لو انها المرة الأولي أو تكون الأخيرة أو حادثا نادر الوقوع لقلنا القضاء والقدر. أين تصريحاتنا العنترية بعد كل حادث علي الطريق بأنه آخر الأحزان وسوف نضع "كوابع" تضمن تحديد سرعة السيارات وحديث عن التدريب والاصلاح والتهذيب.. ثم لا شيء. يقولون لا تبالغوا في النشر لأن الحق دائما علي الصحافة ولكن ماذا يفعلون مع وسائل الإعلام الأجنبية وقد قتل وجرح وأصاب الرعب عددا من أبنائهم بينما هم في سياحة وترفيه. ماذا سيروي العائدون من رحلتهم لأهلهم وأصدقائهم هل يذكرون جمال مصر أم كابوس الموت؟ الحوادث علي رءوس العباد ولكن تكرارها يعني إهمالا واستهتارا. ولن يفيد مجاملة وزارة السياحة بنشر أخبار حوادث السيارات والقطارات والطائرات في باقي بلاد الدنيا وكأننا نقول كلنا في الهم سوا.. انها طلقات طائشة خائبة موجهة إلي القراء المحليين ولن تجدي في رفع أصابع الاتهام عنا. الحادث الأخير رهيب مثل غيره فإنني أتصور نفسي في رحلة سياحية ممتعة فيفاجئني الموت وأري نفسي وسط ظلام وأشلاء جاري فقد ساقه أو زوجتي التي كانت تصحبني ابتعدت عني الي الأبد.. وتلك جزء من روايات من نجا من كابوس حادث أوتوبيس علي طريق الغردقة يغطي الدم وجوههم الحزينة. ينتمي ضحايا رحلات اليوم الواحد لجنسيات مختلفة كانوا قد سعدوا برؤية أهرامات الجيزة وباقي آثار القاهرة الخالدة عائدين الي مدينة الغردقة وربما منها الي بلادهم سالمين أو هكذا تمنوا. من ألمانيا وتركيا وروسيا وجورجيا والدانمارك يعودون اليوم أو غدا مع حكايات الموت. مازال أربعة قتلي مجهولي الجنسية حتي تستيقظ شركات السياحة المصرية التابعين لها وتتعرف عليهم. أما المصريون الستة فلا يهم إذ أصبح تقليدا في تلك المناطق عندما يقع حادث يتم الابلاغ عنه حتي يكون أول سؤال "هل بينهم أجانب؟" و"من أي جنسيات؟".. هكذا يتقرر مدي الاهتمام والاسراع بالنجدة. يقول أحد الناجين: فجأة انقلب الأوتوبيس أكثر من مرة وكان صوت تهشم زجاج السيارة عند انقلابها مرعبا للغاية جعل كل الركاب يصرخون.. وجدنا أنفسنا في ظلام حالك. ويقول آخر انه فقد زوجته أثناء حديثه معها وكانا يجلسان متلاصقين عندما انقلب الأوتوبيس.. أصبحت جثة هامدة. لا يجدي أن يقال بأن اثنين من السياح الروس كانا يجلسان في المقاعد الأمامية وقد أفرطا في الشراب وتشاجرا واندفع أحدهما تجاه السائق فاختلت عجلة القيادة. ليست أول مرة ولن تكون الأخيرة طالما نعالج الأمور بالتصريحات والتبريرات! [email protected]