التفاؤل هو شعور داخلي بالأمل والميل نحو النظر إلي الجانب الأفضل للأحداث وتوقع أفضل النتائج. فالمتفائل دائماً شخصية إيجابية يحاول جاهداً الوصول لأهدافه وهو في سلام وطمأنينة مع نفسه. ويري دائماً نصف الكوب المملوء. لذلك ادعو المتفائلين فقط النظر إلي الحالة المصرية عقب أحداث يناير 2011 حتي قيام ثورة الشعب في يونيو 2013. ونقارنها بفترة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2014 وحتي الآن مع الوضع في الاعتبار الظروف والملابسات المحيطة بتلك الفترة. ونبدأ حلقات المقارنة بالملف الأمني. فعقب أحداث يناير 2011 سادت حالة من الفوضي والاضطراب في البلاد. وأصبحت الاعتصامات والاضرابات والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة جزء رئيسي من حياة المصريين اليومية. فترتب علي ذلك غلق المصانع وتشريد العمال. وغاب الأمن عن البلاد فسادت الجريمة بشتي أنواعها "تجارة المخدرات أعمال البلطجة خطف الأطفال اغتصاب الإناث السرقة بالإكراه الاعتداء علي أملاك الدولة الاعتداء علي الأراضي الزراعية. فضلاً عن تجارة وانتشار السلاح" نهاراً جهاراً. فأصبح المواطن المصري في حالة ذعر دائم علي نفسه وعلي أولاده وعلي ممتلكاته. لدرجة أن جموع المصريين كانت تقوم بأعمال الحراسة الليلية لوحداتهم السكنية. بمعني أن يتناوب أفراد الأسرة الحراسة علي باب المنزل بعد غلقه بمتاريس وأبواب حديد. وليس ذلك فحسب بل وضع خلف باب المنزل أي قطع أثاث للتأمين. فكانت الحياة بكل المقاييس قاسية مريرة. وتم السيطرة علي الشأن العام من مجموعة السبوبة والنشطاء الممولين من الخارج وتصدروا المشهد ليقنعوا المصريين بأن الخوف والاضطراب وغياب الأمن والانهيار الاقتصادي معناه الحرية. ويشاء العليم القدير أن يرزقنا بجماعة الإخوان الإرهابيين. ليقودوا الدولة المصرية إلي الهاوية بعد أن دعوا إرهابيي العالم. للاتخاذ من سيناء موطناً لهم للحرب علي وطننا الذي نعيش فيه. ليشهد المصريون بجميع انتماءاتهم مدي الجهل البين والحقد الدفين لهؤلاء تجاه الدولة المصرية. وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد كانت أول اهتماماته عودة الأمن والأمان للمواطن والأسرة المصرية. فتصدر الملف الأمني قائمة الإنجازات التي حققتها مصر في عهده وتمثلت في مكافحة الإرهاب بشتي صوره. والدعم اللامحدود لوزارة الداخلية. وتعزيز أجهزتها بكل الاحتياجات المادية والتقنية الحديثة. وتوفير كل المقومات التي تتطلبها المواجهة الأمنية الفاعلة لتحديات تلك المرحلة. فضلاً عن المتابعة المتواصلة والمعايشة المستمرة لواقع العمل الأمني. وحرص الرئيس الدائم علي تكامل وقوة أداء وزارة الداخلية وتطوير آلياتها. فأعاد هيبة الشرطة مع حركة إصلاح شاملة داخل الجهاز. وانخفضت معدلات الجريمة. وانتفت الاعتصامات والاضرابات. وتم كشف الممولين من الخارج ونشطاء السبوبة فعاد الهدوء للمواطن والمجتمع بالمقارنة بالفترة السابقة. والسؤال الذي يطرح نفسه لشعبنا العظيم كم يساوي الأمن والسلام الاجتماعي؟ وهل من الممكن تقديره بكنوز العالم؟ اعتقد ومعي جموع وملايين المتفائلين من شعبنا العريق أن الأمن يوازي الحياة ذاتها. فالأمن نعمة لا يستطيع مواطن أو مجتمع أو بلد أو أمة أن تعيش بدونه فهي النعمة التي يبحث عنها الكثير. الصغير والكبير. الغني والفقير. الرجل والمرأة. فهي نعمة لا يوجد أعظم ولا أجل منها. فأعظم نعم الله عز وجل علي بني الإنسان هي نعمة الأمن والاستقرار. فقال الله تعالي في سورة قريش "فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".