أعرب زوندوا مانديلا حفيد الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا عن سعادته بزيارته مصر لأول مرة ومشاركته في منتدي شباب العالم وبتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش المؤتمر العالمي قبل أن يكشف في حواره الخاص ل "الجمهورية" العديد من تفاصيل زيارته لمصر ومشاركته في هذا التجمع العالمي ورؤيته للقارة السمراء وآفاق العلاقات العربية الأفريقية خلال الفترة المقبلة وأهمية دور الشباب في المجتمعات الأفريقية من أجل صناعة مستقبل أفضل للقارة السمراء التي عانت العديد من المشاكل والأزمات والتحديات التي عرقلت مسيرة التقدم والتطور لفترة طويلة.. وإلي نص الحوار.. * بداية ما انطباعاتك عن مصر ومشاركتك في منتدي شباب العالم؟ وهل هذه هي زيارتك الأولي لمصر؟ بداية هذه هي المرة الأولي التي أزور فيها مصر وأكثر ما أبهرني فيها هو الشعب المصري وترحابه فلقد أعطتني هذه الزيارة الفرصة للتعامل عن قرب مع الكثير من المصريين والتعرف عليهم دون حواجز. فهم شعب عظيم وودود وبالنسبة لمنتدي الشباب فهو فكرة رائعة خاصة عملية التنظيم وتبادل رؤي الشباب لأنهم حجر الأساس في النهوض بالدول كما أن مثل تلك المنتديات مهمة جداً من أجل القارة الأفريقية خاصة لدورها في مناقشة الموضوعات والمشكلات المتعلقة بالقارة وطرح الحلول.. أهم ما نراه بعد هذا المؤتمر هو تواصل الشعوب الأفريقية والشباب وتبادل وجهات النظر المختلفة والآراء والرؤي حول العديد من الملفات المرتبطة بأفريقيا وهذا ما يجب أن نحتفل به اليوم.. التواصل بين كافة الأطراف وتعظيم مبادئ الإنسانية والتقارب في وجهات النظر والاستماع لكافة الأطروحات ووجهات النظر.. وبالنسبة لمواجهة الأفكار المتشددة والمتعصبة فهناك العديد من التحديات ولكن بالتواصل والاستماع للآخر والتعايش بين كافة الأطياف يمكن التغلب علي أي شيء وعلينا أن نحتفي هنا بهذه الخطوة المهمة علي طريق التواصل بين شعوب أفريقيا. * أنت حفيد مانديلا والذي يعتبر الأب الروحي لأفريقيا الذي كان مهموماً دائماً بها وبمشاكلها.. ما الذي تحتاجه أفريقيا في الفترة المقبلة لكي تواصل تقدمها علي طريق التنمية؟ وما رأيك في تكريم الرئيس السيسي للزعيم مانديلا؟ في رأيي. أفريقيا تحتاج لوحدة أبنائها والتواصل المستمر بينهم فيما يتعلق بكافة الموضوعات والملفات وهذه مسألة هامة للغاية وهناك في الفترة الأخيرة موجة كبيرة من التواصل بين العديد من الشعوب والمجتمعات في القارة السمراء لإعادة التأكيد علي أهمية الهوية الأفريقية وأري أن الوحدة والاتفاق في الرؤي من أهم الخطوات خلال الفترة المقبلة وعلينا أن نواصل التأكيد علي أهمية التواصل المستمر والترويج لكل الأفكار المتعلقة بالإنسانية والعمل الإنساني وعلينا أن نشجع ونعمل علي إيصال رسالة هامة للجميع وهي أن أفريقيا وأبناءها فخورون بهويتهم وأن القارة السمراء ستحتفل دائماً بعظمتها وعظمة أبنائها.. بالطبع أنا سعيد بتكريم الرئيس للزعيم مانديلا فهذا التكريم يسلط الضوء علي إنجازات زعماء كبار في أفريقيا وهذا التكريم يؤكد أنهم لايزالون في الأذهان والقلوب.. وأكرر أننا يجب أن نركز دائماً علي الإنسانية والعمل الإنساني لكي نصل إلي ما نريد. * حدثنا عن مشاركتك في جلسة محاكاة القمة العربية الأفريقية؟ وما رأيك في أهمية القوي الناعمة في مختلف المجالات؟ لقد شاركت في هذه الجلسة للاحتفال بتاريخ العلاقات بين العرب وأفريقيا وتطرقت الجلسة أن الشعوب والدول يجب أن تتواصل لكي تصل لرأي موحد ورؤية واحدة لذلك أؤكد دائماً أهمية التواصل والتقارب والاستماع إلي بعضنا البعض.. وفيما يتعلق بالقوي الناعمة فلا بديل عن تبادل الرؤي ووجهات النظر والحوار المتنوع الذي يضم كافة الآراء وعلينا أن نسمح لظهور الأفكار الجديدة ونحتاج إلي الأفكار العظيمة التي تقدم الحلول كما نحتاج إلي التكنولوجيا ونريد أيضاً أن نطور من أهدافنا خلال الفترة القادمة وهذا ما يمكننا من الاقتراب مما نريد أن نصل إليه وفي رأيي فإن تلك المسألة استراتيجية وهامة للغاية. * ما آخر مبادرة قمت بطرحها لأفريقيا؟ قمت بإنشاء منظمة "مانديلا ليجاسي" بالتعاون مع أسرتي وزوجتي ولها العديد من الجوانب والمهام والأدوار مثل المشاركة في تنظيم الإدارة وتمكين العديد من الفئات في المجتمع ودعم الأفكار والمشاريع التي تشجع علي التعايش والحياة بشكل أفضل وهذه من أهم الجوانب التي يجب مراعاتها في المجتمع.. كما أن هذه المنظمة تعمل علي زيادة فرص العمل والتشغيل ونجحنا في الفترة الماضية في تشغيل ما يقرب من 7.5 ألف شاب وسنعمل في الفترة المقبلة علي زيادة هذا العدد بحوالي أربعة آلاف كما اعتمدنا برامج عمل مكثفة وواضح حتي 2030 وهدفنا العمل علي رفع معدلات توفير فرص عمل للشباب من حوالي 20 إلي 50 ألف فرصة عمل حقيقية للشباب.. وأهم ما نركز فيه في أجندتنا المستقبلية للمنظمة هو أن نعمل علي إيجاد فرص حقيقية للشباب وتمكينه من الوصول لأهدافه.. إضافة إلي ذلك فإن منظمة مانديلا ليجاسي لها العديد من الأهداف الأخري في مجالات التعليم والصحة وفرص العمل وزيادة التواصل بين كافة فئات المجتمع وغيرها من الملفات.