صفوت الشريف صحت التوقعات الإيجابية وخابت التوقعات السلبية. انتهت الجولة الأولي من انتخابات مجلس الشعب علي خير . لم يحدث ما يعكر صفو الشارع السياسي . تنافس مرشحو الأحزاب بقوة بينما انهمك مرشحو الجماعة المحظورة في محاولات إثبات وجود مخالفات من جانب الحزب الوطني ضدهم وإثبات الاضطهاد الذي وقع عليهم . حاول هؤلاء استفزاز الحزب الوطني ومرشحيه واستدراجهم بافتعال المشاحنات والاحتكاكات حتي تفسد العملية الانتخابية ، ولكن إدراك حزب الأغلبية لمخطط المحظورين، فوت عليهم الفرصة وخرجت صورة الانتخابات أفضل كثيرا من انتخابات عديدة سابقة . صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني أشاد بحنكة جماهير الشعب وقال إنهم كانوا علي مستوي المسئولية. أكد أن سلوك المواطنين رسخ المفاهيم الديمقراطية . قال إن الوعي لدي الناس دفع بمسيرة الاستقرار وبث الطمأنينة والأمل في الاختيار الأمثل لنوابنا من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا . لقد كان الحزب الوطني حريصا علي عدم الانزلاق أو الوقوع في فخ الاستفزازات التي حدثت من جانب قلة خارجة عن القانون تسعي إلي طمس الحقائق والإيجابيات. وقال الأمين العام للحزب : إن مرشحينا سيطروا علي أعصابهم في مواجهة استفزاز البعض وأن الحزب كان يؤكد لمرشحيه علي ضرورة ضبط النفس، فهم الأقوي وانزلاقهم في مهاترات يخصم من رصيدهم وجهدهم بينما يستفيد منه الطرف الآخر، الطرف الذي يطارد وتطارده بعض وسائل الإعلام من صحف خاصة وقنوات فضائية في إظهار صورته كضحية لممارسات الحزب الوطني وحكومته . لقد استنكر الأمين العام للحزب الوطني انحياز بعض القنوات الفضائية ضد حزب الأغلبية مشيرا إلي ما بثته بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية من رسائل مضللة أساءت إلي ما جري أثناء العملية الانتخابية موضحا أن كل وسائل الإعلام كانت ممثلة داخل مقر الحزب الوطني تنقل أولا بأول كل ما يرد للمقر من أخبار وتفاصيل من كل أنحاء الجمهورية . نفس المعاني أكدها قادة الحزب د.علي الدين هلال أمين الإعلام وأحمد عز أمين التنظيم ود. محمد كمال المتحدث الرسمي باسم الحزب في الانتخابات ، قالوا إن الناخبين مارسوا حقهم الانتخابي بيسر وأن وقوع بعض الأحداث يعد أمرا طبيعيا في أي انتخابات بسبب التنافس الشديد في هذه الجولة الساخنة بين المرشحين، لكن ذلك لم يؤثر علي سير العملية الانتخابية أو يضر بالعنصر البشري . قالوا لمندوبي الحزب أمام اللجان وداخلها : ليس منا من يعبث بصندوق الانتخابات وليس منا من يفسد بطاقة اقتراع ، فإذا كان الفوز بالأغلبية أهم أهداف الحزب الوطني ، فأهم من ذلك إجراء انتخابات حرة من أجل مصر ، والحزب يحرص علي الهدفين معا . خاض الحزب الوطني الانتخابات بطاقة تنظيمية عالية المستوي . قاد صفوت الشريف وهيئة مكتب الأمانة العامة الحملة الانتخابية للحزب بأسلوب تكنيكي وتكتيكي غير مسبوق سواء من الناحية التنظيمية أو من الناحية الإعلامية ، فقد أقام الحزب غرفة عمليات يتحرك بداخلها 370 عضوا من شباب الحزب كانوا علي اتصال مستمر بأكثر من90 ألف قيادي ومندوب كانوا موجودين طوال الوقت وأمام لجان الاقتراع في كل الأنحاء ، بخلاف غرف العمليات في المحافظات. ومن خلال الغرفة كانت رسائل قادة الحزب للمندوبين تبث فيهم روح الحماس والأمل في تحقيق الفوز باعتبار أن هؤلاء المندوبين جنود يخوضون معركة تنافسية مع الأحزاب الأخري ومع المرشحين المستقلين . كم من مرات خرج فيها الشريف حاملا صواريخه الإعلامية التي دك بها مخابئ المحظورين والخارجين علي القانون ، كم من مرات خرج الأمين العام رافعا رايات الحزب من خلال برنامج قوي يلزم الحزب نفسه فيه بتعهدات من أجل مستقبل أفضل للوطن والمواطن، برنامج يعلي قيم الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان . لقد أخذ الحزب الوطني علي عاتقه قيادة مصر إلي المستقبل وحماية مصر من المخاطر التي تحيط بنا من كل جانب . وما حدث في انتخابات مجلس الشعب وما أكدته كلمة الشعب بالثقة في الحزب وقيادته وبرنامجه، إنما هي مؤشرات قوية علي نضج وحنكة الشعب الذي اختار الأصلح ..ونبذ ما لا ينفعه .