مصر.. والسياحة الدينية

خبير إعلامي

عرفت مصر طوال تاريخها بأنها مقصد للسائحين والجوالة منذ زارها "هيرودوت" في التاريخ القديم مسجلاً اندهاشه من اختلافها الشاسع عن بلاده وظلت مصر كذلك طوال تاريخها الوسيط والحديث. غير أن اكتشاف آثار الفراعنة قد اضاف سحراً خاصاً إليها بجانب ما بها من آثار دينية وحضارية فريدة. اضافة إلي ما تتمتع به من موقع جغرافي وسط العالم ومناخها المعتدل صيفاً وشتاء. وسواحلها السهلة الممتدة. لذلك فقد عرفت مصر تنوعاً واضحاً في منتجها السياحي شمل السياحة في مصر زيارة المواقع ذات الدلالات أو الأهمية الدينية في الديانات الثلاث اليهودية. المسيحية. والإسلام فمثلاً تتعدد الأماكن ذات الدلالة الإسلامية في مصر فمنها جامع الامام الحسين حفيد النبي محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم في القاهرة اضافة إلي مساجد تاريخيه مثل مسجد ابن طولون والجامع الأزهر.
كما توجد مواقع ذات دلالة دينية مسيحية ككنيسة القديس سيرجيوس التي لجأت إليها العائلة المقدسة اثناء وجودها في مصر والكنيسة المعلقة ودير سانت كاترين ودير القديس الانبا انطونيوس مؤسس الرهبنة ودير الانبا بولا في البحر الأحمر وكذلك دير السيدة العذراء المحرق ودير درونكا في أسيوط والعديد من الأديرة والكنائس الأثرية التي لا حصر لها.
كذلك يوجد مواقع ذات دلالة دينية يهودية في مصر مثل كنيس "بن عيزرا" في مصر القديمة بالقاهرة حيث يوجد بجواره بئر عميق يعتقد اليهود "أن أم النبي موسي كانت تخبئه فيه خوفاً عليه من فرعون" وكنيس شعاري شمايم "بوابة السماء" بوسط القاهرة وكنيس الياهو حنابي بشارع النبي دانيال وكنيس منشا في الإسكندرية.
هذا وتنفرد سيناء بشواهد ربانية مباركة لم تحظ بها مناطق عديدة علي مستوي العالم. ويجلها اتباع الديانات السماوية الثلاث ولها في نفوسهم قدسية كبيرة. أبرزها جبل الطور أو جبل موسي الذي يبلغ ارتفاعه 2242 متراً فوق سطح البحر والذي حمل اسم نبي الله موسي عليه السلام باعتباره شاهداً علي قدوم النبي.
لذلك يحرص السياح علي تسلقه تبركاً به ومشاهدة شروق الشمس وغروبها من اعلاه بالاضافة إلي منطقتي عيون موسي ومجمع البحرين والذي اطلق عليه فيما بعد رأس محمد. وهي نقطة التقاء خليجي السويس والعقبة معاً ليمثلا مثلثاً قاعدة في الشمال ورأسه في الجنوب.
فهل آن لنا أن نستغل ماوهبنا الله تعالي من تراث ديني خالد في الترويج لهذا النوع من السياحة وخاصة إحياء مسار العائلة المقدسة ليكون ذلك انفراجه كبري لعودة السياحة إلي مصر كما كانت من قبل.