الغرض الأساسي من العقوبة هو عقاب المتهم وإصلاحه وتأهيله لمواجهة المجتمع بشخص أفضل مما كان عليه. فالعقوبة تتضمن عقاب المتهم حتي يتحقق الردع العام. وحق المجني عليه . وحق المجتمع. فالتأديب يحدث بمجرد إحساس المتهم بفقد حريته. اما التهذيب والإصلاح كيف يتم حدوثهما؟! فالسجين كالمريض في المستشفي كل مريض مُصاب بمرض ما وكل مريض درجة خطورة مرضه تختلف عن الآخر ودرجة الرعاية التي يتطلبها ايضًا تختلف من شخص لآخر. كذلك السجين هناك سجين مُعتاد الإجرام وسجين آخر حديث الإجرام فكيف يتم الجمع بينهما في زنزانة واحدة؟! وكيف ايضًا يتم جمع من سرق مع من قتل مع من تاجر بالمخدرات؟ فبالتأكيد من كان حديث الإجرام سيصبح مُعتاد الإجرام وبالتالي يخرج من الحجز أكثر إجرامًا وهذا مُخالف لشعار السجن الا وهو تأديب وإصلاح وتهذيب! فيجب أن يتحقق الغرض الأساسي من العقاب ومحاولة جعل المتهم أفضل وليس أسوأ مما كان عليه . فمن الممكن أن يعاقب المتهم علي جريمة ولكن لا يكون بطبعه مجرماً وعند دخوله السجن يخرج بالفعل مجرماً!! مما يضيع الغرض من العقاب الا وهو اصلاح المتهم وجعله شخصاً أفضل من الاول وليس شخصاً مجرماً لا يقبله المجتمع. ولتحقيق ذلك يجب أن يحدث تغيير في منظومة العقاب باستحداث وسائل واساليب يتم اتباعها اثناء فترة عقاب المتهم مما يجعل من فترة العقوبة فترة اصلاح وتأهيل. فمثلًا بأن يتم تدريبهم والأستفادة منهم وإعطاء دورات تدريبية وتأهيلية لهم والتأهيل النفسي لهم أثناء فترة السجن. بل من الممكن للدولة أن تستفيد من هؤلاء. فدولة مثل أمريكا تعلم تمامًا كيف تستغل المجرمين وكيف تخلق من مجرم عالماً! . ففي بعض الجرائم التي ارتكبها بعض المجرمين اتضح من مرتكبيها أن لديهم قدرات ومواهب خاصة . فمن الممكن أن نجعل من مجرم عالماً ومن الممكن أن نجعل منه مجرماً بحق لا يقبله المجتمع وكل ذلك متوقف علي هل يتم فصل السجناء عن بعضهم البعض. وكيف يتم تطبيق العقوبة عليهم وكيف يمضون حياتهم داخل السجن وكيف يتم التعامل معهم؟ وعلي قدر الإجابة ونوعها يتم معرفة هل السجن إصلاح أم تخريب !هل السجن تأهيل وإصلاح أم تدمير!