لو لم يكن في ثورة 25 يناير ميزة سوي كشف الخونة والعملاء والمأجورين وأعداء الوطن.. لكفي بها ميزة. لكن تلك الثورة كانت كلها مميزات.. فقد "فرملت" وقضت علي عملية توريث مصر.. واقتلعتها من جذورها.. وأقصت الفاسدين ومزوري الانتخابات.. وخلصتنا من تزاوج المال والسلطة.. ثم المكسب الأكبر هو انها فضحت الجماعة الإرهابية التي كانت تتخذ من الدين ستارا لأغراضها تحت شعار الإسلام هو الحل.. بينما عندما وصلت إلي سدة الحكم ظهرت حقيقتها.. وزرعت الإرهاب.. وعاثت في الأرض فسادا.. اغتيالا وتخريبا وحرقا وتدميرا. هذا كله عيب في هؤلاء وليس في الثورة التي كشفتهم.. وان كان ما شهدته البلاد في السنوات الخمس الماضية من سلبيات وقبلها مليونيات ووقفات فئوية.. له تأثيره علي حياة المصريين جميعا.. لكن في النهاية انقشع الضباب.. وتميز الغث من السمين. تلك الشرذمة التي اندحرت وردها الله خائبة.. هي نفسها التي عادت للظهور مرة أخري.. تنفخ في النار لتعيد اشتعالها.. لكن غباءها كشفها لأنها تستخدم نفس الأسلوب القديم.. من تحريض ودعوة للعنف.. واستغلال بعض الأحداث الفردية من نفر من رجال الشرطة ليتخذوا منها مدخلا ومبررا للدعوة للعنف.. ثم اختلاق واقع تعذيب أو اختفاء قسري من نبات افكارهم لاثارة قضايا تحريضية.. لا أصل لها. ولم يكن ظهور البرادعي بتغريداته ووائل غنيم بطريقته المعهودة.. وزبانية الإخوان.. وفلول التنظيم الدولي إلا محاولة يائسة بالدعوة للنزول في ذكري 25 يناير. لم يحسب هؤلاء جميعا حسابا للظروف التي تغيرت.. بداية من اكتشاف الخونة والعملاء.. مرورا بانتخاب الرئيس والبرلمان واقرار الدستور وصولا إلي الاستقرار والانطلاقة الاقتصادية بالمشروعات القومية الكبري وعودة مصر لمكانتها الطبيعية في المنطقة والعالم والحصول علي مقعد غير دائم في مجلس الأمن. ولم يحسب الخونة حسابا لما خدعوا به الناس من شعارات وافكار ودعوات جوفاء حققوا بها مآربهم الخبيثة.. وتركوا البلاد علي حافة الغرق في بحر متلاطم الأمواج وان دعواتهم تلك كان مدفوعة وممولة من الخارج وبملايين الدولارات من أجل تقسيم البلاد. نسي هؤلاء الخونة ان ملايين المصريين خرجوا في ثورة ثانية خاصة عليهم وعلي افكارهم.. واكتظت بهم الميادين والشوارع في 30 يونيه للتخلص منهم ومن توابعهم وارهابهم.. ونسوا ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ونسوا ان المصريين ليسوا أغبياء ولن يستطيع أحد أن يخدعهم مرتين.. فيكفي ان من خدعهم مرة واحدة.. خرجوا عن بكرة أبيهم ليعزلوه هو وجماعته ويمحونهم وان كانوا مازالوا علي قيد الحياة. لهذا كله أقول ان هذه الحقائق التي تكشفت ما يحقق مرة أخري بحجة اعادة ذكري 25 يناير والخروج مرة أخري لا نحسبه شرا بل هو خير.. لأنه يظهر الخونة والعملاء والمأجورين.. يطفون علي السطح كالغثاء والفقاعات لا قيمة لهم ولا وزن ويفضحون انفسهم بأنفسهم. في النهاية ستكون ذكري 25 يناير.. احتفالات شعبية مصرية خالصة بالثورة والتخلص من الإرهابيين والخونة.. وقبل ذلك ستكون احتفالا بعيد الشرطة.. وهو الأصل في هذه المناسبة.