تخيلوا.. منذ 80 عاماً.. كان القضاء لا يعترف بشهادة الممثل ولا يأخذ بها.. وكانت العائلات ترفض تزويج "المشخصاتي" من بناتهم.. وبالطبع يرفضون عمل النساء في هذه المهنة.. أما لاعبو كرة القدم فلم يكن لهم أي اعتبار في المجتمع.. وكان من يمارس هذه الرياضة يخشي عليه من الفشل الدراسي وينظر إليه علي إنه "ضيع مستقبله"! وقتها.. كان العلماء والمحامون والمهندسون والأدباء والمفكرون.. والسياسيون والثوار الذين يجاهدون لتحرير الوطن من الاستعمار الإنجليزي هم القدوة لشباب الطبقة الوسطي.. وكل أب يتمني أن يري ابنه مثلهم.. وكل فتي يحلم أن يسير علي خطاهم.. ولم يكن هناك من ينظر للمقابل المادي أو يجعله هو أساس الاختيار!! بعدها.. ومنذ نصف قرن.. إذا سألت أي طفل ماذا يريد أن يعمل عندما يكبر كان يقول "ضابط في الجيش" أو طيار وربما اختار أن يكون طبيباً أو صحفياً.. وأيضاً كان المقابل المادي هو آخر ما يفكر فيه!! سبحان مغير الأحوال.. الآن كل شاب وكل طفل أمنيته أن يصبح لاعب كرة أو ممثلاً.. فهؤلاء هم القدوة والمثل الأعلي.. وليت من يريد ذلك يؤمن بوجود موهبة عنده تؤهله لاجادة اللعب أو التمثيل.. ولكن هدفهم الأول هو الحصول علي المال بعد سماعهم عن ملايين الجنيهات التي يتقاضاها الفنانون ولاعبو الكرة المحترفون. يجري الشباب وراء حلم الثراء السريع ويبحثون عن أقصر طريق.. فلا يجدون سوي لعب الكرة أو الاتجاه للتمثيل حتي لو كانوا لا يملكون المؤهلات والموهبة وساعد علي ذلك ارتفاع معدلات البطالة وعدم وجود وظائف في الحكومة والأهم هو عدم وجود القدوة الحقيقية في العلم والأدب والفكر والسياسة.. إضافة لأن كثيراً من الشباب لا يريد المخاطرة ولا المجازفة بالاتجاه إلي العمل الحر أو تغيير العقلية وقبول المعمل اليدوي ويفضلون الجري وراء الأوهام فكلهم سيصبحون محمد صلاح "نجم المنتخب" أو محمد رمضان "نجم الشباك". وإذا تعذر ذلك فيتجهون إلي الهجرة غير الشرعية في مراكب تقذف بهم في أعماق البحر المتوسط ليكونوا طعاماً للحيتان قبل أن يصلوا إلي أوروبا التي يظنون أنها ستحقق لهم الثراء والفوز بالحسناوات ذوات العيون الخضراء والزرقاء.. وأغلبهم لا يفكر أبداً في بناء مستقبله داخل بلده أو يبدأ الطريق من بدايته فالكل يريد ان يولد كبيراً ويصبح من الأغنياء في لمح البصر!! مازالت وسائل الإعلام والمدارس والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب ووزارة الشباب والمؤسسات الدينية "الأزهر والكنيسة" بعيدة عن الشباب وطموحاته.. ولا تقوم بدورها في إلقاء الضوء علي النماذج المشرفة في مختلف المجالات التي يمكن للشباب أن يتخذهم قدوة.. فمتي تقوم هذه الجهات بواجباتها لانقاذ أجيال المستقبل؟! جحيم تحت ظلال النخيل!! لم تمر 48 ساعة علي الحريق الذي التهم أكثر من 100 فدان مزروعة بالآلاف من أشجار النخيل.. بقرية الراشدة بالوادي الجديد إلا ونشب حريق آخر في بئر 11 بقرية المعصرة المجاورة.. والحمد لله إن الخسائر لم تكن بحجم الكارثة الأولي.. ولكن هناك من يعتقد أنها مؤامرة لتدمير النخيل والثروة الحيوانية التي هي مصدر الدخل الرئيسي للمواطنين في هذه المحافظة!! منذ أيام أتي حريق في مخازن إحدي الشركات بالمريوطية في الهرم علي كل المحتويات الموجودة به.. والحمد لله لم يكن هناك ضحايا من العاملين.. ولكن ذلك أعاد للأذهان ما عرفته مصر من حرائق في مخازن المصانع والشركات عندما يحين موعد جرد محتوياتها.. وكان السبب المعلن وقتها إما الماس الكهربائي أو عقب سيجارة مجهول صاحبه.. ولم يتطرق الاتهام أبداً لوجود شبهة سرقة للبضائع والسلع أو اختلاس ما في هذه المخازن!! الغريب أنه حتي الآن لم تصدر من محافظة الوادي الجديد ولا وزارة التنمية المحلية ولا من الشركة التي احترق مخزنها بيان نهائي يوضح حصيلة الخسائر النهائية ولا كيفية تجنب وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلاً وما تم اتخاذه من إجراءات حمائية لعدم تكرار الحرائق التي تتكرر كل عام!! في ظل توقع ارتفاع درجات الحرارة في الأعوام