عالم كرة القدم الملئ بالنجوم له طابعه الخاص ولا أقول حياته الخاصة ..فى هذا العالم الصورة مرتبطة دائما بالفلاش باك بلغة أهل السينما فالنجم غالبا ما تتغير حياته فى يوم وليله اذا ابتسم له الحظ ولعب لعبته وانفتحت أبواب الشهرة فى المستطيل الأخضر امام أصحاب المواهب..وهنا تظهر معادن الرجال عفوا النجوم..وليس شرطا أن يكون النجم غنيا او فقيرا .. بل على العكس هناك نماذج من النجوم تفتخر بانها من أسر متوسطة الحال بل معدمة!!وأهم ما يميز النجم فى أى نادٍ هو أخلاقه وروحه الرياضية داخل الملعب وخارجه..ولوبالطبع هناك نجوم نرفع لهم القبعة على تحليهم بالأخلاق والالتزام لأنه دائما القدوة للشباب والأجيال المقبلة ..وهناك نجوم جاءوا ورحلوا ورغم موهبتهم العالية إلا أنهم سقطوا من ذاكرة التاريخ والجماهير ايضا لأنهم لم يتمتعوا بالروح الالتزاميه أو ضريبة الشهرة التى تفرضها عليهم النجومية!! وهناك من يجيد التمثيل وهناك من يدعى أنه ابن باشوات وهناك وهناك والعالم كله ملئ بتلك الصور التى أجدها طبيعية فى هذا العالم الكروى السحرى..الشهرة قد تدفع البعض للجنون والخروج عن المألوف ..ونفس الشهرة تجعل من هذا النجم الشاب المستهتر نجما آخر منضبطا وملتزما وكأنه اتولد من جديد!! وقد التقيت فى مشوارى بالمئات من النجوم الكبار فى مختلف الأندية وارتبطت مع معظمهم بصداقات واختلفنا كثيرا وزعلنا وغضبنا بل وصل الحد إلى مرحلة القطيعة ولكن دائما يبقى الود.. فى تلك الرحلة الطويلة على مدي 30 سنة كان من الطبيعى أن أرجع بالذاكرة لتنشيط الذهن خوفا من الزهايمر وكذلك لكشف حساب مع نفسى لأقدمه لنفسى..ولن أكون مبالغا لو قلت إن هناك نجما فرض نفسه بقوة فى تلك الرحلة وهو مارادونا النيل أو طاهر أبو زيد الذي ارتبطت معه بصداقة قوية بعيدا عن أى مصالح بالنسبة لى وله فهو لم يكن يوما لى بمثابة المصدر الذي يعطينى أخبار زملائه او أخبار الجهاز الفنى طمعا فى نشر أخبار عنه أو صور كما يفعل او فعل بعض زملائه فى تلك الفترة..يعنى على طريقة نفعنى وانفعك وهذا المبدأ معمول به حتى يومنا هذا!! طاهر كان نجما صاحب مواقف بكل ما تحويه الكلمة من معنى..خلوق ملتزم موهوب..لايخشى فى الحق لومة لائم..بالعربى صاحب موقف ومبدأ غير كذوب او رغاى او يلعب على كل الحبال ..بل على العكس دفع بسبب مواقفه الثابتة التى لاتتغيراو تتجزأ الكثير والكثير..اذكر عندما استغنى الأهلى عن أبو زيد تلقى عدة عروض من أندية منافسة على رأسها الزمالك ولكنه رفض بقوة أن يتخلى عن انتمائه للأهلى وظل متواجدا دخل انتخابات مجلس الادارة ضد جبهة المايسترو الراحل صالح سليم وجميعا يعلم مدي قوتها وتأثيرها على جماهير وأعضاء الأهلى حتى يومنا هذا ولكن طاهر وقف ضد الجبهة بكل شموخ وتحدٍ.. ونجح من خارج القائمة وكان التحدى الأكبر لأن المايسترو والذي كان يحب طاهر رغم اختلافه معه اضطر لركنه على دكة الاحتياطى داخل المجلس وعلى مدي أربع سنوات عاشها طاهر كعضو مجلس إدارة يعلم جميع المقربين من المايسترو أنه كان معجبا بآراء وجدية طاهر فى إثارة أى موضوعات..ولكنه سقط من حساباته لأنه لم يكن فى قائمته وعلى خلاف معه بل ومع كل أعضاء القائمة!! اذكر أن أعضاء المجلس خلال بعض الفترات كانوا يريدون توجيه خطاب شكر للكابتن طارق سليم عضوا اللجنة الكروية ..والتزم المايسترو الصمت ..والوحيد الذي اعترض كان طاهر أبوزيد مؤكدا أن طارق سليم خبيرا من أفضل الخبراء ولابد من تواجده الدائم فى اللجنة الكروية ..وبسبب موقف طاهر تراجع البعض عن التمسك بتغيير أعضاء اللجنة ..قد لايعرف البعض أن أبو زيد رغم خلافه الشديد مع المايسترو..قام بزيارته للاطمئنان علية قبيل وفاته وتحدث معه لفترة طويلة وكان اللقاء الأخير بين المايسترو ومارادونا النيل!! اختلفت مع طاهر لسنوات لأنه لم يحاول إيضاح موقفة أو وجهة نظره فيما كان يقال عنه من بعض أعضاء المجلس من إثارة المشاكل والاعتراض على أى قرارات لمجرد الاعتراض ومع ذلك لم يصدر منه أو عنه أى إساءة لى من قريب أو بعيد..بل لن أنسى منذ أكثر من 12 سنه وخلال تواجدى فى بيروت لحضور قرعة البطولة العربية وكانت العلاقات مع طاهر مقطوعة تماما عندما التقينا فى الفندق أخدنا بعض بالأحضان والعتاب وكل واحد منا متمسك بوجهة نظره!! أعتقد أن هذا النجم محترم بكل ما تعنيه كلمة الاحترام من معان!! [email protected]