نستطيع الآن أن نقول انتهت انتخابات مجلس الشعب علي خير.لم يحدث ما يعكر صفو الشارع المصري تنافس مرشحو الأحزاب بقوة ومرشحو الوطني أيضا فيما بينهم وبين الآخرين فكانت معركتهم أصعب بينما انهمك مرشحو الجماعة المحظورة وعدد من المرشحين الآخرين في محاولات اثبات وجود مخالفات من جانب الحزب الوطني ضدهم واثبات الاضطهاد الذي وقع عليهم وهي أساليب عفا عليها الزمن من محاولة إلقاء تبعة الفشل علي نجاح الآخرين وقد حاول هؤلاء استفزاز الحزب الوطني ومرشحيه واستدراجهم بافتعال المشاحنات والاحتكاكات حتي تفسد العملية الانتخابية ولكن ادراك حزب الأغلبية لمخطط المحظورين فوت عليهم الفرصة وخرجت صورة الانتخابات أفضل كثيرا من انتخابات عديدة سابقة وقد كانت هناك محاولات من بعض المرشحين الآخرين في الإيحاء لأنصارهم بأن هناك مؤامرة يتم تنفيذها ضدهم مما دفع بأنصار بعض المرشحين لاستخدام العنف ومحاولة الخروج علي القانون وهذا ضعف من هؤلاء المرشحين لتغطية فشلهم ومحاولة ايهام الجماهير بأن انتصار مرشحي الوطني زائف وليس لتكتيك جديد تم استخدامه وليس لشعبية مرشحي الوطني فهذا المرشح وأنصاره يقطعون الطرق في محافظتهم وذاك الآخر يضرب عن الطعام وكأنهم فوجئوا وكأنهم علي يقين بأن جماهير مصر وجماهير دوائرهم لن تتخلي عنهم فأين الديمقراطية التي ينادون بها ألا يطبقونها علي أنفسهم؟ صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني أشاد بجماهير شعب مصر وقال انهم كانوا علي مستوي المسئولية والممارسة الفعالة وقد أكد ان سلوك المواطنين رسخ المفاهيم الديمقراطية لأن الوعي لدي الناس دفع بمسيرة الاستقرار وبث الطمأنينة والأمل في الاختيار الأمثل لنوابنا من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا وهذا الكلام من سياسي مخضرم يعتبر درسا لجميع المرشحين بأن جماهير الشعب واعية وتعرف من يقودها الي بر الأمان والي مصلحتها. لقد كان الحزب الوطني حريصا علي عدم الانزلاق أو الوقوع في فخ الاستفزازات التي حدثت من جانب قلة خارجة علي القانون تسعي الي طمس الحقائق والايجابيات وظهر للجميع ان مرشحينا سيطروا علي أعصابهم في مواجهة استفزاز البعض وان الحزب كان يؤكد لمرشحيه ضرورة ضبط النفس فهم الأقوي وانزلاقهم في مهاترات يخصم من رصيدهم وجهدهم بينما يستفيد منه الطرف الآخر الطرف الذي يطارد وسائل الاعلام من صحف خاصة وقنوات فضائية في إظهار صوته كضحية لممارسات الحزب الوطني وحكومته فالحزب الوطني ومرشحوه كان تركيزهم وهدفهم صناديق الاقتراع أما الآخرون وللأسف كان همهم الفضائيات والتفرغ للشكوي وإلقاء الاتهامات ومحاولة الظهور في صورة الضحية فأضاعوا صناديق الاقتراع فكل له اسلوبه وهدفه. لقد استنكر الأمين العام للحزب الوطني انحياز بعض القنوات الفضائية ضد حزب الأغلبية مشيرا الي ما بثته بعض الفضائيات خاصة برامج التوك شو والمواقع الالكترونية من رسائل مضللة أساءت الي ما جري أثناء العملية الانتخابية موضحا ان كل وسائل الاعلام كانت