رئيس مياه القناة: تكثيف أعمال الملس والتطهير لشبكات الصرف الصحي    الفريق أسامة ربيع يبحث مع "هيونداي" سبل التطوير في مجال الخدمات اللوجيستية    بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا    كيف يستفيد الزمالك من فوز الأهلي على مازيمبي؟    عاصفة ترابية شديدة تضرب مدن الأقصر    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    أول تعليق من كلوب على إهدار صلاح ونونيز للفرص السهلة    سون: آرسنال من أفضل أندية العالم    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    الإسكان: تنفيذ 24432 وحدة سكنية بمبادرة سكن لكل المصريين في منطقة غرب المطار بأكتوبر الجديدة    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    وزير الخارجية الصيني يحذر من خطر تفاقم الأزمة الأوكرانية    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رسائل السيسي للعالم من قمة ميونخ:
توحيد الجهود الدولية.. ضرورة لمواجهة الإرهاب
نشر في الجمهورية يوم 17 - 02 - 2019

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تتطلع كعادتها دوما للتعبير عن شواغل الشعوب الأفريقية الشقيقة الرامية لتحقيق الاستقرار والتقدم ودفع عجلة التنمية قدما.
أضاف السيسي - في كلمة له خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن - أمس "إنني أتوجه بالشكر للسفير فولفجانج ايشنجر رئيس مؤتمر ميونخ لدعوتي للمشاركة في هذا المنتدي المهم ليس فقط بصفتي رئيسا لدولة تتفاعل مع محيطها الإقليمي الأفريقي والعربي وتضطلع بدور رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية إنما أيضا لكون مصر تسلمت منذ أيام قليلة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لعام 2019".
أوضح أن المؤتمر ينعقد هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة من بينها استمرار بؤر التوتر والصراع علي الصعيد الدولي وتفشي مخاطر الإرهاب والتطرف. وتصاعد معدلات الجريمة المنظمة وما يشكله ذلك من ضغوط علي مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها بصورة باتت تزيد من تعقد الأوضاع وخطورتها علي مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها.
تابع الرئيس قائلا "لقد ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية إلي جانب تحديات الطبيعة كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها".
وأكد ضرورة العمل علي تعزيز الجهود الدولية لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود علي مواجهتها. لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية وبات تأثيرها يشمل الجميع.
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشكر إلي السفير "إيشنجر". رئيس المؤتمر. علي دعوتي للمشاركة في هذا المنتدي المهم. ليس فقط بصفتي رئيسا لدولة تتفاعل مع محيطها الإقليمي الأفريقي والعربي. وتضطلع بدور رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية. وإنما أيضا لكون مصر تسلمت منذ أيام قليلة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لعام 2019. وتتطلع كعادتها دوما للتعبير عن شواغل الشعوب الأفريقية الشقيقة الرامية لتحقيق الاستقرار والتقدم ودفع عجلة التنمية قدما.
ينعقد المؤتمر هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة. من بينها استمرار بؤر التوتر والصراع علي الصعيد الدولي. وتفشي مخاطر الإرهاب والتطرف. وتصاعد معدلات الجريمة المنظمة. وما يشكله ذلك من ضغوط علي مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها. بصورة باتت تزيد من تعقيد الأوضاع وخطورتها علي مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها. وقد ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية. إلي جانب تحديات الطبيعة. كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها. وهو ما يتطلب العمل علي تعزيز الجهود الدولية. لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود علي مواجهتها. لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية. وبات تأثيرها يشمل الجميع.
تلك التحديات تظهر بوضوح في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية علي حد سواء. فنحن نشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية وصدامات عرقية ومذهبية وهجمات إرهابية. فضلا عن مشكلات الفقر والبطالة وضعف الإنتاجية وتردي مستوي الخدمات المختلفة. وما يرتبط بها من أزمات اقتصادية وعدم استقرار للأسواق المالية ومشروطيات التدفقات الرأسمالية. وتفاقم ظاهرة الديون. وكلها مشكلات تتطلب تعاونا دوليا صادقا لحلها. يقوم علي مراجعة وتقييم نماذج التعاون التقليدية. بما يسهم في إنهاء النزاعات والنهوض بعدد من المجالات ذات الأولوية. مثل ترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل. وتمكين المرأة التي تعد نصف المجتمع. بالإضافة إلي الارتقاء بمستوي التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والزراعة والتنمية الريفية وخلق الوظائف وزيادة الاستثمارات والتجارة وتعزيز الاندماج والتكامل الإقليمي.
