خطف الأهلي فوزاً صعباً وغالياً من فريق الجونة "المحترم" وبعد أن حول الخسارة بهدف لفوز غالي بهدفين ليدخل في صراع المنافسة الرسمي مع الزمالك. حيث احتل الوصافة بفارق 4 نقاط عن الزمالك. وبعدما رفع رصيده إلي 48 نقطة. تقدم الجونة بأقدام محمد ناجي "جدو" في الدقيقة 53. وتعادل النجم كريم نيدفيد في الدقيقة 78. ثم ناصر ماهر. في الدقيقة 87. تجمد رصيد الجونة عند 26 نقطة. لكن استحق الفريق الإشادة علي الأداء الممتع وحنكة مديره الفني حمادة صدقي الذي تفوق علي لاسارتي ولولا مشاركة جيرالدو ونيدفيد لما حقق الأهلي الفوز والدخول في المنافسة الحقيقية علي لقب البطولة. أدار اللقاء جهاد جريشة وكان متميزاً في قراراته رغم طرده لسيد عبدالحفيظ ثم سعد سمير. وألغي هدفاً بداعي التسلل وكان صحيحاً. * كشفت الدقائق الأولي من هذا الشوط مدي احترام الفريقين لبعضهما من خلال الالتزام بالتعليمات الفنية لكل من لاسارتي وحمادة صدقي وإن كانت ظاهرة هجومية للأهلي دفاعية للجونة. لكنها تطورت مع مرور الوقت ووضح اعتماد الأهلي علي الضغط في كل أنحاء الملعب والتمرير الكثير اعتماداً علي مهارات لاعبيه. خاصة رمضان صبحي الذي شارك علي حساب جيرالدو وبوجود علي معلول للمساندة في اليسار وحسين الشحات ومحمد هاني في اليمين. مع مساندة من وسط الملعب لناصر ماهر والسولية وهشام محمد.. بينما اعتمد الجونة علي توزيع المساحات داخل الملعب وتقسيمها لمربعات تكتيكية لشن الهجمات المرتدة. وكادت إحداها أن تحقق الهدف بانفراد أحمد الألفي ولولا يقظة شريف إكرامي الذي أنقذ الكرة بصعوبة. كما اعتمد الفريق علي دباباته البشرية أكا وجاتوش. وتحركات جدو ومكي الذي رفض هدية الألفي العرضية. * أجايي لم يقدم المستوي المعروف. وكان بطيئاً جداً. ولاحت له فرصة وسددها ضعيفة في يد الحارس الغرباوي. رغم السيطرة الأهلاوية إلا أن تحركات الألفي ومعه إسلام عبدالنعيم كانت مزعجة للغاية. خاصة الكرات العرضية التي سببت الإزعاج للمدافعين وانقطاع الاتصالات بين لاعبي الأهلي في الوسط والهجوم. مما أفقد الفريق فرصة تهديد مرمي الجونة. تفوق حمادة صدقي علي منافسه لاسارتي بنجاحه في السيطرة علي وسط الملعب. ومنع الأهلي من الاقتراب أو التصوير من مرمي فريقه. وكأنها منطقة محرمة علي الشياطين الحمر. وبصراحة كانت خطوط الجونة الأفضل في كل مساحات الملعب. .. لم تكن هناك أنياب أو مخالب للأهلي خلال النصف ساعة الأولي لعدم التجانس أو التمرير الدقيق ومعها ضاعت كل المحاولات عند الخطوط الدفاعية الأولي للجونة ولذلك حاول ناصر ماهر اختيار الحلول البديلة بالتسديد لكن دون خطورة. لاسارتي حاول تنشيط طريقة اللعب بنقل حسين الشحات لليسار ورمضان صبحي لليمين لإرباك تحركات لاعبي الجونة. لكن لم يكن هناك جديد. خاصة مع التزام لاعبي الجونة بالضغط من مسافة كبيرة وعدم تقريب لاعبي الأهلي من المنطقة المحرمة. قدم جدو والألفي وإسلام ومكي عرضاً جيداً من حيث التحركات والأداء بالسرعة وسببت مشاكل لمدافعي الأهلي خاصة الأطراف التي فضلت البقاء في مناطقها تفادياً لتصرفات مهاجمي الجونة. مع الدقائق الأخيرة لم يتبدل الحال وظل كما هو دون تعديلات فنية وإن كانت محاولات الجونة التقدم نحو مرمي شريف إكرامي لخطف هدف يربك حسابات الأهلي خاصة أن خطوط الجونة هي من هددت محاولات الأهلي بسبب النظام التكتيكي المحترم الذي أفسد كل محاولات الأهلي وفي كل مساحات الملعب. قدم جهاد جريشة الحكم الدولي عرضاً فنياً راقياً في هذا الشوط. وكانت صافرته دقيقة للغاية