من أهم الحقائق السلبية التي يغفلها الجميع. ولا يتم إلقاء الضوء عليها هي: أن الأب يسعي طوال الوقت لإطعام أولاده. دون أن يهتم بجوانب أخري أكثر أهمية مثل التربية الصحيحة وغرس الأسس السليمة والقيم النبيلة بداخلهم كاحترام الكبير. والمثابرة والكفاح في طلب العلم. وإدراك قيمة الصدق والأمانة في المعاملات من الصغر. في الواقع أن الأب والأم في أشد الحاجة لفهم أهمية دورهما في تكوين مجتمع راق ومتحضر وإيجابي ومنتج.. لأنه عندما يتمكن الكذب والاحتيال والغش من الطفل الصغير. ويصبح أسلوبه المعتاد. فإن ذلك سيؤدي إلي طريق الفشل والسقوط.. وسينتج عن هذه المعادلة خلل في المجتمع ككل. ووجود أجيال من عديمي الإحساس بالمسئولية مستقبلاً. لأن هذا الطفل سيأتي في يوم ما ويصبح في موقع المسئولية. وسيتدرج في وظيفته. وقد يصبح وزيراً أو مسئولاً كبيراً في موقع حساس. وستكبر معه تلك السلبيات التي اعتاد عليها منذ صغره. الترجمة الحقيقية لإغفال دور القيم الإنسانية في تنشئة الصغار. هو الذي يأتي بالموظف الفهلوي. الذي ينفذ قرارات إزالة العقارات المخالفة بشكل صوري.. وهو الذي يأتي بعضو البرلمان الذي لا يرضي طموحات من توسموا فيه أخيراً. ويساعد علي انتشار المدرس عديم الضمير أيضاً. ويؤسس لتيار الأطباء الخالي من الرحمة وقليل الحيلة العلمية أحياناً أخري.. ويجعل من الجهل جواز مرور لتدمير وتشويه الشوارع والطرق والمنشآت بالانتهاك.. ويشجع علي ظهور تيار مجتمعي أشبه بالسمك الذي يأكل في بعضه البعض. فلا يلتزم بالآداب العامة والسلوكيات الصحيحة في كل مناحي الحياة. من شب علي شيء.. شاب عليه.. ومعظم النيران من مستصغر الشرر.. ومن هذا المنطلق فإن العلاج الصحيح لأي سلبيات ينبغي أن يكون من المنبع والجذور. حتي يُكتَب له النجاح. * كلمة لابد منها.. المسئول "المنتج" أفضل مليون مرة من المسئول "المستهلك".