في ظل تلك التحديات تتمحور أولويات الاتحاد الأفريقي لعام 2019 حول دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي علي مستوي القارة. عبر التركيز علي زياردة الاستثمارات في مجال البنية التحتية. وتسهيل حركة التجارة البينية من خلال الإسراع بإدخال اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ. فضلا عن الاستمرار في وضع برامج وخطط التنمية المستدامة في إطار أجندة أفريقيا 2063 موضع التخطيط والتنفيذ المتدرج والفعال. وبناء القدرات الوطنية والإقليمية علي ذلك الصعيد.
ولعله من المهم في هذا الإطار أن أشير إلي أن إحدي أولويات دول الاتحاد الأفريقي. ونحن علي أعتاب عام "إسكات المدافع" بالقارة في 2020. هو ملف إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد النزاعات. بما يتيح تحقيق الاستقرار في مختلف ربوع القارة. من خلال بناء وتمكين مؤسسات الدولة الوطنية من الاضطلاع بمهامها. واتصالا بذلك. تعمل مصر مع مفوضية الاتحاد الأفريقي علي تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية والذي تستضيفه القاهرة. ونتطلع لأن يكون أداة إقليمية فعالة في مساعدة الدول التي خرجت مؤخرا من النزاعات المسلحة. علي تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لمسار إعادة الإعمار. ومن هذا المنطلق. ترحب مصر بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لإرساء منظومة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال تدعيم سبل التعاون الذي يقوم علي تعبئة الموارد كافة والاستفادة من الخبرات الممتدة أفريقيا ودوليا. فالاستثمار في القارة الأفريقية يمثل استثمارا لمستقبلنا جميعا. فعدد سكانها يزيد علي المليار نسمة. ولديها من الموارد والإمكانات والثروات التي إذا حسُن استخدامها وتوظيفها. ستجعل من أفريقيا قاطرة النمو الاقتصادي العالمي خلال العقود المقبلة.
لا شك أن الإرهاب بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلي زعزعة استقرار المجتمعات. وهو ما يستلزم من الجميع بذل جهود حثيثة وصادقة. لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية. بما في ذلك تضييق الخناق علي الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب. أو الدول التي تري في غض الطرف عنه. بل وفي حالات فجة تقوم بدعمه. وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية.
وجدير بنا في هذا السياق التأكيد أن عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية. يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. فتلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا. إرثا ثقيلا علي ضمائرنا منذ بدايات القرن العشرين. ولابد من تضافر حقيقي لجهود المجتمع الدولي. لوضع حد طال انتظاره لهذا الصراع. وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها. وإعمالا لمبدأ حل الدولتين. وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم علي حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والتخفيف من معاناتهم اليومية. لأن ذلك سيشكل نواة الانطلاقة الفعلية للتوصل إلي حلول ناجحة للصراعات الأخري.
إن من أهم القضايا الملحة كذلك علي الساحة الأفريقية هي قضية الأمن في ليبيا. وهي قضية تتطلب منا جميعا تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي. والعمل علي دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية. وقد حرصت مصر علي تقديم العون للأشقاء في ليبيا لمساعدتهم علي استعادة عافيتهم. وتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء عملية سياسية مستدامة. بما ينعكس إيجابا علي الشعب الليبي والوضع الإقليمي في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الأفريقي.
ولا يفوتني في هذا السياق أن أتحدث عن قضية الهجرة واللاجئين. وما تتطلبه من معالجة تتسم بالشمول والابتكار. تأخذ في اعتبارها جذور الأزمات المسببة لها. وتسعي لتخفيف المعاناة الإنسانية المصاحبة لتلك القضية. خاصة وأن العبء الأكبر لعواقب النزوح واللجوء يقع علي عاتق دول الجوار. التي تستقبل الجانب الأكبر من المهاجرين والنازحين في أفريقيا. وانطلاقا من إدراك دول القارة الأفريقية لأهمية التعامل الفعال مع هذه الظاهرة. فقد انخرطت هذه الدول في عمليتي فاليتا والخرطوم. وشارك بعضها في وضع العهد الدولي للهجرة. كإطار منظم يتيح التعاون والعمل المشترك من أجل إيجاد حلول بناءة لهذا التحدي.
