لا تزال مشكلة القمامة هي أم المشاكل التي تعاني منها المحافظات سواء في الريف أو الحضر وتحولت للأسف غالبية الشوارع والميادين العامة لتلال عملاقة من الزبالة تبث سمومها ليلا ونهارا وتلوث البيئة وتصيب المواطنين بالأمراض المزمنة وتشوه الوجه الحضاري والجمالي للمدن والقري.. الظاهرة لم تعد قاصرة علي محافظة بعينها أو منطقة بذاتها لكنها امتدت لتصل لجميع المناطق والمحافظات وباتت تمثل خطرا جسيما ما لم تتخذ ضدها الاجراءات التنفيذية الحاسمة للتقليل من مخاطرها والحد من أثارها السلبية سواء كان علي الانسان أو البيئة والمجتمع .. وقد رصدت "الجمهورية" من خلال مندوبيها بالمحافظات تحركات ايجابية وملحوظة من المحافظين خلال الفترة القليلة الماضية لحل المشكلة من جذورها باتخاذ حزمة من الاجراءات التنفيذية والقرارات الحاسمة التي تضمن نقل القمامة والمخلفات للمدافن الصحية للحفاظ علي البيئة من التلوث أو من خلال إصدار العديد من الحوافز التي تشجع المواطنين علي الحفاظ علي المناطق والأحياء السكنية التي يقطنون بها وفي مقدمتها أن تكون لتلك الشوارع الأولوية في عمليات الرصف والتشجير والتجميل كحافز للسكان علي جهودهم الذاتية والتطوعية باعتبارهم المستفيد الأول من نظافة الشوارع وفي المقابل يتم تشديد العقوبات الاجرائية ضد كل من تسول له نفسه رمي القمامة خارج المناطق المخصصة لها وفرض غرامات مالية علي المخالفين عقابا لهم. 20 ألف طن زبالة يوميا "أزمة "تواجه عروس المتوسط الإسكندرية- هبة بكر : القمامة .. أزمة حقيقية تهدد عروس المتوسط بعدما انتشرت كالسرطان بجميع الشوارع والميادين العامة ومداخل ومخارج المدينة وفشلت معها جميع الحلول التقليدية وبات ضروريا فتح هذا الملف لإنقاذ الثغر من تلك الكارثة البيئية والصحية التي تتضاعف يوما بعد يوم خاصة أن المحافظة يقطنها أكثر من 5 ملايين و500 ألف مواطن ينتج عنهم 20 ألف طن مخلفات يوميا منهما 4500 طن مخلفات عضوية و15 ألف طن مخلفات خطرة.. وأصبح من المشاهد الطبيعية أن تجد القمامة في كل مكان خاصة علي جانبي شريط سكة حديد أبو قير/الاسكندرية الذي تحولت محطاته إلي تلال وهضاب من الزبالة وفي مقدمتها محطات العصافرة وسيدي بشر والظاهرية وباكوس والرمل وفكتوريا والمندرة والمعمورة وطوسون وتسببت بدورها في انتشار الحشرات والأمراض وتلوث البيئة. قال مسعد عمارة إن أزمة القمامة كارثة تهدد حياتنا يوميا وفشلت المحافظة في حل المشكلة نهائيا حتي الصناديق اختفت من الشوارع والميادين العامة ويضطر المواطن إلي إلقاء أكياس القمامة علي الأرصفة وبمرور الوقت تحولت الي أكوام تسببت في إغلاق الشوارع وتعثر سير المشاة والمركبات. قال سمير عايد و عفاف محمود إن القمامة لم تعد قاصرة علي الشوارع والحواري الجانبية والمناطق العشوائية لكنها امتدت لتصل لأجمل الميادين والأحياء السكنية حتي أسوار المدارس والمباني الحكومية تحولت إلي بؤر للتلوث نتيجة لتراكم القمامة حولها لفترات طويلة دون أن يتحرك مسئول واحد لحل المشكلة مشيرين إلي أن ظاهرة النباشين ضاعفت من حجم المشكلة لقيامهم ببعثرة محتويات الصناديق بعرض الشوارع في الوقت الذي ترفض فيه شركات إعادة تجميعها مرة أخري ويقتصر عملها علي تفريغ الصندوق فقط ولذا يجب وضع حد لتلك الظاهرة الخطيرة من خلال تشديد العقوبة وفرض غرامات مالية علي النباشين. من جانبه أكد الدكتور عبد العزيز قنصوه محافظ الاسكندرية أنه تم تقسيم منظومة النظافة بالمحافظة إلي 3 مراحل المرحلة الأولي تضمنت تفعيل الخدمة المقدمة من شركة النظافة من خلال تشديد الرقابة والمتابعة اللصيقة علي أدائها وفرض غرامات فورية في حال تقاعسها وفقا لبنود العقد المبرم معها والمرحلة الثانية