والده من الدقهلية ووالدته بورسعيدية، توفى فى أول ابريل 1987 فى العاصمة الروسية موسكو، وكانت وقتها عاصمة اتحاد الجمهوريات السوفيتية. درس فى مدرسة القبة الثانوية بالمنصورة. وأرسل انتاجه الشعرى إلى مجلة الرسالة لصاحبها الاستاذ أحمد حسن الزيات ومجلة الثقافة لصاحبها الاستاذ احمد أمين وخلال سنوات أصبح من أعلام مدرسة أبوللو الشعرية، مع أحمد زكى أبو شادى ومحمود حسن اسماعيل وعلى محمود طه وابراهيم ناجى. انتقل عبد الرحمن الخميسى سنة 1939 إلى القاهرة عند نشوب الحرب العالمية الثانية، وخاض قصة كفاح طويلة لتحقيق أحلامه، عمل فى محل بقالة، ومحصلا بشركة اتوبيس، ومصححا باحدى المطابع، ارسل انتاجه إلى الصحف، والتحق بجريدة المصرى وكتب فيها المقالات وقدم ألف ليلة فى ثوب جديد. تم اعتقاله من 53 – 1956 بعد أن كتب مقالا يطالب فيه بعودة الجيش إلى ثكناته واستئناف الحياة الديمقراطية من خلال الأحزاب وفى سنة 1956 التحق بجريدة الجمهورية وكتب فيها المقالات واليوميات والدراسات، وفى سنة 1964 تم نقله مع مجموعة الكتاب إلى وظائف غير صحفية، وكانت شركة باتا للأحذية من نصيب الخميسى. قال له كامل الشناوى إنك تشبه إلى حد كبير أديب روسيا الشهير مكسيم جوركى, الفرق الوحيد انه بدأ جزماتيا واصبح أديبا، أما أنت فبدأت أديبا وانتهيت جزماتيا. أسس الخميسى فرقة مسرحية طاف بها جميع المحافظات يكتب لها النصوص ويخرج ويشارك فى تمثيلها. وكتب المسلسلات الاذاعية ومنها قصة حسن ونعيمة التى تحولت إلى فيلم اختار بطلته ولاقى نجاحا كبيرا وإقبالا واسعا من الجمهور. ترك الخميسى وطنه لسنوات طويلة سافر إلى لبنان والعراق وليبيا وايطاليا وفرنسا وانتهى إلى موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتى السابق وظل بها حتى وفاته، وتم احضار جثمانه إلى وطنه ليدفن فى بلدته طنطا لوصيته, تحت شجرة ورغم هذا المشوار الحافل بالابداع والانتاج قال الخميسى انه ظل طوال حياته يدافع عن قيثارته ولم يتمكن من العزف عليها.