لعل من الحكمة ألا نخوض الآن كأفراد في نتائج الانتخابات أو ننساق وراء الإشاعات والاتهامات المرسلة حتي نتجنب الوقوع في شبهة التعليق علي النتائج باعتبارها أحكاما شبه قضائية صادرة عن اللجنة العليا للانتخابات. * لكن لابد من وقفة تأمل نستعرض خلالها ما جري علي الساحة الانتخابية حتي يوم الأحد 5 ديسمبر الحالي ذلك اليوم الذي شهد تنافسا شديدا وعنيفا في بعض الدوائر وتم الكشف عن بذل "وإهدار" آلاف مؤلفة من الأموال من كل راغب في هذا الشرف وتمثيل الأمة في مجلس الشعب.. وفي الغالب الأعم ان هذه الأموال الطائلة لا تمثل إلا جزءا ضئيلا من ثرواتهم. * ولو ان كل مرشح أو مجموعة من مريديه اتفقوا علي تنفيذ مشروع إنساني أو اجتماعي في الدائرة المرشح بها مثل شراء سيارة إسعاف أو إنشاء مستشفي أو مستوصف أو بناء مدرسة أو تجديد معهد علمي أو ملجأ للعجزة أو مشغل لتدريب الفتيات وربات البيوت علي الحرف البيئية لزيادة الدخل.. ألم يكن ذلك أفضل ألف مرة من ذبح العجول وتقديم الهبات وخلافه؟! * وعلي كل حال فأطيب التمنيات بالتوفيق للفائزين والأمل ألا يتراجعوا عن الوفاء بالوعود التي قطعوها علي أنفسهم وكذلك من لم يحالفهم التوفيق أن يثبتوا صلابة موقفهم وأصالتهم ومصداقيتهم بتنفيذ ما وعدوا به يقول الله تعالي في سورة الصف آية "3" "كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" صدق الله العظيم. * وأخيراً.. ماذا عن الحصانة التي يستميتون للحصول علي ردائها والتحصن وراء جدارها" أليست هذه الحصانة مقصورة علي نشاط العضو تحت قبة البرلمان ليبدي رأيه بشجاعة وحرية دون لوم مادام في إطار اللائحة.. أم أن تلك الحصانة لحمايته واعفائه من المساءلة أو المحاكمة لما يرتكبه من مخالفات أو جرائم لا سمح الله؟! شهامة نادرة فقد سارع المواطن عادل عبدالحميد "30 سنة" بانقاذ 4 طلاب جامعيين من الغرق في ترعة المريوطية الواحد تلو الآخر.. لكن للأسف خارت قواه بعد ذلك ولم يتمكن من النجاة بعد هذا الجهد الخارق.. أليس من الواجب تكريمه.. ومد يد العون لأسرته؟! د. عصام الطوخي يثلج صدر الإنسان ويسعده أن يري الشباب المجتهد ينال حقه المشروع ويتبوأ المنصب الرفيع الذي استحقه بكفاءته وجهده دون وساطة أو محسوبية. ومن هؤلاء نابغة طب العيون أ.د. عصام الطوخي أستاذ جراحة العيون بكلية طب قصر العيني وأول دفعته عام 1989 وكذلك الأول في جميع مراحل التعليم. لقد حصل د. عصام بكفاءته علي زمالة كلية جراحة العيون الملكية بلندن وكذلك زمالة العيون بجامعتي كليفلاند ونيويورك.. ولذلك استحق عن جدار أن يصدر القرار بتعيينه مديرا للمركز القومي للعيون. متي الساعة؟ أجاب الرسول الكريم محمد -عليه الصلاة والسلام -عن هذا السؤال إذا ضيعت الأمانة.. وذلك بتوسيد الأمر لغير أهله.. "صدقت يار رسول الله".