كما ساهمت أيضا الجهود والمبادرات الوطنية في العديد من الدول الأفريقية في تعزيز التعامل مع تلك الظاهرة. ومن بينها الجهود التي بذلتها مصر حيث نجحت في وقف أي محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016. كما دخلت في آليات حوار ثنائية مع عدد من الدول الأوروبية. لتأسيس تعاون ثنائي للتعامل مع تلك الظاهرة. ليس فقط من حيث تداعياتها. بل وبحث سبل التغلب عليها وعلي أسبابها. فضلا عن استضافتها للملايين من اللاجئين يعيشون باندماج كامل في المجتمع المصري. دون أي دعم خارجي ملموس. مع الحرص الكامل علي عدم المتاجرة بهذه القضية التي تتعلق بجوانب إنسانية في المقام الأول.
إن إيمان مصر بأهمية الحوار الدولي اتصالا بقضايا الأمن والسلم. كان دافعا لنا لتدشين منتدي أسوان للأمن والتنمية المستدامة. والذي تعقد دورته الأولي نهاية 2019. ليكون منصة دولية لبحث سبل تعزيز الترابط بين السلام والتنمية. وبلورة تصورات مفاهيمية وأطروحات عملية. لبرامج تنموية انتقالية لتعزيز ثقافة السلام. ودفع جهود إعادة البناء والإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات.
وختاما. نستطيع تأكيد أن محور الأمن والسياسات الذي نهدف إلي تحقيقه بمفهومه الشامل. سياسيا واقتصاديا وثقافيا. سيظل هو الأرضية المشتركة التي يتعين علينا جميعا التركيز عليها والتعاون بشأنها خلال السنوات المقبلة.
السيسي وميركل بحثا عدداً من القضايا الهامة
المستشارة الألمانية: مصر.. ركيزة استقرار المنطقة
التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل. علي هامش مشاركتهما في أعمال الدورة ال 55 لمؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية. حيث طرحا عددا من القضايا الهامة.
قال السفير بسام راضي. المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إن المستشارة الألمانية رحبت بزيارة الرئيس لألمانيا. مؤكدة حرص بلادها علي تعزيز علاقاتها بمصر في مختلف المجالات. وما تمثله مصر من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن في الشرق الأوسط وأفريقيا. ولمنطقة المتوسط.
أعرب الرئيس عن تقديره للقاء المستشارة الألمانية. مؤكدا الحرص علي تعزيز علاقات التعاون بين البلدين. وكذا تطلعنا لأن تشهد الفترة القادمة مزيدا من التفاعل خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وعضوية ألمانيا الحالية في مجلس الأمن. مؤكدا أهمية البناء علي نتائج زيارة وزير الاقتصاد والطاقة الألماني للقاهرة مؤخرا علي رأس وفد من رؤساء وممثلي كبري الشركات الألمانية.
أضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراضا لعدد من الموضوعات الثنائية والتطور المطرد الذي تشهده العلاقات بين البلدين وبصفة خاصة الملف الاقتصادي. مشيرا إلي ما نلمسه من تعاون ونشاط خلال الفترة الأخيرة لكبري الشركات الألمانية المشهود لها بالكفاءة والخبرة الكبيرة مثل شركة مرسيدس التي قررت استئناف نشاطها في مصر. وهو ما يعكس تنافسية السوق المصرية. معربا سيادته عن التطلع لجذب مزيد من الشركات الألمانية الكبري للاستثمار في السوق المصرية.
تطرق اللقاء إلي عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. في مقدمتها الأزمة في ليبيا وسوريا. وكذلك رؤية مصر بشأن سبل تعزيز العمل الأفريقي المشترك في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي. حيث استعرض الرئيس أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد. خاصة فيما يتعلق بتعزيز اندماج القارة اقتصاديا وتجاريا في إطار الاتفاقية التجارية الحرة القارية. وكذلك صياغة مشروع قاري للبنية الأساسية في أفريقيا. منوها إلي أنه يمكن لألمانيا أن تقوم بدور فاعل في هذا الإطار. من خلال التعاون مع الشركات الألمانية. وإطلاق مشروعات للتعاون الثلاثي بين مصر وألمانيا بالقارة الأفريقية. فضلا عن أهمية تعزيز السلم والأمن في أفريقيا وتسوية النزاعات في إطار مبادرة إسكات البنادق بحلول عام 2020.
السيسي يستقبل رئيس وزراء بافاريا
المتحدث الرسمي : زيادة الاستثمارات الألمانية لمصر
ميونخ : محسن الميري
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بمقر إقامته بميونيخ ماركوس سودير رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس أعرب عن تقديره لحسن الاستقبال من قبل حكومة بافاريا خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن وعن تميز العلاقات المصرية الألمانية التي تعد إحدي أهم الشراكات المصرية في أوروبا.
أضاف أن العلاقات تتميز بتعدد وتنوع مسارات التعاون في شتي المجالات فضلاً عن وجود إرادة سياسية من الجانبين للارتقاء بها إلي آفاق أرحب بما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين.
أوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس استعرض خلال اللقاء النجاحات التي تحققت في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري والمشروعات التنموية الكبري الجاري تنفيذها خاصة محور تنمية قناة السويس وما يتيحه ذلك من فرص استثمارية أمام شركات ولاية بافاريا لتدشين مشروعات لتغطية السوق المحلي والتصدير إلي أسواق المنطقة العربية والقارة الأفريقية التي ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارة حرة وسوق اقتصادية مشتركة.
أضاف أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بشأن سبل دفع التعاون بين مصر ومختلف الشركات الألمانية العالمية التي تعمل في العديد من القطاعات وتتخذ من بافاريا مقراً لها وتشجيع تلك الشركات علي زيادة استثماراتها في مصر بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين أخذاً في الاعتبار ما هو مشهود للشركات الألمانية من دقة وكفاءة وسمعة عالمية.
بينما أكد رئيس وزراء بافاريا حرصه علي تشجيع الشركات الألمانية للاستثمار في مصر خاصة في ظل ما تمثله من أهمية في الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة المتوسط وبما يجمع البلدين من تعاون مشترك وعلاقات صداقة تاريخية .
.. وفي رده علي الأسئلة عقب الكلمة:
أمن أوروبا يتأثر بالمنطقة العربية
الإرهاب يؤثر علي العالم أجمع.. والتعاون ضرورة لمواجهة الظاهرة
افتتحنا أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط لأشقائنا المسيحيين
الفكر المتطرف يهز الاستقرار.. وحذرنا من استغلال المواقع لتجنيد المتطرفين
ندعم الحل السياسي في أزمات ليبيا وسوريا واليمن
استعادة الاستقرار بأسرع وقت.. موقف ثابت لمصر
مصر تقود الآن مسيرة الإصلاح.. وهي مصلحة للأمن القومي المصري والعربي والعالمي
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التقدم الذي يشهده العالم كله جعله قرية صغيرة جداً. نتأثر ببعضنا البعض. مشيراً إلي أن الاستقرار والأمن في المنطقة العربية يتأثر بالأصدقاء والشركاء في أوروبا وأيضاً الاستقرار والأمن في أوروبا يتأثر بالمنطقة العربية.
قال إن عدم الاستقرار في المنطقة العربية أو في بعض دولنا العربية كان له تأثير كبير جداً علي الاستقرار في أوروبا. وعندما نتحدث عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وهي ظاهرة أحد أسبابها عدم الاستقرار في بعض الدول. ينتج عنها نزوح من جانب مواطنين باتجاه أوروبا. وكان تأثيرها شكلاً من أشكال عدم الاستقرار.
جاء ذلك خلال رد الرئيس السيسي علي سؤال حول توقعاته للقمة العربية الأوروبية المرتقبة والتي ستعقد في شرم الشيخ خلال الأيام القادمة. وذلك خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن.
أضاف السيسي أن الجوار العربي الأوروبي هو جوار تاريخ والمنطقة العربية تعد الشريك الأول لأوروبا. وأنا أتصور المزيد من النقاش والحوار والتعاون والتنسيق فيما بيننا. ليس فقط الموضوعات الاقتصادية وإنما في كافة الموضوعات الأخري. وهي خطوة مهمة في مسار تطوير العلاقات بين أوروبا والمنطقة العربية.
أوضح أننا نحتاج خلال المرحلة الراهنة المزيد من التواصل والتنسيق والحوار لإيجاد أرضية مشتركة أكثر من ذي قبل لمعالجة الموضوعات المختلفة وتطوير التعاون فيما بيننا. لافتاً إلي أن مؤتمر شرم الشيخ بين أوروبا والدول العربية يعد فرصة وخطوة أساسية مهمة جداً تعقبها خطوات أخري.
رداً علي سؤال حول رؤيته في كيفية مواجهة التطرف وكيفية التعايش المشترك بين الأديان بتسامح. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس ضرورة التنسيق والتعاون الدولي بشكل حاسم ومتكامل لمواجهة ظاهرة الإرهاب التي تؤثر علي أمن الكثير من الدول بل وعلي أمن العالم أجمع.
تابع الرئيس السيسي "أتصور أن بعض المشاهدين سمعوا مني منذ أكثر من 4 سنوات تقريباً حين تحدثت عن أهمية تصويب وإصلاح الخطاب الديني. وكنت أول رئيس لدولة مسلمة يتحدث بمنتهي الوضوح أمام أكبر مؤسسة دينية في مصر ويطلب هذا الطلب".
