حاكشف وأفضح القيادات الكاذبة والفاسدة في العالم.. صرخة أطلقها جوليان اسانج مؤسس ومدير موقع ويكيليكس هذا الرجل الأعجوبة المطارد والملاحق من تهمة الي أخري يصف نفسه بأنه ينشر وثائق تتضمن السلوك غير السوي للحكومات والشركات وأجهزة الاعلام ويقدم معلومات سرية للغاية مباشرة للناس كمان بيقول ان هدفه المؤسسات التي تستغل السرية لتغطية وتبرير السلوك الظالم أما الأنظمة التي لا تريد أن تتغير فيجب علينا التفكير في كشفها عن طريق ما توصلنا إليه في مجال القرصنة الالكترونية بجد بقي ده كلام جميل ماحدش يقدر يقول حاجة عنه لكن هل احنا بجد علي أعتاب عصر جديد أم الحكاية زوبعة في فنجان وحتعدي؟! وهل التكنولوجيا الجديدة حتنقلنا الي اعلام جديد يجرس ما يدور خلف الأسوار المغلقة حتي لا تغلق مرة أخري. طب حنعمل ايه في اصحاب النظرية القديمة اللي بتقول عالم السياسة لا يعرف الحقيقة والكذب هو الطريقة المثلي لإدارة الشئون السياسية. عشان كده ما يجري خلف الأبواب المغلقة مش هواللي بيتقال في المؤتمرات الصحفية واللقاءات التليفزيونية. الحكاية وما فيها ان ويكيليكس اطلقت صاروخا من العيار التقيل للدبلوماسيين وأصحاب القرار بأن عهد الحديث بلغتين بقي علي حافة الهاوية ومافيش مفر من توحيد لغة الخطاب السياسي والعمل بقدر أكبر من الشفافية مع شوية أخلاق وشوف بقي اذا انتقلت العدوي الي جهات ومناطق حساسة ساعتها حيتم اتخاذ معظم القرارات بشكل علني ومحدش حيقدر يخبي حاجة وسيفكر أي مسئول ألف مرة قبل أن يكتب أو ينقل معلومة اذا عرف ان الحقيقة حتنكشف شوف يا صاحبي لما اقولك احنا بقينا في زمن لم يعد الاعلام يتأثر فيه بالأحداث والمعطيات السياسية الدولية وبس لكنه بيؤثر هو فيها وبقي محرك للأحداث. النتيجة ان شرارة ويكيليكس بقت مصدر الهام لصحفيي العالم وللناس اللي عندهم ضمير ويشتغلون في الوسط السياسي أوحتي مواطنين عاديين ما بيدهم حيلة يعني لو واحد منهم شاف غلط وحب يصلحه بس مش عايز يضر نفسه ويقطع رزق أهله وعياله فأقل شيء يعمله انه يكشف الفساد ويسرب الوثائق عشان يريح ضميره. المشكلة ان البعض شكك في الأهداف الحقيقية من تسريبات ويكيليكس ليه بقي؟ لأن الوثائق ماجاتش كلها في يوم وليلة. ومش عارفين امتي ولا ازاي تسرب كل هذا العدد من الوثائق فجأة من أكثر من مصدر؟ يعني ممكن تقع في يد أحد الصحفيين أو من لهم علاقة بالسياسة وثيقة أو اثنتان أو حتيمائة لكن 251287 وثيقة فجأة تظهر مرة واحدة وتخص سياسة واستراتيجية دولة عظمي وعلاقتها بغيرها من الدول ده بقي أمر مثير للجدل. طب ان كانت فائقة السرية وفيها حاجة جديدة لماذا لم تعلن واشنطن عن متابعة ومحاكمة أصحاب ويكيليكس؟ وان كانت لا تصنف كوثائق سرية جدا فلماذا كل هذه الضجة؟ ناس حتقول أمريكا بلد الحريات ونظامها بيسمح للصحف والمواقع الالكترونية بحرية الوصول للحقيقة أو لأي معلومة مهما كان مصدرها وموقعها وان الثورة التقنية شجعت وساعدت علي كشف المستور والإدارة الأمريكية لا تستطيع متابعة أصحاب الموقع قانونيا. طبعا ده كلام مش حقيقي ليه بقي؟ لأننا شوفنا ازاي واشنطن أغلقت جمعيات ومواقع الكترونية واعتقلت الآلاف من الأشخاص بحجة الحفاظ علي الأمن القومي ومحاربة الارهاب وأمريكا مش حتغلب في ايجاد الوسيلة القانونية. شوف يا صاحبي لما أقولك المتابع للوثائق سيلاحظ انها لم تمس من قريب أو بعيد المصالح الاستراتيجية الحليف الاستراتيجي لواشنطن. صحيح الوثائق عملت حالة من الإرباك والإحراج لدول وحركات سياسية وزادت من حالة انعدام الثقة بين بعض الدول خاصة في الشرق الأوسط. طب ما يمكن ده اللي مقصود لتحميل مسئولية ما يجري في العالم لأخطاء وسياسات الحلفاء والأعداء.. يعني تطهير أمريكا من شكلها الوحش. القصة وما فيها ان جنرالات الجيش الأمريكي وراء هذه التسريبات لأنهم تعبوا من الحرب في العراق وأفغانستان وعايزين انهاء حالة الحرب التي أنهكتهم وده نفس اللي حصل مع حرب فيتنام. قصة تانية بترجح ان مجموعات الهاكرز التي تعمل علي كسر الأنظمة المعلوماتية استطاعت اختراق مواقع الإدارة الأمريكية ونجحت في سرقة الوثائق المسربة وزي ما بيقول أسانج نريد ثلاثة أمور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ وقول يارب. [email protected]