لم تتوقف مسيرتها عند النصر علي الأعداء ولكن رفعت رايات البناء والعطاء. مدينة العلماء والأدباء والشعراء وحملت جامعتها ثلاثة أسماء وقع الجميع في حبها. وتسابقوا في الحديث عن أمجادها. وكان من دواعي فخرهم الانتساب إليها.. مدينة العقل والقلب والعلم والأدب. وقلعة الطب ونتمني أن يتحقق علي يديها النصر في معركة لسان العرب. ظهرت نواة جامعة المنصورة سنة 1962. بكلية الطب كفرع لجامعة القاهرة. واستقلت 1972 باسم جامعة شرق الدلتا. وفي العام التالي 1973 جامعة المنصورة. جامعة الكليات العملية والنظرية والمراكز البحثية ذات الشهرة العالمية. واستحقت مدينتها لقب عاصمة مصر الطبية. ولعلها تضيف مركزاً جديداً للدراسات الأدبية والاجتماعية يحمل اسم موسوعة الدقهلية يسجل أوجه الحياة علي أرضها وعاصمتها وإعلامها ومعالمها. وثرواتها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها وعاداتها وتقاليدها وتراثها. تتقدم جامعة المنصورة عاماً بعد عام بخطي واثقة إلي الأمام. ويتحرك اسمها إلي أعلي في القوائم المحلية والإقليمية والدولية. يوافق العام الحالي 2019 ذكري مرور 769 عاماً علي معركة المنصورة "8 فبراير 1250" تأسست القاهرة قبلها ب 250 عاماً "969" والمسافة بينهما 120كم. حملت المنصورة العديد من الألقاب منها : عروس الدلتا. مدينة الفن والأدب. عاصمة الطب. مدينة الجمال وغيرها. ساهم في تميزها. موقعها الفريد علي فرع النيل وامتداد الخضرة من حولها. وفي أرجائها ونقاء هوائها وسماحة أهلها. ولا يزال اسمها القديم يتردد حتي الآن. "جزيرة الورد" يحمله واحد من أشهر أنديتها الرياضية والاجتماعية. ولا بأس أن نستعير مصطلح "عبقرية المكان" من العلامة الجغرافي د. جمال حمدان عند الحديث عن محافظة الدقهلية وعاصمتها وثرواتها المكانية والزمانية والبشرية والطبيعية يحدها البحر المتوسط من الشمال. ومحافظة القليوبية من الجنوب. والشرقية من الشرق. والغربية من الغرب ودمياط من الشمال الشرقي. وكفرالشيخ من الشمال "الغربي" إقليم جغرافي متنوع. جمع بين البحر والنهر والريف والحضر والزراعة والصناعة والصيد والتجارة. كان مؤسس المنصورة الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي من أهل العلم والأدب والشعر. سمع الحديث الشريف ورواه وجالس العلماء والأدباء وأسس المدرسة الكاملية لعلوم الحديث بالقاهرة سنة 1227 "بين القصرين شارع المعز" وتحمل اسمه مدرسة ثانوية وأخري ابتدائية بالمنصورة تحتفل المنصورة 8 فبراير كل عام بعيدها القومي "ذكري معركة المنصورة" كان الاحتفال من قبل في 7 مايو. وتم تعديله بعد دراسة أعدتها كلية آداب المنصورة "1998" أشارت إلي أن هذا التاريخ يوافق إطلاق سراح لويس التاسع قائد الحملة السابعة من دار ابن لقمان.. وتم تعديل الموعد بقرار من اللواء فخرالدين خالد عبده محافظ الدقهلية الأسبق "1996 1999" وبدأ الاحتفال بالتاريخ الحقيقي من سنة 2000. وبقي أن نضيف إلي أعياد الدقهلية عيداً جديداً في يوم تأسيس عاصمتها "7 نوفمبر 1219". في مهرجان كبير يناسب اسم المنصورة. رسمي وشعبي وأكاديمي يتناول شتي المجالات في مظهر حضاري يتسم بالوقار والاحترام. تأتي جامعة المنصورة تاريخياً بعد القاهرة 1908. والإسكندرية 1942. وعين شمس 1950. وأسيوط 1957 والمنصورة وطنطا 1972. تضم كلية الطب جامعة المنصورة بالإضافة إلي مستشفياتها الجامعية. مجموعة من المراكز المتخصصة. مركز الكلي والمسالك البولية. مركز جراحة الجهاز الهضمي. مستشفي الطوارئ. مستشفي الباطنة التخصصي. مستشفي الأطفال الجامعي. مركز طب وجراحة العيون. مركز علاج الأورام. مركز الحروق وجراحات التجميل. مركز البحوث الطبية والتجريبية. وتستطيع جامعة المنصورة أن تضيف انتصاراً جديداً لمدينتها. وانجازاً كبيراً في مسيرتها بانقاذ اللغة العربية من كبوتها. بعد غربتها علي ألسنة أبنائها. يكتبون حروفها باللغة اللاتينية علي مواقع التواصل الاجتماعي. تتحرك بمزيد من الدراسات والمؤتمرات في أقسام اللغة العربية علي أن تكون البداية الحديث بها داخل الحرم الجامعي. وترك العامية علي أبوابها حتي تعود إلي سابق عزها ومجدها. وتنتصر علي المؤامرات التي تحاك لها منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر. يقول حافظ إبراهيم "شاعر النيل" في قصيدته عن اللغة العربية سنة 1903.. فلا تكلوني للزمان فإنني أخاف عليكم أن تحين وفاتي. ويقول أحمد شوقي "أمير الشعراء" عن لغة الشرف والموسيقي والجمال والعلم والأدب ان الذي ملأ اللغات محاسنا جعل الجمال وسره في الضاد وكل عام ومدينة المنصورة. وجامعتها. وسائر مدن وقري الدقهلية بخير وتقدم وانتصار وازدهار.