ليس تحيزا، ولكن لأننى من المنصورة، هذه المدينة التى تعتبر اسما على مسمى، وبالتحديد من أحد المراكز التابعة لمحافظة الدقهلية والتى تحمل اسم النصر أيضا، هى منية النصر، فى يوم 8 فبراير هو العيد القوم لمحافظة الدقهلية، وفى هذا الإطار نظمت كلية الآداب جامعة المنصورة مهرجانا حمل اسم 800 سنة منصورة، تحت رعاية رئيس الجامعة د.أشرف عبد الباسط، وشمل عددا من الفاعليات وتكريم عدد من أبطال معركة المنصورة الجوية أكتوبر 73، وعدد من أبناء الدقهلية، منهم الإعلامى جمال الشاعر والفنان محمد صبحى. من اللافت للنظر أن ربط الفنان ببلدته الصغيرة التى نشأ وترعرع فيها تمنحه مسئولية كبيرة لخدمة أهالى بلدته وتقديم الكثير من الخدمات لهم، وعلينا يا أهالى المنصورة أن نكون جميعا فخورون بمدينتنا. وهناك قصة لغزو الفرنسيين لمصر واستيلائهم على دمياط واقترابهم من المنصورة لاحتلالها، وقد خلدتها عدة كتب أوروبية، فمنهم من وضعها في كتاب أهم ألف معركة في تاريخ البشرية، ومنهم من وضعها في كتاب أهم مائة معركة، ومنهم من وضعها في كتاب أعجب الحوادث التاريخية. ومنذ 800 سنة كانت المنصورة عبارة عن مجموعة ترع تسير في شارع المحافظة وقناة السويس وجديلة، وكانت المنصورة أشبه بمدينة فينيسيا الإيطالية، فمن ضخامة الترعة وفروعها أسماها الناس البحر الصغير، فلم يكن يستطيع أحد الوصول إلى المنصورة إلا عن طريق المراكب. كانت قوات فرنسا اقتربت من المنصورة قادمة من دمياط وتوقفت عند البحر الصغير في انتظار قوات جديدة قادمة من أوروبا، ولكن خائنا غير معروف أفشى بسر مهم للفرنسيين، وكان أخو لويس التاسع واسمه ارتوا هو قائد القوات الفرنسية ففرح بهذه المعلومة الخطيرة. وفى8 فبراير توقع الفرنسيون أن أهالي المنصورة سيخافون ويرتعبوا ويهربون من المدينة، كما فعل غيرهم، وبالفعل دخل الفرنسيون المنصورة فلم يجدوا فيها أي مخلوق. وفجأة خرج كل أهالي المنصورة بالأطباق والحلل والحجارة من فوق البيوت يلقونها فوق رؤوس الفرنسيين، وما لا يعلمه الكثيرون أن الجنود كانوا إنجليز وفرنسيين وليسوا فرنسيين فقط، ولكن أهالي المنصورة ضربوا مثالا عظيما فى البطولة وقتل ارتوا واصل جملة اشتهرت كثيرا زمان وهي أن "المنصورة عيالها رجالة". وأخيرا تحيا المنصورة وتحيا مصر عزيزة كريمة وسنظل فخورون بالمنصورة وعلينا أن نحافظ على جمال شوارعها وجمال نيلها. [email protected] لمزيد من مقالات د.سامية أبو النصر