قال الوزير خلال كلمته أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني لأمن المعلومات وجرائم الانترنت الذي ينظمه المعهد القومي للاتصالات بمقره الجديد بالقرية الذكية بالتعاون مع جامعة القاهرة وجامعة الاهرام الكندية في مصر ان المجتمع المصري مجتمع غير مصدر للجريمة الالكترونية ودعا إلي اليقظة وتجهيز فرق عمل متخصصة لمواجهة الطوارئ في هذا المجال. واضاف د. طارق كامل إن قضية التأمين الالكتروني قضية مجتمع وينبغي أن نضعها ضمن أولوياتنا بحيث يشارك فيها جميع أطراف المجتمع مشيراً إلي أن مصر منذ 15 عاما اتخذت قرارا استراتجيا باتاحة الانترنت موضحا أن الرئيس حسني مبارك تبني شخصيا سياسة اتاحة الانترنت وشدد "أساس الانترنت الاتاحة". وأشار إلي أن سياسة اتاحة الانترنت انعكست علي مجال الاقتصاد واقتصاد المعرفة من خلال تصدير خدمات التعهيد والخدمات التكنولوجية حيث وفر قطاع التكنولوجيا 1.1 مليار دولار بنهاية العام الجاري كما أضافت شركات الاتصالات والمحمول استثمارات تبلغ مليار دولار مشيرا إلي ان عدد مستخدمي الانترنت وصل إلي 22 مليون مستخدم من خلال البرودباند وغيره بالاضافة إلي 64 مليون مشترك في المحمول كما حققنا نسبة نمو في الاتصالات الدولية تتراوح بين 35% إلي 40% بسعة اجمالية قدرها 130 جيجا بت/ ثانية وقد تضاعف معدل النمو 14 مرة خلال 6 سنوات. وأوضح كامل أن الانترنت أيضا له دور اجتماعي وتعليمي حيث يستخدم الانترنت في مجال التعليم مشيراً الي امتداد استخدام الانترنت في مجال الانتخابات البرلمانية علي نطاق واسع هذا العام. وقال كامل إن استخدام الانترنت يضعنا أمام تحديات في مجال ضرورة تنمية الكوادر البشرية المؤهلة في التأمين الالكتروني مشيراً إلي أن هناك مبادرة لتدريب الافراد علي تأمين الفضاء الالكتروني حيث تم تدريب 190 مؤهلا في هذا المجال. اشار الوزير إلي التحديات المرتبطة بالانترنت وأمن المعلومات مؤكدا اننا امام تحد تنظيمي وتشريعي حيث يتم المواءمة بين حماية الفضاء الالكتروني واتاحة الانترنت اما التحدي الاجتماعي فيتعلق بحماية الشباب والاطفال علي الانترنت مشيداً بمبادرة السيدة الفاضلة سوزان مبارك لحماية هذه الفئات من المحتوي غير المرغوب من خلال التعاون مع فرق عمل "أمان نت" ونشر ثقافة السلام عبر الانترنت مشددا علي أهمية التركيز علي دور الاتاحة المعرفية وحماية الشباب من خلال اتاحة محتوي باللغة العربية وتعظيم المحتوي العربي وربط الشباب بالتراث حتي لا يحدث انفصام لهؤلاء الشباب عن مجتمعاتهم. شارك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدكتور فتحي سعد محافظ 6 أكتوبر والدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس ادارة مؤسسة الأهرام والدكتور فاروق اسماعيل رئيس شرف المؤتمر ورئيس جامعة الأهرام الكندية. وقال د. أحمد الشربيني مساعد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وأمين عام المؤتمر إن الأبحاث المقدمة للمؤتمر هذا العام قد وصل عددها إلي 25 بحثاً تتناول في مجملها الجوانب الفنية والتنظيمية والقانونية للجرائم الالكترونية وأمن المعلومات. اشار د. فاروق اسماعيل رئيس شرف المؤتمر ورئيس جامعة الأهرام الكندية إلي أن المؤتمر يشهد هذا العام مشاركة متميزة من الباحثين والمهتمين بأمن المعلومات ومكافحة جرائم الانترنت حيث يشارك في فعاليات المؤتمر كوكبة من العلماء والباحثين المتخصصين من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا والاتحاد الدولي للاتصالات والدول العربية ومصر. وأوضح د. جمال درويش عميد كلية علوم الحاسب وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الأهرام الكندية ورئيس المؤتمر بأن فعاليات المؤتمر هذا العام ستتضمن مناقشة عدد من الأبحاث المتخصصة والتي ستكون موزعة علي ثماني جلسات تتناول الجلسة الأولي تجربة مبادرة نشر ثقافة السلام باستخدام تكنولوجيا المعلومات تديرها الدكتورة هدي بركة مساعد أول وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كما تشمل فعاليات المؤتمر جلسة عن جهود وزارة الداخلية في تأمين المعلومات يديرها د. يسري الجمل وزير التعليم السابق ويحاضر فيها اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية وجلسة أخري تتناول الجوانب التشريعية والقانونية لأمن المعلومات يديرها اللواء دكتور فؤاد عبدالقادر رئيس البرنامج القومي لدعم الأصلاح التشريعي والمستشار محمد الألفي رئيس الجمعية المصرية لمكافحة جرائم المعلوماتية والانترنت وجلسة عن صناعة أمن المعلومات يديرها الدكتور طاهر الجمل رئيس شركة تأمين المعلومات بكاليفورنيا بأمريكا. ويأتي هذا المؤتمر ليتوافق مع زيادة الاعتماد علي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي غزت العالم منذ منتصف التسعينيات والسرعة المتزايدة لانتشار استخدامات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات مما أدي إلي ظهور عدد من الجوانب غير الايجابية في استخدام هذه التكنولوجيا حيث ارتفعت معها معدلات القرصنة والجريمة الالكترونية وسرقة المعلومات وتوظيفها في اطار غير شرعي مما أدي إلي حدوث تحول في النظر إلي أهمية أمن المعلومات والحاجة الماسة إلي حماية الشبكات علي مستوي العالم وضرورة قيام الدول يوضع حداً لهذه التهديدات وتطوير استراتيجيات وآليات جديدة تتصدي لهذه الجرائم.