القادمة بعد إعلان هيئة الأرصاد الجوية الاسترالية إن حرارة المحيط الهادي زادت بنسبة 70% مما يهدد بحدوث ظاهرة "النينو" التي تؤدي لجفاف شديد يقضي علي المحاصيل الزراعية ويمهد لاشعال حرائق في المزارع والغابات كما حدث في كاليفورنيا والبرازيل.. وفي الوادي الجديد والمريوطية "إذا لم يكن هناك سبب آخر!!" فلابد من الاحتراس واتخاذ الاجراءات الوقائية وعدم الاهمال في معدات الأمن الزراعي والصناعي حتي لا تلتهم الحرائق ثروات مصر من النخيل والمواشي والسلع ومحتويات المخازن ثم نعلن أنه لا يوجد اهمال والمسألة ماهي إلا قضاء وقدر.. وعلي المواطنين المنكوبين انتظار التعويضات التي لا تساوي مهما بلغت ما انفقوه من أموال وجهد وعرق وأعوام ضاعت من عمرهم في زراعة النخيل وتربية الماشية وصناعة المنتجات بمخازن الشركات.. وما لاقوه من أهوال تحت جحيم النيران وهم يحاولون اطفاء الحرائق التي اشتعلت في أراضيهم وديارهم!! طقاطيق افتتاح جهاز حماية المستهلك لعدة منافذ بالميادين والشوارع الرئيسية وتخصيص أرقام تليفونات لتلقي شكاوي المواطنين خطوة مهمة تستحق الاشادة.. ولكنها تحتاج إلي زيادة المنافذ في المحافظات والأهم جدية بحث الشكاوي وحلها وانصاف أصحابها.. وعدم اقتصارها علي السلع الاستهلاكية.. لأن مشاكل السلع المعمرة وخدمة ما بعد البيع والصيانة أكثر بكثير وتحتاج إلي تدخل رادع من الجهاز ليحصل المواطن علي حقه!! الضربات المتتالية في الداخل والخارج للقضاء علي السفاحين من قادة التطرف والتفجيرات والاغتيالات تؤكد أن مصر عازمة علي تصفية خفافيش الظلام.. ليس فقط ثأراً للضحايا والشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين.. ولكن لمحاربة الإرهاب نيابة عن العالم.. ولنبذ العنف ودفاعاً عن الحياة الآمنة لكل من يعيشون علي الأرض!! الاعتراف الأخير لشركة "الغابت" الأمريكية بوجود ثغرة في موقع "جوجل بلس" تسببت في كشف البيانات الشخصية لأكثر من نصف مليون شخص تؤكد أنه لا يوجد أمان لأي معلومات علي الإنترنت وإن كل ما يتداوله الناس علي مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن حمايته.. احترس.. فلا توجد أسرار في زمن عالم الفضاء الالكتروني!! رئيس وزراء فرنسا.. عمدة أسباني!! ** أعلن مانويل فانس رئيس وزراء فرنسا السابق اعتزامه الترشح لمنصب عمدة برشلونة في مايو المقبل مع أنه لا يحمل الجنسية الأسبانية علي اعتبار أنه مواطن في الاتحاد الأوروبي وهذا يعطيه الحق في المنافسة علي أي منصب في أي دولة من دول الاتحاد الذي أصبح يتكون من 27 دولة أوروبية بعد خروج بريطانيا!! هل يمكن أن نعيش لليوم الذي نري فيه مواطناً عربياً يصبح محافظاً في دولة عربية أخري غير التي يحمل جنسيتها؟! بالطبع هذا السؤال يحتاج إلي افتراضين الأول أن تكون مناصب المحافظين "ولا نقول الوزراء" من المحيط الأطلسي إلي الخليج العربي بالانتخاب.. والثاني أن تتحول جامعة الدول العربية إلي الاتحاد العربي الذي يتمكن فيه أي مواطن من حرية التنقل بين 22 دولة ويعمل فيها دون قيود ويترشح لمناصبها علي اعتبار أن العروبة هي جنسيته!! لا تمتلك دول أوروبا التي تسمي ب"القارة العجوز" المقومات الموجودة بالأمة العربية كاللغة الواحدة والدين الواحد والتاريخ والمصير المشترك ومع ذلك استطاعوا في عام 1957 الإعلان عن قيام السوق المشتركة وبعدها بسنوات توصلوا إلي "اليورو" العملة الموحدة التي اجتذبت 19 دولة حتي الآن.. ثم حرية الانتقال والعمل.. وتناسوا كل الاختلافات والحروب التي ظلت لقرون.. أما العرب الذين بدأوا جامعتهم العربية عام 1945 فبعد 73 عاماً هذا هو حالهم ولا تعليق؟! صحيح أن "فالس" مولود في برشلونة ووالده أسباني قبل هجرته لباريس منذ أكثر من 60 عاماً.. لكن اختياره ليكون عمدة برشلونة بعد أن كان رئيساً لوزراء دولة بحجم فرنسا حير المراقبين فهل كما يقول يريد أن يقف ضد الانفصاليين في اقليم كتالونيا أم أنه معجب بساحر الكرة "ميسي" ويريد أن يحضر كل مبارياته ويأخذ معه "سيلفي" في الملعب باعتباره "حضرة العمدة"؟!