وأعطي إنذارين لجوناثان من الجونة وللسولية من الأهلي. قبل النهاية كاد جاتوش أن يسجل في مرماه عندما لحق بكرة معلول العرضية. وحولها برأسه فوق العارضة لتكون النهاية بالتعادل السلبي!! الشوط الثاني تبديل اضطراري للجونة بنزول إسلام رشدي بدلاً من أحمد الألفي. قابله هدوء من لاسارتي بالاعتماد علي نفس المجموعة خاصة أن الهواء يناصره. وبدأت السيطرة الأهلاوية وشن مجموعة من الهجمات بفعل تحركات علي معلول في الجهة اليسري لكن دون الاستفادة من العرضيات. مع الحرص الكامل من لاعبي الجونة والاعتماد علي المرتدات التي حققت الهدف الأول لمحمد ناجي جدو وسط غفلة دفاعية ليرتفع المستوي الفني للقاء. ومع ذلك واصل لاعبو الجونة سيطرتهم ورفضوا الدفاع. لجأ لاسارتي لأول تبديلاته بإشراك كريم نيدفيد بدلاً من هشام محمد لزيادة القدرات الهجومية ومحاولة تعديل النتيجة. أدي مدافعو الجونة بشكل جاد ولم يتركوا هفوة لمهاجمي الأهلي للتقدم. وجاء تقارب خطوطهم ليزيد المعاناة علي لاعبي الأهلي. كما أشرك جيرالدو بدلاً من الشحات. وإن كانت السيطرة من لاعبي الجونة علي الوسط لم تحدث الفارق للأهلي خاصة مغ غياب أجايي تماماً عن المباراة. اعتمد الجونة علي مصيدة التسلل ونجح بالفعل في إيقاف المحاولات الأهلاوية نظراً لانسجام وترابط المدافعين. وضحت العصبية والنرفزة علي لاعبي الأهلي خاصة مع مرور الوقت ونال سعد سمير إنذاراً للخشونة مع أكا وأيضاً إسلام رشدي من الجونة للخشونة محمد هاني ونال سيد عبدالحفيظ هو الآخر كارت أحمر للطرد بعد الاعتراض علي جهاد جريشة. الإنذار الخامس كان من نصيب علي معلول لإيقاف مهاجم الجونة. وهو ما يثبت التوتر بين لاعبي الأهلي. لم يتغير الحال في اللقاء وظلت السيطرة في وسط الملعب لصالح الجونة وشكَّل الأفارقة سداً منيعاً لفريقهم في الدفاع أو الوسط. بينما كان الاختفاء القصري للاعبي الأهلي واختفي الغالبية من اللاعبين عن اللقاء. صدقي دفع بلاعبه بول بدلاً من مكي لزيادة السيطرة. ألغي جهاد جريشة هدفاً بداعي التسلل لجيرالدو وكان قراراً صحيحاً. أشرك لاسارتي مروان محسن بدلاً من رمضان صبحي لزيادة القدرة الهجومية مع ارتفاع نسبي في الأداء وبعد الاقتراب من مرمي الغرباوي. جريشة أعطي إنذارين لمروان محسن وجاتوش بسبب الاحتكاك. خاصة بعد أن وضعت النرفزة بين اللاعبين. صحح كريم نيدفيد الأوضاع السلبية للاعبيه وسدد كرة قوية سكنت شباك الغرباوي ليفرض الأهلي التعادل والعودة للقاء من جديد قبل ربع الساعة من النهاية. أجايي ظل لغزاً غامضاً في المباراة ولم تكن له قدرة هجومية واضحة. وشكل عبئاً علي الأهلي. اعتمد الأهلي علي الكرات الطويلة لاختصار المساحات والوصول لمرمي الجونة من أقصر الطرق. وبالفعل كانت السيطرة وقدَّم جيرالدو أداءً مقنعاً وكاد يفعلها لولا أن كرته مرت بجوار القائم. أجايي رفض إثبات ذاته من انفراد تام أنقذها الغرباوي ببراعة.. لكن ناصر ماهر رفض أن يخرج فريقه خاسراً بالتعادل. واستغل كرة زميله مروان محسن وسدد صاروخاً أرض جو سكن شباك الغرباوي قبل النهاية ب3 دقائق لتشتعل المباراة. ليحصل ناصر ماهر علي الإنذار لخلع الفانلة احتفالاً بالهدف وهو السادس.. وكان السابع من نصيب خالد صبحي للخشونة. قدم جيرالدو عرضاً وثَّق به مكانه كأساسي في صفوف الأهلي بعدما حول اللقاء لحلبة قوية من المهارات والأداء الممتع. جهاد جريشة أعطي الكارت الأحمر لسعد سمير بعد حصوله علي الإنذار الثاني ليشعل الوقت المتبقي من اللقاء إثارة وبعد تحول الجونة للهجوم الشرس.