فرضت سيناريوهات مستقبل الخروج من الاتحاد الاوروبي "بريكست" نفسها عقب استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. التي تراجعت عن عرض الاتفاق الذي توصلت إليه مع بروكسل للانسحاب من الاتحاد الأوروبي مجددا علي النواب. لن يُعرف اسم خليفة تيريزا ماي قبل عدة أسابيع. ومن المرجح أن يرغب أو ترغب خليفتها في التفاوض من جديد مع الاتحاد الأوروبي حول شروط الخروج. لأن تيريزا ماي أخفقت في ضمان المصادقة علي خطتها. وذلك رغم أن بروكسل أكدت أن الاتفاق الوحيد الممكن هو الذي توصلت إليه مع رئيسة الوزراء المستقيلة. هنا يمكن للمملكة المتحدة أن تطلب من الاتحاد الأوروبي تأجيلا جديدا. لا سيما أن النواب البريطانيين وكذلك النواب الأوروبيون لا يرغبون في خروج بلا اتفاق. كانت المملكة المتحدة حصلت علي تأجيل للخروج من الاتحاد الأوروبي حتي 31 اكتوبر. بينما كان محددا تنفيذ بريكست في 29 مارس الماضي. ومن المتوقع أن تبحث قمة أوروبية في نهاية يونيو مسألة بريكست. هذا السيناريو الذي تخشاه الأوساط الاقتصادية سيعني خروجا من الاتحاد الأوروبي يفتقر إلي مرحلة انتقالية. علي أن تخضع في هذه الحال العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي إلي قواعد منظمة التجارة العالمية نظرا لخروج لندن من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي. ويمكن أن يميل خليفة تيريزا ماي الذي سيكون مؤيدا لبريكست بلا أدني شك نحو بريكست متشدد بشكل يسمح للمملكة المتحدة بعقد اتفاقات تجارية خاصة بها. وكثف الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في الأشهر الأخيرة التحضيرات لاحتمال التوصل إلي مرحلة "لا اتفاق". لا سيما إذا حل مكان تيريزا ماي علي رأس حزب المحافظين. وبالتالي رئاسة الحكومة. أكثر المؤيدين لبريكست وزير الخارجية السابق بوريس جونسون. نظريا. يمكن لسيناريو كهذا أن يتحقق في حال إجراء استفتاء جديد تكون نتائجه معاكسة للاستفتاء الأول. وكانت تيريزا ماي تطرقت إلي هذا الاحتمال في آخر صيغة لخطتها الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي بهدف جذب المؤيدين لأوروبا. غير أن ذلك أدي إلي إثارة غضب المشككين بأوروبا ضمن حزبها وسرع سقوطها. وسبق للنواب أن رفضوا هذا الخيار خلال سلسلة عمليات تصويت في البرلمان في منتصف مارس الماضي. مما يجعل احتمال حدوثه ضعيفا جدا. ووسط هذه الضبابية يستعد المرشحون لخلافة تيريزا ماي. لإطلاق حملاتهم. ما يخلف مزيدا من الغموض علي عملية البريكست. مما أثار احتمالات بأن أي زعيم جديد قد يسعي لانفصال عن الاتحاد الأوروبي يثير المزيد من الانقسام وهو ما قد يؤدي لمواجهة مع التكتل أو انتخابات برلمانية محتملة. يؤكد جميع المرشحين لمنصب ماي أنهم يستطيعون النجاح أينما فشلت هي علي الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أعلن أنه لن يعيد التفاوض بشأن الاتفاق المبرم مع ماي. ومن المنتظر أن تسيطر هذه القضية علي السباق الذي يبدأ بعد يوم الاثنين 10 يونيو المقبل عندما يبدأ أعضاء مجلس العموم من حزب المحافظين في فرز المرشحين وتصفيتهم قبل أن يختار أعضاء الحزب الفائز من مرشحين اثنين نهائيين. يقول جون مكدونيل المتحدث باسم الشئون المالية لحزب العمال انه من شبه المؤكد علي ما يبدو أننا سنواجه زعيما محافظا متشددا فيما يتعلق بالانفصال البريطاني مستعد لأخذ البلاد إلي الحافة دون اتفاق بغض النظر عن الضرر الذي سيلحق بالوظائف أو بسبل العيش. في ضوء هذا الوضع اعرب مكدونيل عن اعتقاده أنه قد تكون هناك أغلبية في مجلس العموم مستعدة لتطبيق نوع من التصويت الشعبي قد يشمل انتخابات عامة. تشير مكاتب الرهانات إلي أن بوريس جونسون وزير الخارجية السابق هو الأكثر حظوظا. يليه دومينيك راب وزير "بريكست" السابق. وكلاهما لا يعارض احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق. لكن أيا كان الشخص الذي سيخلف ماي. فإنه سيواجه مثلها الغالبية نفسها في البرلمان. واتحادا أوروبيا لا يعتزم تغيير عرض الخروج الذي رفضه النواب البريطانيون ثلاث مرات. إضافة إلي مؤيدين ومعارضين ل"بريكست" لن يقدموا تنازلات.