لم تلق الأزياء والملابس في الأعمال الدرامية الاهتمام اللائق من النقاد والعاملين بالمجال الفني. في حين أن الأزياء تعد عنصراً هاماً ومكملاً في الكثير من الأعمال الدرامية والمستلهمة من التراث سواء كان عن مادة تاريخية أو اسطورية أو حتي التي تعتمد علي الملابس البيئية الصناعية والحرفية والتي تعتمد شخوصها علي البيئة الشعبية والريفية علي عكس ما يحدث أو ما نراه في الأعمال الدرامية العالمية وقليلاً وكثيراً ما يحدث في مصر أن يقوم بتصميم الملابس الدرامية مهندس الديكور في حين أن الديكور يختلف تماماً عن تخصص الأزياء والملابس. رغم هذا فمصر فيها متخصصون في هذا المجال ومنهم في مصر وخارجها المصري الدكتور عصام عبدالحميد العضو بالأكاديمية الفرنسية للفنون وعضو مجلس العلاقات الدولية بالفضائيات الذي يتم تكريمه للمرة الثالثة في باريس بمناسبة اختياره رئيساً للجنة التحكيم للمرة العاشرة في مهرجان التليفزيون الفرنسي للأعمال الدرامية في دورته الخامسة عشرة والمهرجان تنظمه الأكاديمية الفرنسية سنوياً بالاشتراك مع التليفزيون الفرنسي لاختيار أحسن الملابس للأعمال الدرامية أول مارس القادم ويفتتحه الرئيس الفرنسي وكبار النجوم العالميين. الدكتور عصام عبدالحميد كتب مواد علمية لأكثر من فيلم عالمي ومسرحيات تاريخية وقدمت أعماله في أكثر من 300 محطة عالمية وأعد أكثر من 400 حلقة عن تطور الملابس الشرقية والعربية. يقول: الملابس ليست نوعاً من الزخارف الإضافية في الأعمال الدرامية فحسب. بل إنها عنصر أساسي من القصة ذاتها فإنها تعتبر جزءاً من الديكور بوصفها مناظر حية أو أنها بناء معماري ولها أهميتها وقيمتها الكبري في زيادة حركات الممثل وتعبيراته ولهذا فإن الملابس تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الممثل الذي هو في الحقيقة المترجم الفعلي لأعمال المخرج. وذلك لأنها بدورها تترجم وتعبر عن طبيعته وخلقه وحركاته وأيضاً عن أغراضه واتجاهاته وعلي مصمم الملابس أن يهتم كل الاهتمام لجعل ملابس الممثلين تنسجم مع بيئة القصة وجوها والظروف المحيطة بها. ** ما هو الدور الحقيقي لمصمم الملابس الدرامية؟!! قال: يجب أن يكون النص جيداً ولابد من معرفة الطبيعة الاجتماعية للشخصية ونوع العمل الذي تمارسه والحالة الاقتصادية والنفسية والمزاجية وطبيعة تكوين الأسرة والجنس الذي تنتمي إليه سواء أكان أبيض أو أسود والعادات والتقاليد وهذا يعني أن يكون ملماً بكل التطورات والمتغيرات التي طرأت علي المجتمعات علي مر العصور ليكون قادراً علي استخدام فنه في أي نص يصمم له ملابس شخصياته. ** سألت: لماذا تتشابه الملابس في معظم الأعمال في المسرح والسينما والتليفزيون خاصة التاريخية رغم اختلاف العصور؟!! قال: يمتلك المبدع الحقيقي قدرة هائلة علي استقراء الواقع وإدراك ما يجري حوله من تحولات واستشعار ما يخفي داخل ثنايا مجتمعه ويعرف كيف يصور بحسه الفني ما لا يستطيع أن يجسد ذلك الواقع بصدق وكان هذا في رسالة الدكتوراه التي تقدمت بها لجامعة السربون تحت عنوان "الأزياء التاريخية عبر العصور" وفيها استعرضت تطور الملابس عبر العصور منذ زمن الفراعنة ومروراً بملابس نساء العصر الفاطمي التي تميزت بالفخامة وكذلك العصر المملوكي حيث كانت المرأة المصرية معروفة بأناقتها وارتدائها أحدث المبتكرات المصنوعة من النسيج. وبقايا هذه الملبوسات المحفوظة بالمتاحف العالمية. أضاف: أما تشابه الملابس في الأعمال التاريخية سببه الرئيسي انه كان منذ وقت طويل لم يكن عندنا في مصر علم يدرس ولذلك تقدمت منذ فترة طويلة باقتراح لوزارة التعليم العالي ووزارة الصناعة بإنشاء معهد عال يقوم بتدريس فن تصميم الملابس بجميع أنواعها بجانب تدريس أكثر من لغة أجنبية وتم إنشاؤه بالفعل وتخرج فيه الكثيرون من المؤهلين في هذا المجال. قال د. عصام عبدالحميد: أناشد وزير الثقافة إقامة مهرجان لملابس المسرح والأعمال الدرامية ضمن فعاليات مهرجان المسرح التجريبي علي غرار مهرجان فينسيا الذي يقام كل عام ويحظي بمشاركة عالمية ويمنح جوائز قيمة.