حذر الرئيس السيسي من أن عدم تصويب هذا الخطاب سنعاني منه كدول مسلمة بل والعالم. وأتصور أنكم شاهدتم خلال السنوات الماضية تأثير الفكر المتطرف والإرهاب علي الاستقرار والأمن في العالم. كان موجوداً في منطقتنا وتأثيره واضحاً وكذلك في أوروبا وكان تأثيراً واضحاً أيضاً وبالتالي نحن بحاجة كمجتمع دولي الانتبهاه إلي تلك الظاهرة.
أشار الرئيس السيسي إلي أنه في سبتمبر 2014 طالبنا أمام الجمعية العامة بضرورة التعامل بشكل دولي مع استخدام أجهزة أنظمة الاتصال الحديثة في نشر هذا الفكر وتجنيد المتطرفين واستخدامهم في إيذاء العالم. وطلبنا هذا المطلب من عدة سنوات وحذرنا من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد ونشر الفكر المتطرف في المجتمعات الإسلامية والدول الأوروبية وأمريكا التي يوجد فيها نسب محدودة من المسلمين حيث يتم استخدامهم للقيام بأعمال تروع المجتمع وتؤثر علي الاستقرار والأمن والاقتصاد إلا أننا لم نجد آذاناً تسمع لهذا الموضوع.
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الفكر المتطرف وارتباطه بالإرهاب سوف يظل قائماً ما لم تتم مجموعة من الإجراءات علي المستوي الدولي ومن جانبنا كدولة معنية لإبراز الصورة الحقيقية للإسلام في العالم مؤكداً أن مصر ترفض أي حديث عن وجود أقلية أو عدد محدود من الأشقاء المسيحيين. ولكننا نقول لنا أشقاء. مواطنون مصريون.
تابع الرئيس السيسي قائلاً: "من غير المقبول حالياً وخلال السنوات الخمس الماضية منذ تولينا الرئاسة أن يقال في مصر. مصري مسيحي أو مصري مسلم".
أشار الرئيس السيسي إلي أنه تم افتتاح أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط لأشقائنا المسيحيين خلال العام الجاري. كما تم تنفيذ ممارسات تهدف إلي ترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك بيننا وبين بعضنا البعض. ونحن ندفع ثمناً كبيراً لذلك. خاصة أن كثيراً من دول العالم لم تتفهم ما يحدث في مصر خلال السنوات الخمس الماضية وتصوروا إننا قمنا في بلدنا بشيء ضد إرادة المصريين.
مضي الرئيس قائلاً "خرج 30 مليون مصري يرفضون الحكم الديني المبني علي التطرف والتشدد والذي يمكن أن يؤدي إلي حرب أهلية. في كل مرة في الدول الإسلامية تغيب مؤسسات الدولة الوطنية تظهر هذه الجماعات للسيطرة علي الدولة لتصبح محل صراع كبير".
أكد الرئيس السيسي أن الإرهاب ظاهرة تحتاج إلي تكاتف الجميع لمعالجة أسبابها وهي ليست أمنية فقط ولكنها أيضاً سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وفكرية من منظور ديني. لافتاً إلي أننا طالبنا في مصر بتصويب الخطاب الديني بشكل علني واضح ونعترف أن لدينا مشكلة.
قال الرئيس السيسي "إنني حين التقي مع الشركاء الأوروبيين أو أي دولة أخري. أقول لهم انتبهوا جيداً لما يتم نشره في دور العبادة ولا تسمحوا للمتطرفين أن يوجهوا البسطاء في اتجاه الغلو والتطرف. مؤكداً "أن مصر تقود الآن مسيرة الإصلاح وهي مصلحة الأمن القومي المصري والعربي والعالمي"
لفت الرئيس السيسي إلي أنه لم يكن في مصر علي سبيل المثال بناء للكنائس أما الآن في كل المدن الجديدة بمصر أصبح أحد مفرداتها بناء دور العبادة المسجد والكنيسة معاً. مضيفاً أن ممارسة روح التسامح تؤدي إلي نتائج أكثر من رائعة أكثر من إلقاء الخطب أو عمل قوانين. عندما يري المصريون أن الرئيس حريص في كل عام أن يكون متواجداً مع مواطنيه المصريين المسيحيين في عيدهم ليقدم لهم التهنئة وليشاركهم فرحتهم بعيدهم هذا الأمر ينتقل مني لكل المصريين وأتصور أن ينتقل من مصر لباقي الدول الإسلامية ولكنه سيحتاج لمزيد من الوقت.
