كان شروق شمس يوم الجمعة الماضي. موعداً مع بداية الشماتة والتشفي. واستعداداً للنقد والتجريح. ومحاولة لتشويه الصورة الوطنية. مع بداية انطلاق الاستفتاء علي التعديلات الدستورية.. كانوا يراهنون علي ما في رءوسهم وما يتمنونه. بأن المصريين سلبيون ولن يخرجوا إلي صناديق الاقتراع. وادعي هؤلاء جهلاً وظلماً وزوراً أنهم يستطيعون التأثير بعدما استخدموا كل ما أوتوا من قوة لمنع الناس من الخروج ببث الروح الإنهزامية وبأن ما يحدث لا يجب أن يتم. فهو علي غير رغباتهم وأهوائهم. واستخدموا كتائبهم المعتادة علي الكذب والتدليس. كانت المفاجأة. أن المصريين في الخارج الذين بدأوا افتتاح العرس الديمقراطي. في سفاراتنا وقنصلياتنا بمختلف دول العالم. توافدوا علي اللجان منذ اللحظات الأولي. رجالاً ونساءً وشباباً وشيباً وحتي الأطفال كان لهم نصيب كبير من المشاركة في الفرحة الكبري. مع ذلك لم يفقد الخونة الأمل. وكانوا ينتظرون صباح السبت الماضي. ليشمتوا. متوهمين أن اللجان في الداخل ستكون فارغة. وخالية من المواطنين كانوا ينتظرون الحصول علي "صورة" ولو ملفقة ليستخدموها في بث احقادهم. وايضا ليجدوا مبرراً مسبقاً للتشكيك في النتائج كما اعتادوا كل مرة. كانت الصاعقة في انتظارهم. واجههم المصريون بالرد العملي. طوابير أمام اللجان. حتي لو كان الاقتراع يتم علي مدي ثلاثة أيام ليتمكن الجميع من الإدلاء بأصواتهم. لكنهم خرجوا من اللحظات الأولي. اطلقت الاغاني الوطنية والطبول. في عرس حقيقي. وإنني شخصياً كنت أتوقع أن يكون الإقبال كبيراً. لكن ليس بهذه الصورة المبهرة. يبرهن المصريون كل يوم علي أنه لا أحد يستطيع فك رموزهم. ولهم كتالوج وشفرة خاصة غير مكررة علي وجه الأرض فهم يبرهنون للدنيا كلها يوماً بعد يوم. انهم "فراعنة" لا يستطيع أحد الوصول إلي قاماتهم. ويفاجئون العالم بكل جديد وغير متوقع. وعندما يزأرون فلا يستعصي عليهم شيء. قلت كثيراً إن اولئك الخونة المتربصين بالوطن. مازالوا يغوصون في الجهالة والغباء. ويزعمون أنهم قادرون علي توجيه المصريين بالزيف والتزوير. رغم انهم في كل مرة يخسرون الرهان ويعودون خائبين بخفي حنين. وسيظل المصريون يوجهون لهم الصفعة تلو الأخري. لم تعد الحيل الخبيثة تنطلي علي المصريين ولا تخدعهم. وقد ظهر لهم الغث من السمين. ويميزون بين التبر والتراب. ولا يلقون بالا للنباح. فتركوه خلفهم. واتجهوا لبناء وتعمير بلدهم. تعلموا من الماضي وينظرون إلي المستقبل.