نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ندوة للأديب الجزائري واسيني الأعرج للحديث عن مشواره الأدبي وأهم أعماله ورؤيته وتجربته الأدبية. بحضور عدد كبير من المثقفين المصريين» ومنهم: الأديب إبراهيم عبدالمجيد. والكاتب الصحفي حلمي النمنم» نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. والدكتور محمد زكريا عناني» الأستاذ بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية. وعقد علي هامش الندوة حفل توزيع جوائز مسابقة مختبر السرديات في القصة القصيرة. وقال الدكتور خالد عزب: مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية. إن استضافة مختبر السرديات للأديب الجزائري واسيني الأعرج تأتي علي رأس سلسلة من الندوات التي تعرض للتجارب الأدبية العربية. مشيرا إلي أن المختبر سيستضيف الأديب العراقي الدكتور عبدالإله عبدالقادر في شهر ديسمبر المقبل للحديث عن المسرح والرواية في العراق وتطورهما منذ أوائل القرن العشرين إلي الوقت الراهن. وأكد عزب أن أكثر ما يميز الأعرج استدعاءه الدائم للتاريخ في الأعمال الأدبية» حيث قدم الأمير عبدالقادر في صورة شيقة من خلال رواية كتاب الأمير. كما أنه يستدعي ذاكرة الموريسكيين في العديد من أعماله. من جانبه. أعرب واسيني الأعرج عن سعادته بدعوة مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية له وبالجمهور الكبير الذي حضر الندوة من المثقفين والطلاب والمهتمين بالأدب. واستنكر الأزمة التي تسببت فيها مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر» قائلا: المشكلة التي حدثت مخجلة وخيبة كبيرة. وكنت أرجو ألا يتركها المثقفون لتستفحل. ونوّه إلي أنه ينتمي إلي جيل تشرب الثقافة واللغة الفرنسية علي حساب العربية. إلا أنه درس العربية تنفيذا لوصية جدته له بدراسة لغة أجداده» حيث تعلمها في إحدي المدارس القرآنية الكتاتيب الصغيرة بالجزائر. وروي الأعرج قصة ولعه بالعربية. موضحا أنه أثناء دراسته بالمدرسة القرآنية. أطّلع صدفة علي نسخة من كتاب ألف ليلة وليلة» إذ تركه أحدهم بطريق الخطأ. ومن هنا كان هذا الكتاب مدخلا له إلي الاهتمام بالأدب وباللغة العربية ليس فقط إرضاء لجدته. وإنما أيضا لجمال النص. وألمح إلي أن عشقه للعربية جعلته يتخلي عن الدراسة بالقسم العلمي في الثانوية العامة ليتجه إلي القسم الأدبي. وأضاف أن رواية كتاب الأمير التي حصل من خلالها علي جائزة الشيخ زايد لعام 2007. جاءت في إطار رده علي نظرية صدام الحضارات التي روج لها الكاتب الأمريكي صامويل هنتنجتون» حيث تبرز الرواية جوانب إنسانية رائعة في حياة الأمير عبدالقادر وفي تعامله مع العدو الفرنسي الذي كان يستعمر الجزائر آنذاك. وتدور أحداث الرواية حول الأمير عبدالقادر بن محيي الدين الجزائري في منتصف القرن التاسع عشر. إلا أنها تربط الماضي بالحاضر. وأوضح الأعرج أن المعلومات والمواقف التاريخية التي ضمّنها في روايته مؤكدة» إذ استقاها من مراجع تاريخية. إلا أنه نفي عن نفسه أن يكون مؤرخا. أو أن تكون رواية كتاب الأمير تأريخا لحياة الأمير عبدالقادر» قائلا: كتبت عن لحظة منسية في أفق روائي. وإذا اعتبر الروائي نفسه مؤرخا عُدّ فاشلا. ولفت إلي أنه رفض العديد من الدعوات للمشاركة في ندوات حول الأمير عبدالقادر نظرا لكونه غير متخصص في التاريخ. وأشار الأعرج. في تعليقه علي رواية أنثي السراب. إلي أنه يحمل في عمقه شيء من المرأة» حيث تربي في وسط نسائي نظرا لاستشهاد والده في القتال ضد المستعمر الفرنسي. كما نوّه إلي أن الإرهاب الذي شهدته الجزائر في تسعينات القرن الماضي كان له أثر في الكثير من أعماله مثل رواية ذاكرة الماء.