رداً علي سؤال حول الأولويات الرئيسية التي سيتناولها خلال رئاسة الاتحاد الإفريقي.. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن أولويات مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي هي استعادة الاستقرار للدول التي سقطت في الأزمات والحفاظ علي السيادة والدولة الوطنية. مؤكداً أن موقع مصر في منطقتها جعلها نقطة اتصال بالمنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا وبالتالي تتأثر وتؤثر في الاستقرار بهذه المنطقة. وأنه علي المستوي الاستراتيجي تتأثر مصر بشدة من حالة عدم الاستقرار التي من الممكن أن تكون موجودة في المنطقة العربية وإفريقيا وأيضاً في أوروبا.
ضرب الرئيس السيسي أمثلة علي مدي تأثر مصر بعدم الاستقرار لدول جوار لها "دون ذكر اسماء تلك الدول". حيث أصبحت في تلك الدول حالة من عدم الاستقرار الكبير. شكل من أشكال الحروب الأهلية. وتعرضنا مثل ما حدث لأوروبا أيضاً لعملية نزوح وهجرة من جانب هذه الدول العربية وأيضاً من بعض الدول الإفريقية.
أشار إلي أن مصر تستضيف نحو خمسة ملايين لاجئ. وهم لا يقيمون في مراكز ولا معسكرات إيواء وهو شيء لا نزايد به ولا نزايد عليه. ويعيشون في وسطنا مثلهم مثل كل المصريين. مضيفاً "أرجو أن تسمعوا هذا الكلام وتقدروه من جانب مصر. مصر في يوم من الأيام منذ 100 سنة أو أكثر استضافت الأرمن بعد مذابح الأرمن ووجود الأمان والسلام والاستقرار.
أوضح أن الاستقرار في تلك الدول سيكون له انعكاسات إيجابية علي استقرارنا أيضاً. وهناك مثال آخر نعاني منه منذ سقوط دول مجاورة لنا. ونحن نقوم بإجراءات أمنية مكثفة ومكلفة للغاية علينا. مشيراً إلي أنه خلال الخمس سنوات الماضية تم تدمير مئات العربات محملة بالأسلحة والذخائر والمقاتلين الأجانب في مصر بالصحراء الممتدة بين الحدود المصرية والليبية.
استطرد الرئيس السيسي قائلاً: "حذرت منذ 4 سنوات من المقاتلين الأجانب الموجودين في سوريا عند انتهاء الحرب في سوريا وعودتهم إلي أين سيذهبون".
أكد أن أمننا القومي يتطلب منا أن نكون حريصين علي الانغماس أكثر في حل المشاكل التي تمر بالمنطقة. ونحن لنا ثوابت في سياستنا الخارجية تقوم علي أهمية عدم التدخل في شئون الدول حتي لا يترتب عليه تداعيات كبيرة جداً. علي أمن واستقرار المنطقة. ونؤكد علي أن المسار السياسي في الأزمات مثل الأزمة السورية والليبية واليمنية. هو الذي ندعمه وندفع به إلي الأمام.
تساءل الرئيس قائلاً: "هل المجتمع الدولي مدرك لهذه الأزمات ولأسبابها للتعامل معها بالشكل المناسب أم لا. ومن الذي حرك المقاتلين الأجانب من دولهم وجاء بهم إلي منطقتنا. ومن الذي يمد هذه المنظمات والجماعات بالتدريب والأموال. ومن الذي يقدم لهم الدعم السياسي". مؤكداً أن مصر لديها موقف ثابت وهو استعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن للدول التي سقطت في هذه الأزمات.
شدد الرئيس السيسي علي أن الدولة الوطنية والحفاظ عليها من أهم أسباب الحفاظ علي الاستقرار في منطقتنا. والحفاظ علي مؤسسات الدولة الوطنية والحفاظ علي الجيش الوطني بتلك الدول ووحدة الأراضي. مؤكداً أن أولويات مصر في رئاسة الاتحاد الإفريقي هي استعادة الاستقرار في المناطق والدول التي توجد بها أزمات سواء كانت عربية أو إفريقية.
ميركل تهنئ السيسي برئاسة الاتحاد الأفريقي في الجلسة الرئيسية للمؤتمر:
العلاقات مع أفريقيا مهمة للغاية ومفيدة للجميع
الإرهاب التحدي الأكبر .. ولابد من حل مشاكل اللاجئين
التعاون ضرورة لحل الأزمة السورية
خطر إيران في الصواريخ الباليتسية والتواجد بسوريا
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن سياسة بلادها ليست ضد حلف شمال الأطلسي "ناتو" ولكنها تسعي لتطبيق سياسات وإجراءات أكثر فاعلية داخل الحلف مشيرة إلي أنه ليس فقط حلفاً عسكرياً وإنما محفل مهم للتعاون.
