دخول مصرنا.. إلي عصر المنصات.. يعني الكثير من الحكايات.. فهي خطوة مهمة جدا.. لحفظ كنوزنا الفنية بأنواعها سينما - دراما تليفزيونية - أفلام وثائقية.. وتعني أيضا ان المتفرج يستطيع أن يشاهد وقت ما يحب وبالطريقة التي يحب والعمل الذي يريد. الأهم اننا دخلنا في منافسة مع منصات عالمية أهمها "نت فيلكس" وهي أكبر شركة ولها جمهورها العريض في 190 دولة وكانت قد بدأت نشاطها عام 1998 بعد تأسيسها بعام واحد واقتصر عملها في البداية علي بيع الاسطوانات ولما زادت سرعة الإنترنت تحولت الشركة التي أسسها "ريدها ستنجر" إلي تقديم الأفلام والمسلسلات عبر منصتها ثم دخلت مجال الإنتاج بمسلسل "بيت من ورق" بل انها وصلت إلي السوق العربية وبدأت في إنتاج عربي واختارت قصة لكاتب الخيال العلمي أحمد خالد توفيق بعنوان "ما وراء الطبيعة" وقد بلغ عدد المشتركين فيها 137 مليونا حول العالم منهم 58 مليونا داخل أمريكا وحدها. والمنصة هي تطبيق يتيح للمشارك مشاهدة الفيلم أو المسلسل الذي يريده وهناك من تقدم العمل مصحوبا باعلان يسبقه أو بدون اعلان نهائيا. وإذا كانت "شاهد" هي منصة عربية اطلقتها "MBC" مجانا لإعادة عرض أعمال القناة فإن "واتش ات" المصرية.. استفادت كما هو واضح من كل الخطوات السابقة.. واختصرت العديد من المراحل.. وهو ما يحسب لاعلام المصريين رغم بعض التحفظات علي نوعيات الإنتاج الدرامي لكن المنصة هذه سوف ترفع سقف الإنتاج المتنوع وتفتح الباب أمام الإنتاج الجديد طوال السنة وليس في رمضان فقط.. الأمر الذي يشعل المنافسة ويرفع المستوي ويفتح الأبواب أمام أجيال جديدة من المبدعين في كافة المحاور وهو ما قد يعود أيضا بكبار المؤلفين إلي الساحة الدرامية. احنا وديزني من الملفت للأنظار ان اطلاق منصة "وتش ات" المصرية سبق ديزني لاند التي تنوي اطلاق منصتها نهاية العام الحالي في سباق عنوان عصر المنصات الأمر الذي يعني نهاية يوتيوب المجانية.. ونهاية التليفزيون لأن المنصة المصرية أخذت حقوق مباريات الدوري علي الهواء وربما تحصل مستقبلا علي حقوق أنشطة فنية ورياضية أخري. وللعلم "نت فيلكس" حققت أرباحا بلغت 11.6 مليار دولار في عام 2017.. بعدد موظفين 5 آلاف و400 موظف وبلغ إجمالي أصولها 19 مليار دولار.. وتحصل ديزني علي أرباح تعادل 300 مليون دولار مقابل عرض انتاجها علي ال "نت فيلكس". أهم المنصات وعلي المستوي العالمي هناك عدة منصات كل واحدة منها لها مزاياها وعيوبها فيها مثلا اتش بي أو ناو "HBO NOW" واشتراكها الشهري 15 دولار وتعطي فترة شهر مجانا للمشترك لكن أغلب محتوياتها للكبار. بينما منصة ايه أم زون "AMZON" تقدم خدماتها علي مستوي دول محدودة في العالم وهي أيضا تمنح فترة شهر مجانا.. واشتراكها ب 9 دولارات أمريكي أو ما يعادلها. وتقتصر منصة "هولو" علي أمريكا واليابان فقط واشتراكها الشهري 8 دولارات إذا تم عرض اعلان أو 12 دولارا بدون اعلان. وعلي المستوي المصري تم الاعلان مؤخرا عن منصة "فيو كونكشن" والتي لم تحدد موعدا لاطلاقها لكنها سوف تقتصر في بدايتها علي الأفلام الوثائقية وربما تندمج مع "وتش ات" وتأتي قوة المنصة من امتلاكها لحقوق أكبر عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية واعلام المصريين يمتلك نواة لا بأس بها إلي جانب استثماره لتراث ماسبيرو العظيم وهي ثروة لا تقدر بثمن.. ولها جمهورها علي امتداد العالمي العربي والإسلامي وعلي ذكر العالم الإسلامي من الضرورة مع اطلاق هذه المنصة إعادة المسلسل الديني والتاريخي بمستوي إنتاجي رفيع.. وهو ما نأمله بإذن الله. اطلاق "وتش" المصرية حدث مهم جدا.. وإضافة للاعلام وخطوة علي طريق المستقبل من دولة رائدة في المنطقة تمتلك القوي البشرية والإنتاجية والفنية بما يجعلنا نقول بكل ثقة ان دخولنا عصر المنصات.. حكاية بدأت بلا نهايات.. وانها فاتحة خير وعلينا أن نتكاتف جميعا لانجاحها وظهورها بأعلي مستوي وبما يليق بمصر الكبري التي تنطلق نحو مصاف الدول التي تتصدر المشهد العالمي اقتصاديا وحضاريا والفن يسبق السياسة.. لأنه اللغة التي تعرفها الجماهير وتشكل وعيها بما يحول المواطن إلي قوة فاعلة ونشطة في كافة الميادين.