** رحل عن عالمنا الفنان محمود الجندي والذي عرفته طوال عشرين عاماً إنساناً وفناناً أتذكر آخر مكالمة بيننا وكم الحزن والألم الذي كان يتكلم به عن حال الفن وشعوره بعدم التقدير لموهبته وتاريخه قيم كثيرة وأخلاقيات تغيرت اختفي الاحترام حكي لي عن الفنانين الجدد أو نجوم الشباب وما يفعلونه من تأخير وسيطرة وفرض شروطهم علي كل شيء في العمل الفني بداية من ترشيح المشاركين في العمل حتي حضورهم بعد موعد التصوير والكل في انتظارهم حتي يتفضلوا بالحضور. ** شكي لي كيف يكتب اسمه الآن علي تترات الأعمال بشكل غير لائق لدرجة أنه رمضان قبل الماضي كان بطلاً لمسلسل وكتب اسمه بشكل مهين وقتها طلب مني أن أعلن علي لسانه اعتزاله الفن وأنه يفضل أن يجلس في بيته من أن يقضي آخر أيامه وهو يشعر بالإهانة وعدم التقدير فأغلب مخرجي هذه الأيام حقاً لا يعلمون قدر الكبار الذين أعطوا حياتهم للفن. ** الجندي وأمثاله كثيرون فنانون يحملون موهبة صادقة لم يتقاضوا الملايين مثلما يحدث هذه الأيام لكنهم حققوا حباً كبيراً في قلوب جماهيرهم. ** رحل الجندي وهو يتألم من شعوره بعدم التقدير ورغبته في الاعتزال لكنه لم يستطع أن يبتعد وتراجع عن قراره لأن الفن يجري في عروقه وكانت آخر أعماله مشاركته في مسلسل "حكايتي" الذي سيعرض رمضان القادم لتنتهي حكاية الجندي مع الحياة والفن يرحل ولكن لم تنته القصة حكاية فنانين كبار بدلاً من أن يقدروا في آخر حياتهم وتكتب لهم أعمال خصيصاً يعانون عدم التقدير والإهمال. الجندي ليس الوحيد الذي شعر بذلك هناك عظماء بموهبتهم يجلسون في منازلهم بلا عمل لم يتذكرهم أحد هناك مخرجون كبار صنعوا تاريخ السينما والتليفزيون يجلسون في منازلهم بلا عمل قد لا يستطيعون مواجهة ظروف الحياة والمعيشة فهم لم يتقاضوا ملايين ليعيشوا منها لكنهم يعيشون علي ذكري تاريخ صنعوا من خلاله فناً محترماً هؤلاء سوف يموتون في صمت حسرة علي عدم التقدير وهناك مثلهم ممثلون عباقرة أيضا يجلسون بلا عمل. ** الفنان بالخارج حين يكبر وتزداد موهبته نضجاً وقيمة تكتب له أعمال ويقدره ويحترمه الجميع وعندنا يتعاملون معه مثل خيل الحكومة الحياة ليست جيل الشباب فقط. ** وللأسف الكبار يتساقطون بعد أن يقضي عليهم الجحود والنكران وعدم التقدير يوجد بالفن مليون محمود الجندي ظلم الرسالة موجه إلي المؤلفين والمنتجين والمخرجين المسيطرين علي الشاشة بأعمالهم بدلاً من أن نري مئات الوجوه المجهولة التي لا نعرفها ولا تعرف ألف باء تمثيل ولا موهبة كل مؤهلاتهم صداقة المخرج أو المنتج هؤلاء ناس لا تستحق الظهور حتي كومبارس وللأسف يأخذون فرصاً بدلاً من الوجوه التي تتسلل من الأبواب الخلفية وفي النهاية نفاجأ بهم في قضايا الآداب والدعارة . اكتبوا للكبار حسوا بقيمتهم قدروا لهم سنين حياتهم التي صنعوا بها فناً محترماً لا تذلوهم في آخر أيامهم وتجعلوهم فريسة لانتظار مشهد أو اثنين في أعمالكم لأن ما يحدث مع الكبار عيب وحرام وجريمة أن نهدر رموزنا عيب هل الكبير يهان لهذه الدرجة؟! أقسم بالله نجمة كبيرة كانت أفلامها تغلق شارع عماد الدين من الزحام بكت أمامي عدم طلبها في عمل قائلة "هو علشان كبرت مفيش حد يفتكرني أنا أسعدت الجميع بأعمالي هل هذا الجزاء لأنني كبرت". لم أستطع أن أقول لها غير كلمة واحدة أنت صاحبة تاريخ وأعمال من علامات السينما وهم جهلاء مدعون الفن أهانوا الفن وأساءوا له هم إلي زوال بأعمال العنف والبلطجة والاسفاف لكن جيل العظماء سيظل باقاً حتي وان رحلت أجسادهم أعمالهم باقية لكن الأقزام إلي زوال.