وقالت ميركل - في حديثها أمام مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية "إن الناتو لعب دورا فعالا في دولة مالي لافتة إلي المحادثات التي جرت بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الروماني الذي تتولي بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي بشأن التعاون بين أوروبا وأفريقيا مشددة علي أن العلاقات مع أفريقيا مهمة للغاية ومفيدة للجميع".
ووجهت التهنئة للرئيس السيسي علي رئاسته للاتحاد الأفريقي منوهة بضرورة تعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في كافة المجالات مضيفة أن ألمانيا تضع علي عاتقها مهام كبيرة حيث وقعت معاهدات في مختلف المجالات مع أفريقيا من بينها التسليح.
وفي هذا السياق دعت ميركل إلي تطوير نظم التسلح وتوحيد نظم صادرات السلاح علي المستوي الأوروبي مؤكدة أن الإرهاب يمثل تحديا كبيرا جدا .. كما دعت إلي إبرام اتفاقية علي المستوي الأوروبي لمواجهة تدفق أعداد اللاجئين وحل المشاكل في مناطقها.
وبشأن العلاقات الأوروبية مع روسيا قالت المستشارة الألمانية "إن العلاقات مع روسيا في مقاومة الإرهاب بدأت منذ عام 2014 - 2015حيث جرت مباحثات كثيرة وجادة .. ونسعي لدفع الموقف في سوريا مشددة علي ضرورة التعاون للتوصل إلي حل للأزمة السورية".
وبالنسبة للصين قالت ميركل "يتعين ألا نعمل بمنطق إضعاف الآخر ولكن في الوقت نفسه نحتاج إلي إيجاد نظام تجاري عادل بعيدا عن الصراعات سواء من الولايات المتحدة أو الصين" .. داعية بكين إلي المشاركة في حوار من أجل الحد من التسلح وزيادة ميزانية الدفاع في الناتو علي المستوي الوطني بمقدار2%.
وأضافت أن السيارات الأوروبية لاتمثل خطرا علي الولايات المتحدة كما دعت إلي الدخول في حوار للوصول الي حلول لتلك الخلافات.
وحول ليبيا قالت ميركل "إن انهيار الدولة الليبية جعلها تصبح مركز عبور للاجئين إلي أوروبا موضحة أن الفجوة المعيشية الكبيرة بين أوروبا وأفريقيا يجعل الشباب بدول شمال أفريقيا والمنطقة يسعي للهجرة إلي أوروبا مما يستلزم زيادة دعم التنمية في تلك الدول لخلق المزيد من فرص العمل لمواطنيها".
وأضافت أن خطر إيران يتمثل في الصواريخ الباليستية وفي تواجدها بسوريا وإذا ما أردنا إيقاف هذا الخطر علينا أن نفكر في جدوي وقف أو استمرار الاتفاق النووي مع إيران للمحافظة علي المصالح الأوروبية.
معتبرة أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية يعطي فرصة لتحرك روسيا في ذلك الملف.
.. رئيس الاتحاد الأوروبي:
الأمن.. أهم قضايا الوقت الراهن
أكد الرئيس الروماني الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي كلاوس يوهانس أن الأمن والدفاع في أوروبا من أهم الموضوعات الأساسية والعصرية في الوقت الراهن.
أشار كلاوس يوهانس- في كلمته أثناء الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن- إلي التعقيدات الحالية في البيئة الدولة وضرورة العمل علي مواجهة تهديدات تقليدية وأخري غير تقليدية تثير قلقاً ليس فقط العسكريين والساسة وإنما أيضاً المواطنين الأوروبيين أنفسهم.
قال إن النظام الدولي متعدد الأطراف يتعرض لضغوط متزايدة. مما يتطلب التلاحم والتماسك لمواجهة التحديات الراهنة. داعياً إلي العمل علي تخطي أي انقسامات والوصول إلي أرضية مشتركة في أوروبا لأن مستقبل الاتحاد الأوروبي يعتمد علي الأمن والدفاع كمكون أساسي.
أضاف أن الاتحاد الأوروبي حقق نتائج هامة في السياسات الدفاعية وخلق الظروف المواتية للقيام بدور هام في إدارة الأزمات المدنية وكان لابد لتحقيق ذلك من إرادة سياسية قوية معززة بإسهامات الدول الأعضاء وتخطي أي انقسامات في إطار من الإيمان المشترك والاهتمام بتحقيق قيمة مضافة.
