انتشرت مؤخرا ظاهرة نشر صور وفيديوهات يظهر فيها المعلمون بشكل وحشي وهم يعتدون علي الطلاب داخل الفصول وفي أفنية المدارس وقيام الوزارة ومديريات التعليم باتخاذ إجراءات شديدة تجاه المدرسين اعتمادا علي تلك المناظر التي تبثها مواقع التواصل الاجتماعي دون النظر إلي الأسباب الحقيقية وراء خروج المدرس عن شعوره لهذه الدرجة وتصميمه علي تأديب تلميذه مستخدما أبشع أساليب الضرب والإهانة. وآخر هذه الحوادث واقعة مدرس الإسكندرية الذي ظهر في فيديو خاص وهو يلاحق الطالب ويضربه ضربا مبرحا ويبصق عليه ولما سألوه عن السبب وراء ذلك قال إنه أكرم له أن يعمل "زبالا" من أن يستمر مدرسا يتعرض للإهانة علي أيدي طلاب يفتقدون أبسط قواعد التربية مؤكدا أن الطالب الذي ظهر وهو يضربه تلفظ بأبشع أنواع الألفاظ في حقه وأمام طلاب الفصل ولم تكن هناك وسيلة لرد الاعتبار إلا تأديبه مهما كانت العواقب. وبعد استبعاد مديرية التربية والتعليم له من التدريس لحين انتهاء التحقيقات أعلن نيته الاستقالة والابتعاد عن المهنة اعتراضا علي فقدان هيبة المعلم. هذه الواقعة بالذات كانت القشة التي قصمت ظهر المعلمين الذين بدأوا يعلنون رفضهم للإهانات المتكررة علي أيدي الطلاب ودعم هذه الانتهاكات باتخاذ إجراءات قانونية ضد المدرس الذي يحاول الحفاظ علي كرامته ويدافع عن نفسه وسط طلاب افتقدوا أصول التربية لدي أسرهم. تسببت الوقائع المتكرة في ظهور ردود فعل كبيرة بين المهتمين لشئون التعليم فمنهم من رفض أسلوب الضرب من أجل تهذيب الطلاب مؤكدا أن هناك وسائل عديدة للعقاب ومنهم من طالب بإجراءات رادعة لإعادة هيبة المعلم وتحقيق الانضباط داخل المدارس!! أكد المعلمون أنه لابد من الحفاظ علي هيبة المعلم داخل الفصل وتحقيق الانضباط وعدم التجاوز في حق المعلم وأن يكون هناك فصل وخصم من الدرجات حتي يكون هناك رادع قوي لباقي الطلاب مشيرين إلي أن الضرب ممنوع وفي نفس الوقت لا يحاسب الطالب ويجازي المعلم ويستبعد في النهاية ويخضع للتحقيقات. أوضح حسام سمير معلم خبير لغة عربية أن المدرس يتعرض لكافة المضايقات علي مدار اليوم الدراسي فالطلاب يتعمدون الهرج والمرج أثناء الحصة لأنهم حصلوا علي ما يتم شرحه في الدروس الخصوصية فتجد ألوانا من الاستفزاز في وجه المدرسين منهم من ينام داخل الحصة وآخر يتحدث بشكل غير لائق وآخر لا ينتبه إلي ما يتم شرحه وإصدار أصوات حيوانات بالحصة وقد يحدث تشابك بين الطالب والمدرس في المرحلة الثانوية. أضاف أن هناك بعض المدرسين الذين ليس لديهم مقدرة علي تحمل هذا الأسلوب من الطلاب فيقومون بتأديبهم علي الفور واللجوء إلي الضرب وهناك من يترك الطالب يفعل ما يشاء وهذا يؤدي إلي فقدان المعلم احترامه وهيبتها. أشار طارق السيد كبير معلمي اللغة الإنجليزية إلي أنه لابد من وجود طريقة لتحقيق الانضباط داخل الفصل فلا يوجد عقاب للطالب يردعه عن الالتزام داخل الحصص وما حدث من طالب الإسكندرية يستحق عليه عقاب وإن كان الضرب خطأ فلابد أن نلتمس العذر للمعلم لأنه تعرض لضغط شديد من الطالب وهو ما جعله يتصرف بهذه الطريقة ولابد أن تكون هناك إجراءات صارمة من الإدارة المدرسية والمديرية في عقاب أي طالب تسول له نفسه النيل من هيبة المعلم وإعطاء المعلم السلطة من أجل تحقيق الانضباط وليس استبعاده. أكد أحمد إبراهيم معلم أننا نأسف لمشاهدة مثل هذه الأحداث وخاصة عندما يضرب معلم طالباً حتي وإن كان علي غير خلق لأن الضرب ممنوع وأن الأجيال القادمة لم تكن مثل ما سبق خجولة ومتواضعة بل إننا نعيش الآن بعصر التكنولوجيا الذي طور العقل البشري وجعله قادرا علي فهم كل شيء ولهذا فإن الطلاب الذين نراهم ليسوا مجرد أطفال أو صغر بالسن بل كبار ومن هنا يجب احترامهم وعدم اللجوء إلي الضرب أو التعنيف لأنه لكل فعل رد فعل. اتفق معه أحمد طارق معلم أن صورة المعلم وهيبته تأتي نتيجة أفعاله وأنه علي الرغم من صغر سنه إلا أنه استطاع أن يكسب طلاب الثانوية العامة إلي صفه علي الرغم أنهم مشاكسون ولكنه أنشئ صداقة معهم وأن وصل الأمر بالنهاية أنهم يسمعون كلامه ويرضخون له. أشار حمادة السيد معلم أنه عندما يتذكر مسرحية "مدرسة المشاغبين" عندما قامت المعلمة بضرب الطالب مرسي قامت بالاعتذار له واستخدمت وسيلة التفاهم مع الطرف الآخر والمحايلة حتي تحولوا من طلاب معدومي الأخلاق والتعليم إلي ناجحين وهكذا يجب أن يكون المعلم. قال مدحت محمد علم إن المعلم يعتبر من أكبر المهن التي تتعرض للخطر لأن الأطفال والشباب لم يعدوا كما كانوا بالماضي حتي أولياء الأمور لم يهتموا بأولادهم كما يجب حتي عند اللجوء إلي الشكوي لهم يعكفون علي ضربهم وكأن الضرب هو الحل وأنه بالطبع ضد العنف ولكنه مع وسيلة لحماية المعلم من الطلاب وأنه أحيانا يتعدي الطالب علي المعلم ولن ننسي بعض الحوادث التي حدثت أودت بحياة البعض. اتفق معه إسماعيل عبدالله معلم أننا في حاجة إلي توفير كافة سبل الأمان بجانب وجود تقييم للطلاب والطالب الذي لا ينجح يجب اتخاذ اللازم معه كالرفض لمدة معينة أو حرمانه من حضور حصص معينة حتي تعود الأخلاق للطلاب لأننا نعاني من عدم سماع الكلام والرد علي المعلم وأحيانا الاستهزاء به بجانب دعم المعلم ماليا فإن الرواتب ضعيفة في حال رفع الرواتب سوف يتجنب المعلم الدروس الخصوصية التي جعلته يسكت أو يتغاضي عن حقه في بعض الأوقات. أشارت نهاد محمد معلم إلي أنه يجب عودة مجلس الآباء مرة أخري حتي يستطيع المعلم أن يتناقش مع ولي الأمر وإيضاح مشكلة الابن حتي يكونوا علي علم بها بجانب أنهم يستطيعون الوقوف مع بعضهم البعض لحلها لأن صورة العنف مرفوضة في كافة أشكالها.