انتشرت أمراض الكبد والكلي بشكل مخيف وصارت حاجة كل محافظة إلي مركز علاج الأورام ملحة بعد هذا الزحام علي المراكز الحالية مما جعل الرئيس مبارك يصدر أمراً للحكومة بهذا الخصوص في زيارته الأخيرة لاحدي محافظات الصعيد. الناس في قرانا أقاموا مشروعات صرف بجهود ذاتية ليست خاضعة للمعالجة طبعا تصب في أقرب مصرف صرف زراعي تغض وحدات الحكم المحلي الطرف عنها وأطلقوا عليها تأدبا مشروعات خفض منسوب المياه الجوفية فاختلط الحابل بالنابل وهم معذورون فالقري الأم والأكثر كثافة حفرت شوارعها وأزقتها منذ سنوات مضت توطئة لاتمامها بلا طائل ويقال انها منحة ألمانية وقد تأخر التمويل وتسمع صرخات أهالي تلك القري الذين أصبحوا في حاجة إلي تدريبات خاصة في القفز والسير علي الصراط حتي يدخلوا أو يخرجوا من بيوتهم فما بالك بمواشيهم وآلاتهم الزراعية!! صارت جميع مصارف الصرف الزراعي ملوثة بشكل مخيف وتحت حاجتهم الملحة لمياه الري صاروا يستخدمون مياهها في الري بل انه من المدهش أن تقوم وزارة الري بانشاء محطات رفع مياه المصارف لتصب في الترع والقنوات كي يستعين بها الفلاحون في ري أراضيهم فشربت المحاصيل حتي كرعت من المياه الملوثة ويخرج علينا الوزراء المعنيون بنفي قاطع. الأمر الآخر هو هذا الانتشار المخيف لحوانيت بيع المبيدات الزراعية التي صارت تحقق أرباحا خيالية يديرها من لا يعرف عنها شيئا يتعامل معها الفلاحون نقدا أو علي الدفتر حتي وقت الحصاد فصارت المبيدات في غيطان الذرة والقطن والقمح والخضراوات والأرز دون رقابة في ظل غياب وزارة الصحة التي أهدرت أموال الشعب في علاج القادرين وفتحت الأبواب علي مصاريعها لمن يريد أن ينهب دون وازع من خوف من الذي لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء. الأمر الثالث هذا التلوث الناجم عن القمامة التي صارت تلقي في أفرع النيل وتتراكم علي جوانب الطرق الرئيسية حتي إذا توحشت صارت مرتعا خصبا للكلاب الضالة التي صارت هي الأخري تهدد حياة الناس.. المدهش أن رؤساء الوحدات المحلية يتخلصون منها كل حين فيشعلون فيها نيرانا فتتقاطع الطرق بدخان كثيف يشوي الصدور ويؤدي إلي حجب الرؤية فتقع حوادث دامية. أما الأمر الرابع فهي مزارع الأسماك خاصة في شمال الدلتا التي صاروا يستخدمون فضلات مزارع الدجاج بما فيها النافق منها و"السباخ البلدي" والحيوانات النافقة لتكون غذاء الأسماك تلك المزارع وتجد نفسك في حاجة إلي معرفة السيرة الذاتية لكل سمكة قبل أن تضعها في فمك.. وتروح تستجير بالله وترفع الأكف في الليل البهيم دعاء علي الظالمين الذين لا يرعون إلا ولا ذمة. درء المخاطر يحتاج إلي محطات معالجة الصرف الصحي للمدن والقري ورقابة صارمة علي دكاكين بيع المبيدات ووقف ري الأراضي بمياه الصرف بعيدا عن التصريحات التي تصيبك بالأسي والرقابة الصارمة علي السحب السوداء من مخلفات المحاصيل وانشاء مصانع تدوير قمامة واحدة في مقر كل مركز اداري علي الأقل وكذا الرقابة الصارمة علي مزارع الأسماك حينذاك سوف لا نحتاج إلي هذا العدد الهائل من المستشفيات ومراكز علاج الأمراض.