توقفت طويلاً أمام خبر فوز امرأتين مسلمتين بمقعدين في مجلس النواب الأمريكي. خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأسبوع الماضي. المرأتان من المهاجرين المسلمين الذين فروا إلي أمريكا بحثاً عن الرزق أو حياة أفضل. أو هرباً من الأوضاع الصعبة داخل بعض البلدان الإسلامية. وهما "إلهان عمر" صومالية.. هاجرت كلاجئة وهي في سن ال14 عاماً.. "رشيدة" طبيبة فلسطينية لأبوين فلسطينيين مهاجرين. الغريب أن يأتي هذا الفوز في ظل أجواء معادية للإسلام وأبنائه داخل الولاياتالمتحدة والغرب عموماً. وقرارات الرئيس دونالد ترامب بمنع أبناء دول إسلامية من دخول الولاياتالمتحدة. إنه أمر يثير التساؤل حقاً. فماذا يعني هذا الحدث.. وما هي الرسالة التي يريد الأمريكان إيصالها إلينا من وراء تصعيد امرأتين مسلمتين. إحداهما محجبة إلي مناصب مهمة في صنع السياسات الأمريكية؟!!.. هل يعكس هذا الحدث رسالة من واشنطن بأن قيم التسامح والمساواة تزدهر. ولا يمكن طمسها في نظام ديمقراطي يؤمن بالتعددية.. أم أن الحدث رسالة متعمدة ومدبرة استخباراتياً لتخدير المسلمين. تمهيداً لشن حرب جديدة في قلب العالم الإسلامي. وإدخال إسرائيل عنوة بالحروب والضغوط إلي هذه المنطقة لتتبوأ مقعد القيادة للمنطقة بأسرها. ثم تفعل بنا بعد ذلك ما تريد. وما تريد الصهيونية العالمية؟!! وما يجعلني أطرح هذا السؤال الأخير هو أنه كلما أرادت أمريكا إشعال نيران حرب جديدة بالمنطقة تذكرت القضية الفلسطينية لتخدير العرب فقط. وهو ما فعلته إبان الغزو الأمريكي للعراق. وهذه المرة تتذكر الإسلام نفسه!! الحقيقة أن هذه الأسئلة مبررة ومنطقية في ضوء ما عرفناه عن أمريكا وتاريخها وواقعها وحاضرها وسياساتها. فأمريكا قارة وإمبراطورية عظمي تدس أنفها في كل مشكلات كوكب الأرض. وتتعايش مع كل تناقضاته. فهي مرة تلعب دور الشرير الذي يمارس الشر للشر.. ومرةتوسوس كأنها شيطان رجيم.. ومرة تلعب دور الشريف الذي يطارد بعناء الخارجين علي القانون.. ومرة تتكلم كالشعراء الرومانسيين.. ومرة تفاوض وتحاصر وتحارب في وقت واحد؟!!! وأمريكا تتدخل وتشتبك مع كل أحداث الشرق الأوسط. فهي تفرض عقوبات علي إيران. وتحاول تشكيل تحالف عربي علي غرار لا أحد يعرف أسبابه ودواعيه وأهدافه الحقيقية. إلا أنه محاولة لإشعال الحروب بين دول المنطقة تمهيداً لتقسيمها وتفتيتها.. وأمريكا تهدد العرب وتحاول إيصال إسرائيل علناً إلي منطقة الخليج. وتحتل أراضي سورية.. وهكذا تسير أمور المنطقة بقيادة أمريكا التي هي دولة محاربة مغرمة بالحروب وحرائقها.. فأمريكا الآن أكثر من 240 عاماً قضت منها 222 سنة في الحروب أي 93 في المائة من عمرها. أذاقت معظم دول العالم كأس المر. وتريد الإيقاع بين دول المنطقة.