تشمل تطبيق منظومة الجمع من أمام العقارات في بعض المناطق وذلك من خلال مسارات وتوقيتات محددة مشيراً إلي ضرورة عودة الجمع من المنازل مرة أخري لأن تواجد صناديق القمامة في الشوارع يسيء إلي المظهر العام للمدينة وقد نجحت التجربة في بعض الأحياء ويجري حاليا دراسة تعميمها أما المرحلة الثالثة فتتضمن تطوير 3 مصانع لتدوير المخلفات وسوف تساهم بدورها في تخفيض النسبة من 3000 ألاف طن قمامة إلي 500 يوميا . أضاف أن المحافظة قامت بتخصيص 30 مليون جنيه شهريا لصالح منظومة القمامة من بينها 10 ملايين لنقل المخلفات إلي المدفن الصحي بالحمام كما تقرر لأول مرة فتح الباب للشركات الشبابية والجمعيات الأهلية لجمع المخلفات من المنازل ونقلها للمحطات الوسيطة والمصانع بنظام المحاسبة بالطن لرفع كفاءة المنظومة علاوة علي توفير فرص عمل جديدة للشباب. مصانع جديدة لتدوير مخلفات الفيوم نقسم المدن لقطاعات لضمان السيطرة علي القمامة الفيوم- محمد الفل وجمال قطب : قطعت الفيوم شوطا كبيرا في مواجهة مشكلة القمامة من خلال العديد من الاجراءات التنفيذية وفي مقدمتها تخصيص 4 مناطق للتجميع المركزي للقمامة وإنشاء مصانع جديدة لتدوير المخلفات حفاظا علي البيئة خالية من جميع مصادر التلوث باعتبار المحافظة من أهم المقاصد السياحية الصيفية والشتوية. أكد اللواء عصام سعد إبراهيم محافظ الفيوم انه تقرر إنشاء مصنع لتدوير القمامة في منطقة كوم أوشيم علي مساحة 117 فدانا بعيدا عن الكتلة السكنية ويجري العمل حاليا علي قدم وساق لإعادة العمل بمصنع تدوير القمامة بالعدوة بالتعاون مع إحدي الشركات الكبري العاملة في هذا المجال وسوف تساهم تلك المصانع في القضاء علي مشكلة المخلفات والتخلص الآمن من القمامة للوصول إلي بيئة نظيفة وإبراز الوجه الحضاري والجمالي للمحافظة خاصة أنها تستوعب أكثر من 1200 طن من المخلفات المنزلية والعضوية مشيرا الي اتخاذ عدد من الاجراءات التنفيذية لحل مشكلة القمامة في مقدمتها تقسيم المدن والقري إلي قطاعات حتي يمكن السيطرة علي المشكلة بالتزامن مع تكثيف حملات النظافة من خلال ثلاث نوبتجيات عمل يوميا و توفير صناديق لجمع القمامة بجميع الأحياء السكنية وتكليف بعض الجمعيات الأهلية بالمشاركة في جمع القمامة أولا بأول من المنازل لحل المشكلة جذرياً كما تقرر غلق جميع مقالب القمامة العشوائية. أضاف ان الوحدات المحلية نجحت في رفع 1200 طن يوميا منها 320 طناً بمركز ومدينة الفيوم. و245 طناً بمركز سنورس. و130 طناً بمركز طامية. و245 طناً بمركز اطسا. و207 أطنان بمركز ابشواي. و56 طناً بمركز يوسف الصديق. أشار المهندس حسين عبد الخالق مساعد المحافظ لشئون النظافة و الاشغالات الي أن هناك 16 جمعية أهلية تقدمت للعمل بلف النظافة بالتنسيق بين جهاز البيئة والاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية و يقوم فرع جهاز تنمية المشروعات بإعداد مذكرة تفصيلية لوضع آلية لعمل تلك الجمعيات إضافة إلي تنفيذ عدد من المبادرات التي يشارك فيها الشباب و بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة تحت عنوان نظف مدينتك. قال المهندس إيمن عزت رئيس الوحدة المحلية لمركز و مدينة الفيوم أن المحافظة قدمت مقترحا لوزارة الدولة لشئون البيئة لإنشاء مواقع لتدوير القمامة و التخلص الآمن منها علي أن تتضمن المرحلة الأولي 4 مواقع بناحية قرية قصر الباسل بمركز إطسا ويقع علي مساحة 10 أفدنة والثاني بقرية السنجق التابعة لمركز أبشواي علي مساحة 5 فدان والثالث بناحية حنا حبيب التابعة لقرية الريان بمركز يوسف الصديق علي مساحة 20 فدانا والرابع بمركز يوسف الصديق أيضاً بناحية أباظة التابعة لقرية قارون علي مساحة 5 أفدنة.