دعا الرئيس الروماني إلي الحفاظ علي الزخم وتحقيق المزيد من التقدم. لافتاً إلي ضرورة الالتزام المتجدد لحلف الأطلنطي والأمم المتحدة أيضاً. وطالب بالتكامل بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلنطي لتوفير الحماية المشتركة ومواجهة التحديات خاصة من الناحية الشرقية. وباستمرار القرارات والعقوبات المتخذة من الاتحاد الأوروبي علي سبيل الردع.
نائب الرئيس الأمريكي:
نلتزم بجعل الشرق الأوسط آمناً ومستقراً
قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس "إننا ملتزمون بجعل الشرق الأوسط آمناً ومستقراً يتمتع بحماية حقوق الإنسان وآن الأوان للشركاء الأوروبيين وقف تقويض العقوبات الأمريكية ضد النظام الإيراني والانسحاب من الاتفاقية النووية الإيرانية".
أضاف بينس- خلال حديثه أمس أمام مؤتمر ميونخ للأمن- ان قيادة أمريكا للعالم الحر لن تتراجع. مؤكداً التزام واشنطن بمعاهدة الدفاع المشترك وحلف الأطلنطي. موضحاً أن الولايات المتحدة أكدت ذلك بالأفعال لا بالكلمات. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتمد أكبر ميزانية للدفاع منذ عهد رونالد ريجان رئيس أمريكا الأسبق. مشيراً إلي أن الدفاع القوي يعتمد علي اقتصاد قوي.
أشار إلي أن عدد أعضاء حلف الأطلنطي الذي ينفقون ما لا يقل عن 2% من الناتج في ميزانية الدفاع للحلف قد تضاعف ولكن الكثير من حلفائنا في الحلف يتعين عليهم القيام بالمزيد. موضحاً أن الولايات المتحدة كانت حاسمة إزاء التهديدات التي تمثلها شركة هواووي وغيرها من شركات الاتصالات الصينية ولفت إلي انتعاش عمل حلف الأطلنطي في محاربة المتطرفين.. قائلاً إننا وبمساعدة شركائنا تمكنا من دحر داعش علي أراضي سوريا وتم تحرير العراق من سيطرة هذا التنظيم الإرهابي.
حول إعادة الجنود الأمريكيين من سوريا.. قال نائب الرئيس الأمريكي إن الهدف من وراء هذا القرار هو تغيير للتكتيك وليس تغييرا للمهمة وسنواصل العمل مع حلفائنا لاصطياد فلول داعش أينما ظهروا واعتبر أن إيران أكبر راع للإرهاب في العالم وتدعم تنظيمات إرهابية مثل حماس وحزب الله وتصدر الصواريخ وتخطط لأعمال إرهابية في أوروبا وتهدد إسرائيل.. قائلاً: "إن النظام الإيراني يسعي لشن محرقة جديدة ومحو إسرائيل من الخارطة".
لفت بينس إلي إمكانية مضاعفة العقوبات التجارية الأمريكية علي الصين. والمفاوضات جارية مع بكين لإعادة صياغة العلاقات التجارية الأمريكية الصينية ومعالجة خلل الميزان التجاري وإلزام الصين باحتراف حقوق الملكية الفكرية والتوقف عن تبني دبلوماسية الديون والتدخل في الشئون الداخلية للآخرين.
دعا نائب الرئيس الأمريكي. المجتمع الدولي إلي محاسبة كوريا الشمالية بشأن مدي الالتزام بتعهداتها وفقاً لاتفاق سنغافورة.
رئيس المؤتمر :
السيسي .. يعيد صياغة الشراكة بين أوروبا وأفريقيا
رحب رئيس مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية ولفجانج ايشينجر بالرئيس عبدالفتاح السيسي ليس فقط باعتباره رئيسا لدولة مهمة وإنما كرئيس للاتحاد الافريقي مؤكداً أن مشاركة الرئيس السيسي في المؤتمر حدث تاريخي لاعادة صياغة الشراكة بين أوروبا وأفريقيا.
قال ايشينجر خلال تقديمه للرئيس السيسي لإلقاء كلمته أمام الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن إنه بالنسبة لنا فإن مشاركة الرئيس السيسي إلي جانب الرئيس الروماني الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي تمثل حدثا تاريخيا ولأول مرة نقدم في المؤتمر العلاقة الموجودة بين أوروبا وأفريقيا والتي تحتاج الي تغيير لتكون بمثابة شراكة استراتيجية لمواجهة مخاطر الارهاب والنمو الاقتصادي مما يحتاج إلي التعاون والجهود المشتركة بين الجانبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.