كل الأندية في مصر -بلا استثناء- تعاني من أزمات مالية خاصة الأندية الجماهيرية التي تقوم أساساً علي كرة القدم ولا موارد لها إلا دخلها من المباريات. والإسماعيلي "قلعة الدراويش" الصامدة وبرازيل مصر والعرب واحد من أكبر الأندية الشعبية والجماهيرية التي تعاني من أزمات مالية لا تنقطع لو تعرض لمثلها الأهلي والزمالك لكان الانهيار مصيرهما!! ومع ذلك كله تبقي قلعة الدراويش صامدة.. بل وتنافس القلعتين الحمراء والبيضاء بكل قوة وأحياناً تتفوق عليهما. وسر صمود وتفوق الدراويش يكمن في سحر هذه المدرسة وعبقريتها والتي أحب أن أطلق عليها مدرسة "العفاريت" لأنها تخرج لنا من حين لآخر مواهب معجونة "بمية العفاريت".. وعندما يرحل نجوم كبار من هذه القلعة للاحتراف الداخلي أو الخارجي أو يقعون في شباك الاصابات اللعينة يعتقد الكثيرون أن قلعة الدراويش ستنها.. لكن العكس يحدث دائماً .. يسقط الإسماعيلي في مباراة أو اثنتين ثم يعود أقوي مما كان.. وتظهر عفاريت جديدة ومواهب فذة. وفي الفترة الأخيرة عاود "عفريت درويشي" هو عبدالله السعيد الظهور بعد غياب طويل للإصابة.. وأصبح منصة صواريخ.. وهذا "السعيد" أذهلنا في الأسابيع الأخيرة بصواريخه الكروية العجيبة والمدمرة في الزمالك والاتحاد السكندري.. وهدفاه في مرمي الاتحاد أعجب ما شاهدت في ملاعب الكرة.. ولا أملك إلا أن أقول لعبد الله السعيد ربنا يحميك يا ابني للإسماعيلي ولمنتخب مصر والذي ستعود له بكل قوة قريباً جداً جداً. وأقول لمدرسة "العفاريت" بالإسماعيلية.. آه لو توافرت الامكانيات المادية.. ما وقف أمامك لا أهلي ولا زمالك. اننا لن نستمتع بكرة عفاريت الإسماعيلية.. نستمتع بعبدالله السعيد وأحمد علي وأحمد سمير فرج وعمرو السوليه وأحمد خيري وعبدالله الشحات وحمص "كبير العفاريت" ومحمد صبحي حارس عرينهم.. ولا يمكن أن ننسي عمر جمال وحسني عبد ربه ومع عودتهما لا شك أن درع الدوري سيتجه إلي الإسماعيلية. والسؤال الذي أطرحه هنا علي اللواء عبدالجليل الفخراني محافظ الإسماعيلية إلي متي سيظل الإسماعيلي يعاني.. وأين الموارد غير التقليدية التي وعدت بتوفيرها.. وأين رجال الأعمال بالإسماعيلية؟!. إن قلعة الدراويش الصامدة تمد يدها إلي كل من يعشقها لتخرج من أزمتها خاصة ونحن مقبلون علي دوري المحترفين. إن مصلحة الكرة المصرية والمنتخب الأول تكمن في صمود وشموخ قلعة الدراويش وعودوا إلي انتصارات وانجازات المنتخب التاريخية للتتأكدوا أن عفاريت الدراويش الذين تربوا وتألقوا في هذه القلعة سواء من بقوا أو خرجوا للاحتراف الداخلي والخارجي كانوا القوام الأساسي لمنتخب مصر الفائز بكأس الأمم ثلاث مرات متتالية. كل الشكر لقلعة الدراويش أو قلعة عفاريت الكرة!! [email protected]