اللجوء لمفوضية اللاجئين ..الجنسية المزدوجة .. استخدامهم لرفع العقوبات.. سيناريوهات بعد الانفصال يعتبر مصير الجنوبيين المقيمين في الشمال ملفا ساخنا أشعل من حين لآخر الخلافات بين شريكي الحكم في السودان, حيث سبق الاشارة الى احتمال خسارة الجنوبيين في الشمال لكافة الامتيازات المرتبطة بمواطنتهم السودانية إذا قرروا الانفصال في الاستفتاء على مصير الجنوب الذي سيجرى في 11 يناير المقبل ورفض المؤتمر الوطني منح الجنوبيين الجنسية المزدوجة بعد الانفصال ومنحه مهلة ستة أشهر فقط لكل من يحق له التصويت في استفتاء تقرير المصير لمغادرة الشمال بعد توفيق أوضاعه فى الجنوب.. تحظى هذه القضية باهتمام كبير من قبل القانونيين والأكاديميين والإعلاميين وممثلي المجتمع المدني لوضع سيناريوهات وضع الجنوبيين في الشمال بعد انقضاء فترة الأشهر الستة الانتقالية خاصة اؤلئك الذين يبدأون وظائف وملحقاتها من رواتب وتأمين ومنازل سكنية مؤكدين ضرورة وجود لجنة مشتركة لحسم تلك القضايا قبل موعد الاستفتاء على حق تقرير المصير في يناير المقبل . منطلق قانونى ويرى الخبراء انه في حالة وقوع انفصال بين الشمال والجنوب فان مواطني الجنوب يصبحون تلقائياً اجانب وان وجودهم وعملهم وسكنهم يحتاج الى إذن خاص وذلك وفق قوانين معترف بها لأن السيادة تصبح تلقائياً للدولة الأم لتحدد طبيعة تعاملها مع الاجانب كما يرى البعض امكانية اجراء ترتيبات مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين بحيث تتكفل المفوضية بتقديم المساعدات لايوائهم مقابل استضافتهم على ان تضع خطة محددة ووفق برنامج محدد لترحيلهم لوطنهم الجديد، فيما يرى آخرون امكانية معالجة وتقنين وجود الجنوبيين بالشمال والشماليين بالجنوب في حالة وقوع الانفصال عبر الجنسية المزدوجة التي أقرها الدستور ما لم يجر تعديل للبند الخاص بهذا الأمر وحتى في حالة إجراء التعديل فإن عدداً كبيراً آخر من السودانيين يحملون جنسيات من دول أخرى سيكونون عرضة لفقدانها والبعض الآخر رأى أن الحكومة بامكانها استخدام كارت المحافظة على بقاء الجنوبيين بالشمال للضغط على المجتمع الدولي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وتجميد قرار محكمة الجنايات الدولية في إطار الموازنات الدولية الا ان هناك اجماعا على أن المعالجة من منطلق قانوني هي الحل الامثل والموضوعي لانها تقود الى مخرجات هادئة للازمة . ويشير الخبراء الى ان الشماليين يرون ان وجود الجنوبيين في الشمال سوف يكون غير مرغوب فيه بعد الانفصال وسوف يسبب مشاكل لا حصر لها تتمثل فى انه اذا صوت الجنوبيون للانفصال فهم بهذا قد قرروا العودة الى جنوبهم ولا مكان لهم في الشمال وكثير من الجنوبيين يشغلون وظائف حكومية كثيرة جدا ووظائف في مؤسسات خاصة ومنظمات وشركات هذه الوظائف حال الانفصال اولى به أبناء الشمال كما انها سوف تحل مشاكل لشعب الشمال بالاضافة الى ان وجود الجنوبيين في الشمال يشكل خطورة فوجودهم سوف يكون سببا قويا لتدخل حكومة الجنوب ومنظمات الاممالمتحدة وحقوق الانسان في شئون الشمال الا انه فى النهاية يرى الخبراء ان السودانيين اثبتوا انه مهما تصاعدت حدة الخلاف بينهم ووصل الامر لطريق مسدود قابل للانفجار إلا أنهم الأقدر على حسم المشكلات والخروج بسودان آمن .