البعض منا لا يعلم أهمية وضرورة بل وحتمية وأسباب إنشاء الأنفاق بكافة أنواعها وأشكالها وأطوالها لكي تحقق أهدافاً وأغراضاً لابد من تحقيقها رغم التكلفة الكبيرة ولن أبالغ إذا قلت الباهظة التي تتكلفها من بداية التفكير وإعداد الرسومات واختبار التربة حتي الانتهاء من إعدادها وتجهيزها للتشغيل ولا تنتهي التكاليف عند هذا الحد.. حيث يدخل النفق في إجراءات صيانة وتأمين وإداريات لا حصر لها حتي يمكن الحفاظ علي هذا المشروع الذي يطلق عليه لفظ "قومي" في حالة جيدة وهو ما سوف يرد تفصيلاً ضمن مقالي.. ومؤخراً وتحديداً يوم 5 مايو قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بافتتاح عدد من المشروعات القومية الكبري في سيناءوالإسماعيلية بهدف تنمية إقليم قناة السويس والذي من ضمنه سيناء الغالية حيث نفذت جميعها بواسطة شركات مدنية مصرية خالصة ولم يكن دور القوات المسلحة في ذلك سوي الإشراف الإداري لتحقيق السرعة المطلوبة في الإنجاز في الوقت المحدد إن لم يكن قبل هذا الوقت.. ولا أحد يستطيع أن ينكر أن بداية التنمية بهذا الإقليم جاء من خلال إطلاق الرئيس السيسي مشروع ازدواج قناة السويس وحفر القناة الجديدة والذي تم إنجازه خلال عام واحد فقط بعد أن لبي الشعب المصري العظيم نداء رئيسه ووقف إلي جانبه واستطاع جمع أكثر من 64 مليار جنيه خلال أسبوع واحد فقط والتي أتبعها مجموعة كبيرة من المشروعات في مجال النقل والطرق لربط سيناء بباقي وطننا الغالي.. وقد تكلفت المشروعات التي افتتحها السيسي وتنتهي خلال العام القادم الأجزاء البسيطة المتبقية منها حوالي 800 مليار جنيه لصالح 5 محافظات يقع عدد 3 محافظة منها غرب القناة وهي بورسعيد والإسماعيليةوالسويس بينما يقع عدد 2 محافظة شرق القناة وهي شمال وجنوب سيناء.. وسوف تحقق تلك المشروعات معدلات نمو عالية بتلك المنطقة مع توفير فرص عمل لأبناء تلك المحافظات. كما أن تلك المشاريع تحتاجها تلك المنطقة بشدة لمواجهة التطرف والإرهاب حيث لن يأتي أحد للاستثمار بمصر لو لم يكن لدينا أمن واستقرار.. كان من أحد الأسباب المهمة والرئيسية التي أوجدت بيئة مناسبة وملائمة لانتشار المنظمات الإرهابية بها وهو الأمر الذي رفضه السيسي شكلاً وموضوعاً وسعي لإيجاد كافة الحلول التي تساعد في تحقيق الأمن والسيطرة عليها من خلال انتشار قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة بها بتنفيذ الخطة الشاملة سيناء 2018 مع الاهتمام البالغ بأرض الفيروز في نفس الوقت من خلال مشروعات التنمية الضرورية وكان من ضمن الافتتاحات التي تعتبر في إطار خطة التنمية الشاملة للدولة ككل الانفاق الأربعة "تحيا مصر" وعدد 2 كوبري عائم علي قناة السويس وسوق حضاري للأسماك ومحطة تنقية المياه وطريق تحيا مصر بطول 4.5 كيلو ومشروعات استزراع سمكي كبري علي مساحة آلاف الأفدنة وكذا نادي الإسماعيلي الاجتماعي ونادي النرجس بمدينة الإسماعيلية الجديدة شرق القناة بسيناء وتبلغ مساحة تلك المدينة 2828 فداناً بمواجهة 11كم بإجمالي 55 ألف وحدة سكنية وهي تتكون من 5 أحياء سكنية وحي متميز ومسجد وكاتدرائية ومجمع محاكم وطبي وشرطي وسنترال ومكتبة عامة ومركز مؤتمرات وإذا تعرضنا لمدي أهمية الانفاق الأربعة فيمكن القول بأنها تعتبر معجزة تم تنفيذها في زمن قياسي وهو ثلاث سنوات ونصف السنة مقارنة بنفق الشهيد أحمد حمدي الذي استغرق إنشاؤه 7 سنوات والنفق الواحد من الانفاق الجديدة يزيد قطره بمقدار الثلث عن النفق المذكور. وكما أن الانفاق الجديدة تعتبر شرايين ضخ التنمية في سيناء وبداية عصر جديد بها شارك في تحقيقه 2500 عامل وبتكلفة 12 مليار جنيه وسوف تساعد في تقليل مدة العبور إلي سيناء أو منها زمن قدره من 15 20 دقيقة بسرعة داخل النفق 60 كيلو متر/ ساعة كما يبلغ طول النفق الواحد 5820 متراً وبعمق 54 متراً تحت قناة السويس.. ومن المؤكد أيضاً أن تلك الأنفاق ستنهي غربة سيناء للأبد وتجعلها جزءاً لا ينفصل عن جسد الوطن. وإذا ربطنا بين سيناء والأنفاق الأربعة التي سبق توضيح مواصفاتها الفنية الرائعة لتأكدنا أن المشروعات القومية الكبري التي نفذتها وتنفذها مصر حالياً يكون لها عدة أهداف مهمة وحيوية سبق ذكرها وأضيف عليها أنها سوف تشجع المصريين علي توطين سيناء والعمل بوظائف في المشروعات الكبري التي تقام فيها حالياً مع إتاحة فرص العمل لأبناء سيناء أنفسهم مع زيادة حركة التجارة بين شرق وغرب القناة وجذب الاستثمارات العربية و الأجنبية.. علماً بأن كل المشروعات التي نفذتها الدولة منذ منتصف 2014 وسوف تنتهي منتصف عام 2020 تتجاوز 8 تريليونات جنيه وهو ما يؤكد اتجاه الدولة لمحاربة الإرهاب بالتنمية أولاً. وفي الختام أقول وبكل تأكيد إن الفرح والسعد قادمان لأننا جميعاً نجتهد خلف رئيس محترم نتشرف به كمصريين أمام العالم أجمع لذا سوف نستمر في الوقوف خلفه مهما كانت التضحيات للنهوض ببلدنا الغالي. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر