استشراق المستقبل ورسم خرائط الطريق للتكنولوجيا وتسويق هذه التكنولوجيا وغيرها من المصطلحات لم تعد كلمات مبهمة أو للمتخصصين فقط ولكن اصبحت لها علاقة مباشرة بحياتنا. هذا ما تؤكده د.عبير شقوير خبيرة التكنولوجيا واستشراف المستقبل والتي تؤكد انه لا حياة لنا من غير البحث العلمي.. تقول تخرجت في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1996 من قسم الهندسة الكيميائية وحصلت علي الماجستير من جامعة توتنجهام بانجلترا في تخصص علوم الحاسب ودارت حول تطوير نظم إدارة المعلومات لحل مشاكل البيئة.. أما الدكتوراة فقد حصلت عليها من نفس الجامعة عام 2004 في هندسة البيئة حول تطوير نموذج لاختيار طرق إعادة تأهيل الأراضي الملوثة في إطار التنمية المستدامة وهو نموذج يحقق التوازن بين المحاور الثلاث للتنمية المستدامة في مجال معالجة الأراضي الملوثة.. وخلال هذه الفترة عملت لمدة عام في معهد هيدروليكية المياه بجامعة القوات المسلحة بالمانيا. تضيف: بعد الدكتوراة عدت لمصر وعملت نائباً لمدير مركز الدراسات المستقبلية التابع لمركز معلومات مجلس الوزراء ويهتم باستشراف المستقبل في كل المجالات سواء التكنولوجية والاجتماع وغيرها. ومن الدراسات التي قامت بها في المركز دراسة مرجعية عن الآثار المسقبلية للتغيرات المناخية بمصر الي جانب دراسات عن سيناريوهات المياه في مصر عام 2025 ودراسات في مستقبل الطاقة.. وتشير الي ان الدراسة الخاصة بالمياه تنبأت بثلاثة سيناريوهات الأول هو افتراض ان مصر تسير بنفس النهج في استهلاك المياه وهو ما أوضحت الدراسة انه يؤدي الي تأثير علي الاقتصاد والمجتمع لأننا لدينا مشكلة مياه أما السيناريو الثاني فيفترض ان نقوي علاقتنا بالدول الافريقية ويصبح لدينا تطوير لتكنولوجيا المياه وهو السيناريو الأفضل لأنه له تأثير ايجابي علي كمية المياه المتوفرة وبالتالي له تأثير مجتمعي أما السيناريو الثالث فقد أشار الي انفراد بعض الدول بالاتفاقيات واشارت الي ان هذه السيناريوهات جاءت نتيجة استقصاءات لرأي خبراء في السياسة واخلاقيات المياه والتكنولوجيا وغيرها من المجالات ذات الصلة بالموضوع. وقد نشرت هذه الدراسة كورقة عمل بحثية في مجلة "فور سايت" وهي مجلة متخصصة في استشراف المستقبل.. أما مستقبل الطاقة فتناول كيفية استغلال الطاقة الشمسية خاصة وان إحدي الدراسات لوزارة البيئة الألمانية تحدثت عن ان دول البحر المتوسط من المنتظر ان تصدر مستقبليا 15% من الطاقة لأوروبا. ومصر أحد أهم هذه الدول المصدرة واضافت ان الدراسات اثبتت ان طاقة الرياح والطاقة الشمسية هما أفضل مزيج.. أكدت د.عبير ان استشراف المستقبل اصبح من صميم عمل حكومات الدول المتقدمة منذ سنوات ويقوم علي متابعة الإتجاهات العالمية في مختلف النواحي وبناء خرائط طريق للتكنولوجيا. تشير الي ان هناك بعض المصطلحات المستخدمة في مجال استشراف المستقبل منها إدارة التكنولوجيا والابتكار وتهتم بكيفية تحويل الأبحاث والأفكار الي منتج بالسوق لأن هذه هي المرحلة التي يتحول فيها المنتج الي شيء يحقق الربح وهو ما نحتاجه في مصر خاصة وان هناك الكثير من الأفكار الجيدة.. فدورة الابتكار تبدأ من كونها بحثا في الأساس وتكتمل حين تصبح منتجا وهو ما يسمي تسويق التكنولوجيا.. تضيف ان حضانات التكنولوجيا هو الآخر مصطلح اصبح واسع الانتشار ويقوم علي تطوير النماذج نصف الصناعية وتقديم الدعم الفني والمؤسسي لتوفير بيئة محيطة مناسبة لتصنيع البحث أما بالنسبة لخرائط الطريق التكنولوجية فهي منهجية تعتمد علي رصد محطات معينة لتطوير التكنولوجيا للوصول الي هدف ما مثلا اذا أردنا إدخال تعديلات علي الكمبيوتر فعلينا ان نتوقع ما هي التعديلات الفنية والقوانين المنظمة التي نحتاجها وما هي القدرات التي نحتاج بناءها للعاملين في الصناعة وتوقع ما هي الاجزاء التي تحتاج لتغيير أو إضافة بعد عشر سنوات مثلا مع عمل نقل للتكنولوجيا.. وعن عملها الحالي تقول: اعمل مستشاراً لمؤسسة "مصر الخير" والتي تؤمن بأنه "ليس لنا مستقبل بدون البحث العلمي" لأنه يدخل في كل حياتنا وليس مكانه قاعات البحث والمعامل فقط ومن ثم تقوم بتمويل الابحاث لعلماء بارزين ممثلة في الأبحاث التي تفيد المواطن بشكل مباشر مثل ابحاث علاج السكر بالخلايا الجذعية وعلاج السرطان بالذهب.. وتشير الي ان ذلك يعد تحويلاً هاماً في دور المؤسسات المدنية. د.عبير شقوير زوجة د.أحمد درويش استاذ الإستشعار عن بعد بجامعة مصر الدولية.. وأم أمينة "8 سنوات".