ليست مجرمة ولا صاحبة سوابق.. انها فقط صاحبة حب وعواطف وعشرة غالباً هي السبب في انها أخرجت السلاح من تحت ملابسها وانهالت به علي المتهم بقتل زوجها ومزقت جسده داخل قاعة المحكمة أمام عين القاضي وكل من حضر الجلسة.. رغم ان الزوج مر علي واقعة قتله سنة كاملة كانت كفيلة في حكم الزمان بوضع نسيان. أو حتي تهدئة لكن الحكاية تؤكد ان الزوجة عاشت ثائرة مشتعلة منفعلة لأنها فقدت الزوج الذي كان مهدئا مطمئنا قادراً علي ضخ السكينة وإفراز الرضا. الحكاية حصلت في شبرا الخيمة ونشرتها الصحف وبجانب خبرها خبر.. لزوجة ثانية وضعت صورتها عارية علي غلاف مجلة أمريكية ومعها حوار مطول لها عن الزوج مما تسبب في إحراج لاعب الكرة رونالدو أمام النادي والجماهير ووصفه هو بأنه استغلال مجلة لنجوميته. صورة الزوجة تعني منتهي الاستخفاف بالزوج حتي لو كانت هي روسية وهو برتغالي. تعليق الزوج تهميش للزوجة حتي وإن كان لقبها عندهم رفيقة.. فهو يقول بين السطور لا هي جميلة ولا فاتنة انها فقط تنتمي لنجم والمجلة باعت النجومية وتعالوا نقول الزوجة بنت شبرا وراءها محرض ومثلها الست الروسية فالاثنتان خلفهما رجل إن أوقعها في حبه وصل بها للتهور والجنون وإن استهان بها خرجها من هدومها.. والرجل.. يفهم. شغالة ونايمة قرأت في كتاب النوم وعرفت لماذا كانت أمي تصحو من الفجر والكتاب يقول إننا نحتاج النوم صغارا فللرضيع 20 ساعة وأكثر وكلما كبرنا قل الاحتياج لمدد من راحة فالطفولة حركة والشباب حيوية ويتقدم العمر ويطير النوم المستمر. فلا شيء يستمر معك طويلا في هذه المرحلة إلا الصبر. والتفسير المنطقيِ ثقيل لكنه طبيعي.. فالصغير أمامه العمر طويل ومهما نام فالباقي كثير. أما ما بقي للكبير تنطبق عليه أغنية شادية ليالي العمر معدودة ولأنها بالعدد خسارة نضيعها في النوم فنعيش صاحيين كتير.. ويساعدنا من خلقنا في الحياة علي أن نحياها بكاملها فيقلص ساعات النوم لنصحوا مع الفجر ومثل أمي صرت أفتح عيني مع الاذان لأجد الشغالة تطرق باب البيت.. أعرفها منذ ربع قرن امرأة كادحة تترك بيتنا في آخر الليل وهي تجر جسمها لبيتها. لتجد الزوج في انتظارها يضع يده في جيبها ليحصد صحتها وعافيتها التي ترجمتها إلي فلوس. معاناتها دفعتني لأن أقترح عليها أن يكون الراتب شهرياً وكلما مر عدد من الأشهر جرت هي واشترت سريرا لابنها أو بوتاجازا بعين واحدة. لكن الزوج لا يكفيه ما يأخذ بل يصر في كل مرة اكتبي باسمي الثلاجة. الراديو وكانت فاطمة تأتيني باكية كل يوم ولها جملة تكررها "الظلم وحش" واليوم أول مرة أري وجهها مبتسما قالت البرد داخل علينا وابني بيروح المدرسة بدري اشتريت سخان بالقسط جوزي قال لي اكتبيه باسمي.. قلت له حاضر وقعد يبصم علي عقد الشراء وشيكات الأقساط مطمئن اني هادفعها. خليتو بصم علي شيك فاضي. وأكملت الخادمة 25 سنة تشتغل وهو يقبض.. أسناني وقعت. نظري ضاع. عمره ما قال لي شعرك. جسمك. شكلك.. سؤاله الوحيد عن الفلوس.. عرفته وعمري 18 سنة أخد كل حاجة والنهاردة من طمعه ماشفش بصم علي ايه الشيك الفاضي هارجع بيه حقي كله من يوم ما شفته. بعدما استعوض ربنا في شبابي وصحتي سألتها هل ستتركينه.. قالت لا والله الشيك معايا إذا هو غدر.. لكن أنا عايزة أربي الولد بين أم وأب وبعيونها سألتني يا أستاذة أنا غلطانة قالتها الشغالة ووجدتني أرد.. انت اللي أستاذة.