ممثلة داخل مقر الحزب الوطني تنقل أولا بأول كل ما يرد للمقر من أخبار وتفاصيل من كل أنحاء الجمهورية. كما أكد الدكتور علي الدين هلال أمين الاعلام واحمد عز أمين التنظيم ود. محمد كمال المتحدث الرسمي باسم الحزب في الانتخابات أن الناخبين مارسوا حقهم الانتخابي بديمقراطية وان وقوع بعض الأحداث يعد أمرا طبيعيا في أي انتخابات بسبب التنافس الشديد الساخن بين المرشحين وهذا يحدث في انتخابات اتحادات الطلبة فما بالكم بمجلس الشعب فدعونا لا نعطي الأمور أكبر من حجمها الطبيعي لكن ذلك لم يؤثر علي سير العملية الانتخابية أو يضر بالعنصر البشري. فالحزب الوطني كان حريصا كل الحرص علي الفوز بالأغلبية ولكن أيضا بنزاهة لأنه يعلم ويعلم قادته ان هذا من أجل مصر كلها. فقد خاض الحزب الوطني الانتخابات بطاقة تنظيمية عالية المستوي. فقد اتبع الحزب الوطني اسلوبا تكتيكيا غير مسبوق سواء من الناحية التنظيمية أو من الناحية الاعلامية فقد أقام الحزب غرفة عمليات المئات من شباب الحزب كانوا علي اتصال مستمر بالآلاف من قياديي ومندوبي الحزب كانوا موجودين طوال الوقت وأمام لجان الاقتراع بخلاف غرف العمليات في المحافظات ومن خلال الغرفة كانت رسائل قادة الحزب للمندوبين تبث فيهم روح الحماس والأمل في تحقيق الفوز باعتبار ان هؤلاء المندوبين جنود يخوضون معركة تنافسية مع الأحزاب الأخري ومع المرشحين المستقلين وما حدث من إلغاء القضاء الإداري للانتخابات في بعض الدوائر فهذا أمر طبيعي أن تحدث بعض التجاوزات من هنا وهناك ولا يعيب العملية الانتخابية برمتها ولا نستطيع أن ننكر ان البعض قبل الانتخابات حاول الترويج بأن هناك صفقات سوف تتم وان الحزب الوطني سيجري صفقات مع بعض الأحزاب لمنحها بعض الدوائر وكان أن تواكلوا واعتمدوا علي ذلك وعندما لم تحدث هذه الصفقات وتجاهل الحزب هؤلاء ليثبت كل منهم جدارته في الميدان فحدوث الصفقات التي تكلموا عنها ألا يندرج تحت عدم احترام إرادة الناخبين التي ينادون دوما بها ويتهمون الحزب الوطني بعدم احترامها فها هي الأيام والأفعال سوف تثبت ان هذا الحزب هو الحريص علي إرادة الناخبين حقا وان الانسحاب من الانتخابات لن يعبر إلا عن سلبية سياسية لن تفيد اصحابها بل هم الخاسرون في النهاية فجموع المواطنين لا تهمها الشعارات والمناورات السياسية بل يهمها الانجازات والأعمال التي تفيدها وتحقق مصالحها. فقد تم رفع رايات الحزب من خلال برنامج قوي يلزم الحزب نفسه فيه بتعهدات من أجل مستقبل أفضل للوطن والمواطن برنامج يعلي قيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الانسان. لقد أخذ الحزب الوطني علي عاتقه قيادة مصر الي المستقبل وحماية مصر من المخاطر التي تحيط بنا من كل جانب. وما حدث في انتخابات مجلس الشعب وما أكدته كلمة الشعب بالثقة في الحزب وقيادته وبرنامجه ومرشحيه فهذه مسئولية ألقيت علي عاتق الحزب لتحملها وسوف يحاسبه الشعب في النهاية علي الوفاء بالتزاماته وأخيرا انتهت الانتخابات والآن يبدأ العمل.