أحداث وأيام وشهور وسنون. لا يمكم اختزالها في عدة مقالات. فهي بحاجة إلي كتب. لتحتوي تفاصيلها الكثيرة المتزاحمة المتلاحقة. فبجانب ما كان يحدث في الشارع. كان هناك يحدث أكثر منه في الخفاء. هناك رجال حملوا علي عاتقهم حماية هذا البلد بشتي السبل والوسائل والتضحيات. كانوا جنوداً مجهولين. أخفوا أنفسهم كي تنجح مهامهم. وخاصة أنهم لا يبغون جزاء ولا شكوراً من أحد إلا حماية مصر والحفاظ عليها من السقوط. فئة ثانية. سقطت في بئر الخيانة. كانت تخطط سراً وجهراً. وتفعل كل الموبقات. تحرض وتشتري الذمم. سخرت الفضائيات والبرامج. تحالفت مع كل الشياطين من أجل إسقاط أرض الكنانة. أنفقوا ملايين بل مليارات الدولارات. علي هدفهم الخبيث. فئات أخري من الخارج. اجتمعت علي نفس الهدف. تدعم أذنابها وذيولها. من خونة الداخل. الذين دربوهم وأعدوهم وخططوا لهم. واشتروهم بدراهم معدودة. دعموهم بالمال والسلاح والرجال والنفير. فسخروا كل الفضائيات داخلياً وخارجياً لخدمتهم. بل وأيدوهم بدبلوماسيتهم المفضوحة. وليس كل ما جري كان شراً كله. بل كثيراً ما تأتي المنح من قلب المحن. ويخرج النور من قلب الظلام الدامس. فقد كان لهذه الأحداث بعض الحسنات. فقد كشفت الخونة والعملاء جميعاً. وفضحت الحاقدين في الداخل والخارج. وعرت الشعارات وأظهرت زيفها وكشفت عورات هؤلاء المدعين. وأظهرت جلياً أنهم ثعابين رقطاء. سحرة يقولون ما لا يفعلون. "نخبة" فاسدة. مدلسون صنعوا من أنفسهم آلهة. لكن الحمد لله كشف الناس حقيقتهم وركلوهم بما يستحقون. كما كشفت تلك الدويلات. ومن ساندها ومن اشترتهم بالمال. ليشاركوا في هدم مصر. وكشفت مخططات الكثير من الدول التي تدعي الشرف والديمقراطية. وتزعم أنها تعمل لصالح مصر والمنطقة. وحاولوا إيهام الشعوب بكذبة "الربيع العربي". وثالثاً. قضت علي عملية التوريث. التي في الحقيقة كانت آتية لا محالة. رغم محاولات مبارك نفيها بشكل غير جازم ولا حاسم. في الوقت الذي كان فيه جمال مبارك يتم التعامل معه في الداخل كأنه رئيس الدولة والحاكم الفعلي أو "الحاكم التنفيذي" إذا جاز التعبير. وحشر أنفه في كل شيء. وتدخل فيما لا يعنيه. وكذلك في الخارج يتم التعامل معه كأنه رئيس الدولة. "الأسبوع القادم "شهادة للتاريخ"".