قال الخبير الأثري ومدير متحف الآثار بمكتبة الاسكندرية الدكتور حسين عبدالبصير إن حياة العمال والحرفيين أيام المصريين القدماء كانت أكثر يسراً واستقراراً مقارنة بحياة الفلاحين فقد كان العمال يحصلون علي أجورهم بصفة شهرية منتظمة وخاصة عمال المقابر مشيرا إلي أن عمال المقابر بدير المدينة بالبر الغربي بالأقصر أكثر العمال ذكراً في النصوص المصرية القديمة فقد كانت هذه المنطقة مثل خلية النحل التي تعج بالصناع والعمال المختصين بشئون الإعداد للدار الآخرة. أشار عبدالبصير إلي قيام مستعمرة دائمة للعمال الذين يعملون في المقابر ووجود إدارة مسئولة عن هذه المستعمرة تحت اشراف موظف مختص منتدب من الملك وكان عمال المقابر بدير المدينة يحصلون علي أجورهم علي هيئة تعيينات تشمل حبوباً وأسماكاً وخضراً وزيوتاً وأقمشة وتمراً وجعة وغيرها وفي عهد رمسيس الثالث أغدق بإسراف علي كهنة المعابد وخاصة معبد آمون. أشار عبدالبصير إلي أن أول نقابة للعمال في التاريخ جري انشاؤها بمدينة العمال في الأقصر في عهد الملك رمسيس الثالث. وكانت تعد بمثابة "منجم" من المعلومات عن العمل والعمال في مصر القديمة. أوضح عبدالبصير أن العمل والعمال جري التعبير عنهما بكلمتي "كا" و"كات" حيث كان يوصف العامل بالأخ. فالعامل في مصر القديمة أن لكل أفراد المجتمع لافتاً إلي أن المدارس في مصر القديمة كانت تحث الطلاب علي العمل والاجتهاد وأن صور ونقوش المقابر والمعابد تصور الحاكم والفرعون في صورة العامل الاول. حيث كان يقوم الملك بالحفر لشق القنوات المائية وحصد بشائر القمح وتهيئة أرض المعبد قبل الشروع في بنائه ووضع أول طوبة في أساس المعبد.